مرت الذكرى السادسة لفض اعتصامى "رابعة العدوية والنهضة" منذ أيام قليلة، مرت بسلام وأمان، دون أن يدرى بها أحد إلا الإخوان الذين يعيشون فى وهم المظلومية.
رابعة والنهضة.. الاعتصامان اللذان بحكم عملى الصحفى كنت أذهب إليهما وأستمع لشعارات من فيهما وهتافاتهم، وأرى تدريباتهم وصيحاتهم وتحركاتهم وتكبيرهم وحكاياتهم الخرافية والأسطورية وخطاباتهم وخطبهم على المنابر والمنصات، واطلع على اجتماعاتهم وسلاسلهم البشرية والجمادية، ولى حكايات كثيرة مع هذه الاعتصامات.
مرت ذكرى اعتصامات إلغاء العقل وتفعيل العضلات، ومنح "التفكير" لقيادات وشيوخ تلاعبت وتاجرت وهربت وتركت خلفها شبابا يورطون أنفسهم بأنفسهم بعدما غيبوا عقولهم وظلوا يتبعون ويفعّلون القاعدة الهباب "قياداتنا عارفين هما بيعلموا إيه وكله مدروس".
منذ فض اعتصامى "رابعة والنهضة" ربح كثير من قيادات الجماعة المدرجين على قوائم الإرهاب فى دول الرباعى العربى " مصر والسعودية والإمارات والبحرين"ـ فيلات وقصور وسيارات فارهة من فصيلة "بى إم دبليو"، بينما خسر شباب الجماعة العمر والحياة، وربحوا الموت البطيء، وهذه نتائج واقعية جدا لمن يلغى عقله ويسير بلا عقل ويجعل الآخرين يتحكمون فى مسيرته ومصيره.
من لغوا عقولهم أمس من شباب الإخوان ومنحوه لشيوخهم وكبارهم، لجأوا اليوم إلى الاتجاه نحو الإلحاد والانتحار.. الإلحاد بسبب الصدامات التى تلقوها من كبارهم وإقناعهم أن جماعتهم تمثل دين الإسلام والحق المبين وغيرهم الكفر والباطل، ثم اكتشفوا مع الأيام أنهم فى خندق الباطل والشيطان الرجيم.. والانتحار بسبب الأزمات التى ضربت وتضرب التنظيم بين الحين والآخر، أزمات ومشكلات تنفجر وتطول الجماعة داخل مصر وخارجها.
واقعى جدا أن يغزو شباب الجماعة الإرهابية موجات من التشكيك فى الثوابت، ليست الثوابت في تنظيمهم فقط، بل الثوابت الدينية نفسها، واقعى جدا لمن يلغى عقله ويسير بلا عقل أن ينقلب فى الأمر ثم يتجه إلى حالات من التشتت الفكرى والإيمانى، ثم ينضح بتساؤلات من عينة "أين الله من ظلم قياداتنا؟" ومع الأيام يعلن كفره بالتنظيم ثم برب العالمين، واقعى جدا أن يتلاطم شباب التنظيم الإرهابى فى موجات اليأس والفشل والقنوط المفضى إلى البحث عن الموت والتفكير فيه والذهاب له بطريقة "حنينة".
صعود أسهم "الإلحاد والانتحار" داخل جماعة الإخوان معلومة قد اعترف بها رموز من الإخوان وعلى رأسهم الداعية الإخوانى عصام تليمة، وأخيرا.. أقول "العقل" نعمة أمر الله باستغلالها وتفعيلها، فلا تعطلوه ولا تمنحوه للآخرين وكونوا عقلانيين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة