صناعة الكليم والسجاد البدوى، أحد أهم الحرف اليدوية التى تتوارثها سيدات أهل البادية، فى صحراء مصر الغربية، فى طريقها للاندثار، بسبب قلة خبرة الفتيات بهذه الصناعة التى ذاع صيتها منذ عشرات السنين، وكانت من الحرف التى تتقنها معظم النساء البدويات، وكانت صناعة المشغولات البدوية تجذب الأنظار إليها لبساطتها الظاهرة تعقيداتها الكبيرة فى تصميمها وتنفيذها.
وعلى الرغم من إقامة وحدة لغزل وصناعة الصوف تابعة لمشروع التنمية المستدامة لموارد محافظة مطروح، لتعليم الفتيات هذه الحرفة ولحماية التراث البدوى من المشغولات اليدوية والمنسوجات من الاندثار، إلا أن الإقبال من الفتيات ضعيف جدا، بسبب ضعف العائد المادى مقارنة بالمجهود والوقت الطويل الذى يبذل فى إنتاج السجاد.
كما تواجه صناعة الأصواف اليدوية، صعوبات فى تسويق منتجاتها بمقابل عادل، حيث تعمل السيدة على مدار أشهر فى صناعة قطعة واحدة من السجاد أو الكليم، وفى النهاية يتم بيعها بأسعار متواضعة لا تتناسب من الجهد الذى بذل فيها، من غزل الأصواف وصبغها بالألوان المختلفة ونسجها على الأنوال الخشبية.
ويمثل مصنع الصوف بمدينة مرسى مطروح، طوق النجاة لهذه الحرفة، للحفاظ عليها من الاندثار والعمل على تطويرها، من خلال تدريب السيدات والفتيات.
وأكد صالح العشيبى مدير وحدة الإعلام بمركز التنمية المستدامة لموارد مطروح، أن مصنع الصوف، بقرية القصر التابعة لمركز مرسى مطروح، يرجع إنشاؤه إلى أوائل الستينيات من القرن الماضى، وكان يضم ماكينتى غزل قديمتين، وكان تحت إشراف شركة غزل المحلة، وقد تم إسناد إدارته فى عام 2005 لمشروع تنمية موارد مطروح، وتم تطويره وتدعيمه بأنوال ومعدات لتدريب السيدات للحفاظ على الحرفة اليدوية التراثية، وبغرض استثمار صوف الثروة الحيوانية من أغنام البرقى، التى تشتهر بها محافظة مطروح، واستثمار هذه الثروة من الصوف، فى إنتاج المشغولات اليدوية من الحوايا والسجاد والجوبلان والكليم اليدوي.
وأوضح أنه فى عام 1998، تم تسليم مصنع الصوف إلى مشروع تنمية موارد مطروح، الذى كان يمول وقتها من البنك الدولى، مع إعادة تشغيله مرة أخرى، ثم انتقلت بعد ذلك تبعيته إلى مركز بحوث الصحراء، التابع لوزارة الزراعة، كوحدة تدريب للفتيات والمرأة المعيلة، على أعمال النول اليدوي.
أكد حمد خالد شعيب الباحث فى التراث البدوى، أن صناعة الحوايا تعد أبرز الصناعات اليدوية الحرفية والأكثر شهرة بصحراء مطروح، وتصنعها البدويات من صوف الأغنام، ويتوارثنها منذ مئات السنين، ورغم تراجعها إلا أنها مازالت قائمة حتى الآن، وهذه الصناعة تمثل إحدى مكونات التراث البدوى القديم، وكانت تدخل ضمن جهاز العروس ولا يخلو بيت بدوى منها.
وتطورت هذه الحرفة، مع مرور الزمن، مع الحفاظ على أصولها البدوية العريقة، وتتقنها كثير من السيدات البدويات من كبار السن، وتراجع توارث هذه الحرفة بين الفتيات الصغيرات عما كان عليه الحال من قبل، وهو ما يهدد الحفاظ على استمرارها وتعرضها لخطر الانقراض بسبب المجتمعية والعراقيل التى تواجهها.
وفى محاولة اللواء مجدى الغرابلى محافظ مطروح، لإنقاذ هذه الحرفة وتشديده على ضرورة الحفاظ عليها وتطويرها وتعظيم العائد الاقتصادى منها، لصالح العاملين فيها، طالب القائمين على مصنع الصوف، بحصر الاحتياجات اللازمة، لتوفيرها من أجل التطوير ومساعدة المتدربات وتشجيعهن، مع تكليف إدارة تنمية القرية ووحدة تكافؤ الفرص بالمحافظة، بمنح قروضًا ميسره بدون فوائد للسيدات، لشراء الصوف والأصباغ، وحل مشكلة التسويق التى دفعت السيدات للإحجام عن التصنيع، مع مواجهة جشع التجار الذين يشترون هذه المنتجات بأسعار بخسة، وإعادة بيعها بأسعار مضاعفة.
وطالب محافظ مطروح، بمراجعة طرق تشغيل مصنع الصوف، لتحقيق أقصى استفادة اقتصادية منه، بما يوفر عائد اقتصادى وتحقيق مزيد من فرص العمل لأبناء المحافظة، خاصة مع توافر المواد الخام من الصوف، مع التوسع فى تدريب الفتيات والسيدات داخل المصنع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة