من الشخصيات المحيرة فى التاريخ المصرى الحديث شخصية الزعيم مصطفى كامل (1874- 1908) والذى يعد أبرز المناضلين المصريين فى مسألة الدفاع عن استقلال الوطن.
لقد قام مصطفى كامل، رغم أنه رحل فى عز شبابه، كما يقولون، بأشياء جيدة فى سبيل الوطن وسلك سبلا واضحة، واستطاع أن يشغل الرأى العام العالمى بقضية مصر، ولعل ما فعله فى الترويج للبطش البريطانى بعد حادثة دنشواى 1906، أكبر دليل على ما قام به الرجل.
ومع ذلك نجد أن هناك كثيرين من المعاصرين لمصطفى كامل كانوا يختلفون معه وربما يهاجمونه، قرأت آراء منسوبة للعقاد لا ترى مصطفى كامل بالشكل الذى نراه نحن به، وأعتقد أن سعد زغلول أيضا كان له رأى مشابه لرأى العقاد.
كما أن المثبت أن مصطفى كامل لم يكن يحب أحمد عرابى وكان يهاجمه دائما، وتلك أمور دوافعها غير واضحة بالنسبة لى، رغم أن البعض يفسرونها بأن سببها انتماء "كامل" للقصر ودفاعه عن الخديوى "عباس حلمى" والدولة العثمانية من ورائه.
ما أريد قوله، هو أننى أحترم مصطفى كامل كثيرا، لكن أود من الباحثين فى التاريخ المصرى الحديث الذى قام على الجدل اليومى، والصراع الأيديولوجى والانتماءات الواضحة، يحتاج للكثير من الدراسات والتحليلات لبيان الكواليس وتفسيرها بما يوضح ويفيد ويجعلنا قادرين على فهم الماضى والتفكير فى المستقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة