"هى الحصوات اللي بيرجموا بها إبليس بتروح فين؟"، سؤال ربما يتردد على لسان كثيرين خلال هذه الأيام مع موسم الحج، فى ظل تداول البعض صور على السوشيال ميديا، لضيوف الرحمن أثناء رميهم الجمرات.
ولمعرفة سر اختفاء حصوات إبليس، فتمر الجمرات أو الحصوات بعدة مراحل بعد إلقاء الحاج بها، حيث تنزل في القاع وتتحرك على سيور تجمعها، ويتم فحصها وانتقاء الجمرات من غيرها، حيث يرمى بعض الحجاج أشياء أخرى غير الجمرات، ثم تحمل فى سيارات، ويتم إلقائها فى المرامى الخاصة بها.
مشهد رمي الجمرات، لا يخلو من العادات غير المألوفة، حيث تسارع بعض السيدات أحيانا برمي الأحذية بدلاً من الجمرات والحصوات.
"السليفي" فى الفترة الأخيرة، بات وسيلة لتوثيق لحظات رمى الحجاج للجمرات فى مشعر منى، حيث يلجأ البعض لتوثيق هذه اللحظات بالتقاط صور "سليفى" لأنفسهم، وهناك نوع آخر يفضل "البث المباشر" لهذه اللحظات ليشارك غيره فرحته برمى الجمرات.
المدقق للنظر فى الصور المتداولة لمشهد رمى الجمرات، يلاحظ تطور كبير حدث فى هذا المنسك، حيث تم إقامة جسر الجمرات لاستيعاب أكبر عدد من الحجاج دون تزاحم أو تدافع، وتعد منشأة الجمرات من أبرز المشروعات فى مشعر منى، وطاقته الاستيعابية 300 ألف حاج فى الساعة، ونفذ بطول 950 متراً وعرض 80 متراً، وصمم على أن تكون أساسات المشروع قادرة على تحمل 12 طابقا، و5 ملايين حاج في المستقبل إذا دعت الحاجة لذلك.
ويتكون المشروع من خمسة طوابق ارتفاع كل منها 12 متراً، وتتوفر بها جميع الخدمات المساندة لراحة ضيوف الرحمن بما فى ذلك نفق أرضى لنقل الحجاج، بحيث يفصل حركة المركبات عن المشاة.
ويشمل المشروع 3 أنفاق وأعمال إنشائية مع إمكانية التطوير المستقبلي، و11 مدخلاً للجمرات و12 مخرجاً في الاتجاهات الأربعة، إضافة إلى تزويده بمهبط لطائرات مروحية لحالات الطوارئ ، وأنفاق أرضية ونظام تبريد متطور يعمل بنظام التكييف الصحراوي يضخ نوعاً من الرذاذ على الحجاج والمناطق المحيطة بالجمرات مما يسهم في خفض درجة الحرارة إلى نحو 29 درجة .
وشمل مشروع منطقة الجمرات إضافة إلى الجسر إعادة تنظيم المنطقة وتسهيل عملية الدخول إلى الجسر، عبر توزيعها على 6 اتجاهات ؛ 3 منها من الناحية الجنوبية و3 من الناحية الشمالية، وتنظيم الساحات المحيطة بجسر الجمرات لتفادى التجمعات بها، والسيطرة على ظاهرة الافتراش حول الجسر، إلى جانب مسارات الحجاج.
ويحتوى المشروع على أنفاق لحركة المركبات تحت الأرض، لإعطاء مساحة أكبر للمشاة في منطقة الجسر، ومخارج للإخلاء عن طريق 6 أبراج للطوارئ مرتبطة بالدور الأرضي والأنفاق ومهابط الطائرات، فيما أسهم تصميم أحواض الجمرات والشواخص بطول 40 مترا بشكل بيضاوي في تحسن الانسيابية وزيادة الطاقة الاستيعابية للجسر، مما ساعد في الحد من أحداث التدافع والازدحام بين الحجاج أثناء أداء شعيرة رمي الجمرات، ومازال جسر الجمرات يشهد تطوراً كبيراً، ليرمي الحجاج إبليس بالحجارة اقتداءً بأبونا إبراهيم الخليل الذى رماه لدى اعتراضه عند محاولة إبراهيم تنفيذ الأوامر الإلهية، بذبح ابنه اسماعيل فى القصة الشهيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة