محمود عسكر

مجموعة السبع الصناعية والحرب التجارية

الخميس، 22 أغسطس 2019 02:53 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تستعد الأوساط الاقتصادية الدولية لاجتماعات دول مجموعة السبع الاقتصادية الكبرى، والمقرر انعاقدها فى الفترة من 24 و26 أغسطس الجارى بمدينة بياريتز (جنوب غرب فرنسا) دون مشاركة روسيا التى أقصيت فى العام 2014 بعدما قررت ضم جزيرة القرم إلى أراضيها، لمناقشة العديد من الملفات الاقتصادية الهامة، فى ظل حالة من التوتر السياسى والاقتصادى فى العالم خاصة بين دول المجموعة نفسها .

وتعقد اجتماعات المجموعة هذا العام وسط حالة من التوتر بين أعضاء المجموعة نفسها، فهناك خلاف حاد بين الولايات المتحدة الأمريكية من جانب وبين الصين من جانب آخر، يظهر بجلاء فى الحرب التجارية بينهما، وتبادل فرض الرسوم على صادرات كل منهما للآخر، كما أن هناك خلافا بين أمريكا أيضا وبين فرنسا بسبب فرض فرنسا ضرائب على شركات التواصل الأمريكية، بالإضافة إلى الخلاف بين أمريكا وروسيا، متعدد الأسباب، وكان آخرها مشكلة أوكرانيا، (روسيا هى العضو الثامن فى المجموعة، ومشاركتها معلقة منذ أزمة ضم القرم لروسيا فى عام 2014".

وتأسست مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى (G7) أو مجموعة السبع عام 1976، عند انضمام كندا إلى مجموعة الستة: فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، ثم انضمت روسيا إلى المجموعة ليتغير اسمها إلى مجموعة الدول الثمانية الصناعية الكبرى، وخلال 2014، استبعدت روسيا بسبب تصاعد خلافاتها مع بقية الدول الأعضاء، على خلفية ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية، من جانب واحد، وعاد اسم المجموعة إلى مجموعة السبع.

ويتصدر اجتماعات هذا العام عددا من الملفات أهما ملف الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، التى بدأت بفرض الولايات المتحدة رسوما كبيرة على واردات الحديد، ثم ضمت سلعا أخرى كثيرة تخطت قيمتها 350 مليار دولار وهو ما أضر بالصادرات الصينية بشكل كبير، مما دفعها للرد على ذلك بفرض رسوم مقابلة وتخفيض قيمة عملتها (اليوان) فى محاولة لدعم صادراتها بتقليل سعرها وزيادة منافستها مع المنتجات الأخرى الأمريكية.

ولم تقتصر الرسوم الأمريكية على الصين فقط بل أضرت أيضا بمعظم الدول الصناعية الكبرى، خصوصا وأن السوق الأمريكى هو الأكبر فى العالم ويتلقى صناعات من كل الدول الصناعية الكبرى، مثل روسيا والهند واليابان وألمانيا، وفرنسا، وكوريا الشمالية، والمملكة المتحدة، وهو ما بدأ يقود الاقتصادى العالمى لحالة من الركود بدأت تظهر بالفعل وسكون محورا مهمها من محاور النقاش فى اجتماعات المجموعة هذا العام.

كما ستكون أزمة الخليج العربي، والخلاف بين أمريكا وإيران، ومصير التجارة وحركة السفن التجارية فى الخليج حاضرة أيضا فى مناقشات المجموعة هذا العام، بالإضافة للصراع فى اليمن، وليبيا، لما لهما من تأثير بالغ على حركة التجارة العالمية، وخاصة وأن أغلب هذه الأماكن تمر بها معظم التجارة العالمية.

وتحضر مصر ممثلة فى الرئيس عبد الفتاح السيسى اجتماعات المجموعة هذا العام استجابة لدعوة من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، الذى وجه الدعوة للرئيس السيسي، خلال شهر مارس 2019، لحضور قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى (G7) القادمة التى تستضيفها فرنسا.

ورغم إعلان الرئيس الأمريكى أكثر من مرة أنه سيوافق على إعادة روسيا لاجتماعات المجموعة حال اقتراح ذلك، ورغم العلاقة القوية بين الرئيس الفرنسى ماكرون والرئيس الروسى فلادمير بوتين ورغبة فرنسا فى عودة روسيا للمجموعة إلا أنه حتى الآن لم يتم الإعلان رسميا عن حضور روسيا اجتمعات المجموعة هذا العام.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة