لقد تعلمت كامرأة أن مواجهة الرجال ضربٌ من الغباء..
ليس المقصود المواجهة الجسدية.. بل أتحدث هنا عن مواجهة القلوب..
فالرجل قلبه كفندقٍ عامر بالنزلاء (مهما كان مخلصاً)، لديه غرفٌ تطل على حمام السباحة والمناظر الطبيعية.. وغرفٌ تطل على لا شىء.. وغرفٌ لذوى الإمكانيات وغرفٌ أخرى للـVIP وجناحٌ رئاسى واحد.. وعلى الجانب الآخر.. هناك دوماً غرفٌ مغلقة للإصلاحات.. وغرفٌ مظلمة خرجت من بند التشغيل.. وغرفة واحدة يلجأ لها مالك الفندق هرباً من الدنيا وما فيها.
وسأشرح نوعية نزلاء هذه الغرف
حسناً..
الغرفُ التى تطل على منظرٍ طبيعى أو حمام السباحة فهى للنساء العابرات كنسمات صيفية بقائهن لا يطول كأشهر الصيف.. ذكريات بسيطة لا تكلف أكثر من ثمن الغرفة ودعوة عشاء.. وإن كان كريماً.. فهناك هدية للذكرى.
الغرفة التى لا تطل على شىء فهى لا تتعدى ليلة عابرة.. لا وجه.. لا اسم.. لا ذكرى.. فى الغالب هى رفيق ليلة سُكرٍ أو ليلة ترفع شعار المطالبة بالنسيان..
أما غرف ذوى الإمكانات.. فهى للجميلات.. مختلفات الصفات والأشكال والألوان.. فكل رجلٍ له ذوقه الخاص فى نسائه.. فتلك الطويلة.. وتلك القصيرة.. وتلك السمراء.. وأخرى البيضاء.. إلخ إلخ إلخ.. وأيضاً هى غرفٌ تتسم بالعابرة.
أما غرفُ الـ VIPهن نساءٌ بنات عائلات.. حاملات مناصب.. حاملات عقولٍ وشهرة..influencers.. fashionistas مذيعات تلفاز.. ممثلات ذات صيت.. إلخ إلخ إلخ هذه الغرف تأخذ وقتاً عن سابقيها.. فهنا عزيزنا الرجل يستمتع بالحديث والمشاركة والاجتماعيات، بالإضافة إلى أهدافه الأخرى.. وعادة تطول هذه العلاقة من 6 أشهر إلى 3 سنوات.. وبعدها يتم فسخ العقد وتجديده فى الصباح الباكر مع نزيلة جديدة.
أما الجناح الرئاسى الأوحد فهو للزوجة.. بأولاد أو من غير.. فهى حاملة اللقب.. هى من تنزل صورها بجواره فى المحافل الاجتماعية.. هى من يزورها أقاربه وأصدقائه.. هى من يلجأ إليها فى تعبه.. هى من تتمتع بإمكانياته.. هى من تطلب فتطاع.
الغرف المغلقة للإصلاحات.. هى غرفُ لم توسم بعد بأى من السابق.. تستعد لنزيلاتها لتعرف ماذا ستكون.. لكن من المؤكد أنها ستكون على أحدث طراز.. لتستطيع أن تعجب النزيلات.
الغرف التى خرجت من بند التشغيل.. هى غرفُ نساءٍ تركن ألما وغادرن دون رجعة.. لم يعد بمقدور إدارة الفندق تجديدها مهما حاولت.. فهى غرفٌ سميت بأسماء نزيلاتها.. غرفٌ تشكلت تصميماتها الداخلية بشخصيات نزيلاتها.. ولم تستطع إدارة الفندق إلا الانسياق .. لروعة هؤلاء النزيلات.. لكن غادرن لأن إدارة الفندق تبحث دوماً وأبداً عن نزلاء جدد.
أما غرفة مالك الفندق.. فهى غرفة بلا أثاث.. بلا مرايا.. بلا وجوه.. يذهب إليها ليس لينسى الدنيا.. بل لينسى نفسه.. ليتوقف عن إيجاد المبررات لنفسه فى كيف أن هذه تستحق ما حدث لها.. وهذه هى التى سعت وراءه.. وهذه كانت تبحث عن مصلحتها.. وهذه طمعت فيه.. وتلك أرادت أن تخرب حياته.. مبررات ومبررات لطعن قلوب كثيرة.
يذهب لهذه الغرفة ليتوقف عن التبرير والتفكير ويرتاح من كذبه على ذاته ولو للحظات.. ثم يعاود الكرة مرة وألف مرة أخرى.
مواجهة الرجال مالكى قلوباً كهذه لا تجدى نفعاً.. فهم لم يخونوا.. بل وضعوا مصلحة الفندق فوق كل اعتبار.. وهذا حقٌ مشروع لكل مالك عملٍ خاص.
هم لم يجرحوا .. فأنتِ من رأيت أضواءه الباهرة وأتيتى بقدميكِ، أسمعتى عن فندقٍ رفض نزيلاً وهو لديه غرفٌ فارغة؟؟؟
وهناك دوماً غرفاً فارغة.
فى مواجهتهم هناك دوماً أجوبة مقنعة تصل بك لحد الاعتذار لهم عن ظنك السيئ بهم ( نعم هم قادرين على ذلك) .. وقلب الموائد سر من أسرارهم الحربية الذى يتقنونه.
إذن ما الحل:
فلتلعبى لعبة الرجال: عليكِ عزيزتى بعمل فشارٍ بالطعم الذى تحبينه ( ملح، كراميل، جبن) وإحضار الصودا المفضلة لديكِ والجلوس والمشاهدة فقط.. فهى شخصيات ممتعة جدا لمشاهدة رقصاتهم الحيوانية لإغرائك، وأكثر متعة حين ترين فى أعينهم كم يظنونك غبية.. وكيف يروون لكى تفاصيل حياتهم ( فقط ما يريدونك أن تريه أو تسمعيه) وكيف يظنون أنهم الصيادون وأنت الفريسة.
صدقينى من أمتع الأفلام السينمائية التى ستشاهدينها فى حياتك..
لكن بعد انتهاء المشاهدة.. قفى وغادرى.. ولا تنظرى خلفك.. دعى الدهشة آخر ما ترينه على وجوههم، فأنت لا تريدين حتى جناحهم الرئاسى.