هناك أشخاص يعرفون بـ"المجرمين بالصدفة"، هؤلاء الأشخاص الذين تحولوا من أشخاص عاديين لمجرمين، لمجرد أن قادتهم الصدفة البحتة لذلك، فضربوا أو قتلوا بطريقة الخطأ.
وعلى النقيض، تجد مجرمون دأبوا على ارتكاب الجرائم مع سبق الإصرار والترصد، وكرروها بدلاً من المرة اثنين وثلاثة وأحياناً عشرة، فقد أصبحت الجريمة أمراً روتينياً في حياتهم، كالماء والهواء لا يستطيعوا الإستغناء عنها، بل يتلذذون بها أحياناً، فقد أصبح في قلوبهم مرض.
ومن الجرائم الملفتة للانتباه هذا الأسبوع، قصة "سفاح بني سويف"، هذا الشخص الذي دأب على ارتكاب جرائم قتل السيدات المسنات، حيث كان يستدرج العجائز ويقتلهن بدماء باردة، وبدلاً من الجريمة ارتكب 4 ، حتى سقط في قبضة رجال الشرطة معترفاً بجرائمه.
هذا الشخص الذي كان مسالماً في بداية حياته، كان في إمكانه التوقف عن سلسال الدم بعد جريمته الأولى، ويسلم نفسه للعدالة، وينتظر مصيره، لكنه شيطانه حرضه على الإستمرار، فكرر جرائمه بذات الأسلوب، متلذذاً بارتكابها.
نفس الأمر، تكرر في محافظة القليوبية، عندما فتحت طفلة عينيها للدنيا لتجد نفسها بين أسرة تتاجر في المخدرات، وعندما اشتد عودها، رأت أفرد أسرتها يتم القبض عليهم ويدخلون السجن، وشاهدت شقيقتيها خلف الأسوار ومن بعدهما زوجها.
لعل هذه الوقائع كانت بمثابة جرس الإنذار لهذه الفتاة لعدم السير على درب أسرتها، والاستجابة لنصائح المقربين منها، لكنها ضربت بكل ذلك عرض الحائط، ودخلت سوق الكيف بـ"قلب ميت" وبدلاً من الجريمة ارتكبت ثلاثة، لتسقط في قبضة الأمن وتلحق بذويها.
الشاهد في الواقعتين، أن كل شخص منا قد يخطىء، وقد يكون هذا الخطأ كبير يصل لحد الجريمة، لكن الأهم وقتها إعلان التوبة النصوحة، وعدم الاستسلام للشيطان وتكرار الخطأ مرة واثنين وأكثر، حتى لا نتحول لمجرمين يتلذذون بارتكاب جرائمهم.