تظاهرات متواصلة منذ أشهر تعم هونج كونج، مطالبة بالديمقراطية، تخللها أعمال شغب وعنف وصدامات، ما الذى حدث فى هذا البلد؟ وما هو السبب الرئيسى الذى أدى لاشتعالها؟.. يجيب اليوم السابع على التساؤلات ويرصد الخطوط العريضة لهذه التظاهرات.
متى بدأت؟
بدأ التحرك في 9 يونيو في تظاهرة كبيرة.
كيف تسببت شابة تايوانية فى إشعال الشرارة الأولى للأحتجاجات؟
تسببت الشابة بون هيو وينج (19 عاما) فى هذه الاحتجاجات، فقد قتلها صديقها التايوانى، وتعود أحداث القصة إلى عام 2017، عندما التقيا في يوليو العام نفسه لأول في المتجر الذي كانا يعملان فيه، واعترفت الشابة لصديقها الجديد في أواخر عام 2017 بأنها حامل في شهرها الثاني من صديقها السابق، وصادف ذلك انتهاء الشاب من حجز الفندق وبطاقتي سفرهما من هونج كونج إلى تايوان قبل حلول عيد الحب في 2018. وسافرا معا إلى ثم عاد بمفرده بينما ظل مصير الفتاة مجهولاً إلى أن ألقي القبض عليه واعترف بقتل صديقته هناك.
وفى تقرير لهيئة الاذاعة البريطانية، يقول الجاني إن الضحية كشفت له أن والد جنينها هو صديقها السابق، وإنها أرته مقطع فيديو تظهر فيه وهي تمارس الجنس مع شخص آخر، فثارت ثائرته وضرب رأسها بجدار الغرفة وخنقها بيديه ممسكا برقبتها من الخلف لمدة 10 دقائق حتى فارقت الحياة.ثم وضع الجثة داخل الحقيبة مع أمتعتها ونام ثم تخلص من أمتعتها في عدد من نقاط تجميع الأمتعة المستعملة قرب الفندق. وتخلص من الجثة في بقعة أشبه بغابة صغيرة في حديقة.
ومن أجل محاكمته لارتكابه تلك الجريمة، كان لا بد من إصدار تشريع قانوني لترحيله إلى تايوان ومحاكمته هناك، لذا اقتراحت حاكمة هونج كونج، قانون تسليم المطلوبين.
ما مشروع قانون تسليم المطلوبين؟
سيسمح القانون بتسليم المتهمين الجنائيين للدولة الأم الصين.
ما أسباب الاحتجاج؟
تسبب هذا القانون فى مظاهرات عارمة عمت الشوارع فى هونج كونج، منذ يونيو الماضى، وتعد الحركة الاحتجاجية أخطر أزمة سياسية تشهدها البلاد منذ العام 1997، حيث نزل آلاف المحتجين إلى الشوارع وفرقتهم شرطة مكافحة الشغب، رافضين مشروع القانون المثير للجدل والذى يسمح بترحيل مطلوبين إلى الصين، لكن الحراك وسع بشكل ملحوظ مطالباته التي طالت كذلك الحكم المركزي في الصين.
ما مطالب المتظاهرين؟
فى البداية طالب المتظاهرون بالتراجع عن القانون، ثم ارتفع سقف المطالب إلى المطالبة باستقالة رئيسة السلطة التنفيذية كاري لام، وانتخاب خلف لها بالاقتراع العام المباشر وليس تعيينه من بكين، كما هي القاعدة حاليا، ويريدون أيضا فتح تحقيق حول أعمال العنف التي يتهمون الشرطة بالقيام بها، ويخشى معارضو مشروع القانون المدعوم من بكين أن يقع سكان هونج كونج في دوامة المنظومة القضائية الصينية.
بماذا ردت هونج كونج ؟
وقفت رئيسة هونج كونج التنفيذية كاري لام في البداية فى وجه للتظاهرات، قائلة إن الحكومة لم يكن لديها نية سحب مشروع القانون، لكن في مواجهة هذه المعارضة المتزايدة، أعلنت لام عن إمكانية تعليق مشروع القانون واعتذرت للجماهير، لكنها أسفرت فقط عن تهدئة البعض.
ما رد فعل الصين؟
تحولت بعض التظاهرات في هونج كونج إلى أعمال عنف، واندلعت صدامات عنيفة مع الشرطة ورشق متظاهرون عناصر الشرطة بزجاجات واستخدموا حواجز معدنية، واستخدمت قوات الأمن العصي وغاز الفلفل لتفريق متظاهرون اقتحموا البرلمان، كما دخل آلاف المتظاهرين إلى مطار هونج كونج من أجل "استقبال" الزوار وتوعيتهم بشأن الاحتجاجات، وعطلوا الملاحة، وقالت بكين أن المحتجين ارتكبوا أعمال "شبه إرهابية" وتشكل "تحديا خطيرا للقانون والنظام فى المنطقة.
كما اتهمت وزارة الخارجية الصينية، الولايات المتحدة الأمريكية بالتآمر مع عناصر إجرامية وعلى صلة بأنشطة جنائية معادية للصين في هونج كونج، وأضافت في بيان ردا على تعليقات مجلس النواب الأمريكي والسياسيين الأمريكيين الآخرين بشأن الأحداث في هونج كونج، أنه "تشويه للواقع".
ماذا قال الرئيس الأمريكى عن الحراك؟
علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فى اغسطس الماضى، قائلا إن الجيش الصينى انتشر على الحدود مع هونج كونج، ويدعو الجميع إلى التزام الهدوء، وفى تغريدة أخرى قال إن بإمكان الرئيس الصيني شي جينبينغ حل الأزمة الناتجة عن المواجهة بين الحكومة والمتظاهرين في هونج كونج بطريقة "إنسانية"، مقترحا عقد لقاء مع الزعيم الصيني. وكتب ترامب على تويتر "لا شكوك لدي على الإطلاق بأن الرئيس شي إذا أراد حل المشكلة في هونج كونج بطريقة سريعة وإنسانية، فإنه باستطاعته أن يفعل ذلك"، مضيفا عبارة "لقاء شخصي؟" في نهاية تغريدته، فيما بدا وكأنه يطرح فكرة لتقديم مساعدته بهذا الشأن إلى الرئيس الصيني بشكل مباشر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة