من الصعب أن يكون كل مستخدمى وجمهور السوشيال ميديا نمط وشكل وسلوك واحد، وطبيعى أن تتعدد الاتجاهات والمعتقدات والآراء بشكل كبير طبقًا لتربية كل شخص وتعليمه ودرجة وعيه. لكن يظل السؤال المطروح مع كل حالة من حالات التريند أو الانتشار التافه، إذا كان أغلبية الجمهور يبدو متضايقًا ومستنكرًا لهذه الظواهر ويهاجمها، فمن إذن يستهلك هذه المواد ويمنحها الملايين من المشاهدات؟.
الواقع أن الجمهور بشكل عام يحب الموضوعات الساخنة والمثيرة، ويتجاهل الموضوعات الجادة والأفكار العميقة والاستراتيجية، وحتى عندما يناقشها فهو يلجأ للتنكيت والسخرية. وهناك من يعين نفسه مسؤولا عن تحديد الأخلاق والقواعد، لدرجة أن بعض رواد السوشيال ميديا شيروا صور فنانات فى الحج وسخروا منها، وعين بعضهم أنفسهم حكاما على إيمان الناس، ووجدت الصور مجالا لتعليقات بعضها صادر من ناس يفترض أنهم عقلاء، لكن يبدو أن التريند أحيانًا يصيب البعض بحمى السير خلف المجموع بصرف النظر عن صحته أو خطأه.
ومن انضمام العمقاء إلى هذا النوع من النميمة يكشف عن مصدر تدعيم ونشر التفاهة، والدليل أنه خلال الأيام الماضية لو راجعنا القضايا التى احتلت المساحات الأمامية من اهتمام الجمهور بناء على القراءة والشير نكتشف أن قصة خناقة الفنان وطليقته فى الساحل شغلت مساحة اهتمام لكونها كانت وماتزال تحتوى على عناصر النميمة المثالية ضرب وطلاق ونفقة بمئات الآلاف وكانت القضية موضوعا لقضايا وصراعات استمرت سنوات، وبالتالى وجدت لنفسها مكانا بجانب قضية أحمد ومراته.
فقد كانت طفيليات السوشيال ميديا مستمرة، وحققت فيديوهات الاعتزال الوهمية غرضها فى رفع معدلات المتابعة بل وجذبت جمهورا لم يكن على علم بها.
والواقع أن بعض الجمهور الغاضب يساهم بغضبه وإعادة نشر الصور والفيديوهات التافهة فى انتشارها. وهناك ظاهرة واضحة فى هذا السياق بعض المستخدمين تستفزهم آراء آخرين فى العقائد أو الفن أو المجتمع وتبدو عنصرية، فيريد الواحد التعبير عن غضبه فيعيد نشر البوست مع تعليق غاضب والنتيجة مزيد من الانتشار، وهذا جزء من الحيل المبتكرة لزيادة المتابعة والانتشار والمحترف لديه القدرة لفعل أى شىء يجذب الأنظار حتى لو كان الإساءة لنفسه وأسرته. مثلما جرى مع الطحلب ومراته فقد استنفدا كل طرق جذب الأنظار، ولما شعروا بتراجع الأمر لجاوا لحيلة الاعتزال.
وهؤلاء بالطبع يسيرون خلف ظواهر موجودة وتنمو وتكبر، فهناك فنانات توقفن عن العمل، لكن استمرت ظاهرة «الفوتوسيشن» أو جلسات التصوير، والتى تحرص الفنانة بناءً على نصائح خبراء البروباجندا أن تظهر بمشهد يلفت الأنظار، مثل واقعة الشورت والبطانة، الفنانة تغيب عن التمثيل وتحضر فى الفوتوسيشن.
والواقع أن أى من هؤلاء ما كان يجد مكانا لو تم تجاهله حاول «توقف عندك»، لكن الواقع أن التعامل سلبا أو إيجابا يضاعف من حجم انتشار هذه الظواهر بشكل يجعلها تتواصل وتنتشر. ناهيك عن وجود رغبات لدى قطاعات من الجمهور تحب النميمة والموضوعات، ومن السهل استدراجهم للحملات والمعارك ليهاجموها وهم يساهمون فى انتشارها بخواريزميات الفضائح الانشطارية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة