"العلاج بكبسولات البيانات" ربما يكون عنوان المقال مبهما أو غير واضح لكننى أقصد أن توفير بيانات أو معلومات أفرزتها الأبحاث والمسوح الصحية عن تشخيص حالة مرضية أو مشكلة صحية تواجه المجتمع كارتفاع معدلات الاصابة بالسمنة والسكر والضغط مثلا يقودك بسهولة لكتابة وصفة طبية تكون بمثابة كبسولة العلاج للحالة أو الظاهرة الصحية التى تؤرق المجتمع.
طرفى المثال الذى ضربته فى مقدمة المقالة الأول كفيل به الأطباء والأساتذة الكبار الذين تزخر بهم مصر فهى على الدوام عامرة بقامات طبية عظيمة، ولا أدل على ذلك من البروفيسور مجدى يعقوب والدكتور محمد غنيم كل فى تخصصه الذى لا يتوه عنهما أحد وغيرهما الكثيرون.
أما الطرف الآخر من المثال هو الذى يتعلق بتوفير قواعد البيانات والإحصاءات كالتى أفرزتها مبادرات الإصلاح الصحى التى أطلقها الرئيس السيسى ومنها مبادرة 100 مليون صحة والكشف المبكر عن الأورام وقوائم انتظار الجراحات الحرجة والكشف المبكر عن ضعاف السمع فكل هذه المبادرات كانت ركيزتها الحقيقية فى النجاح ميكنة خدماتها لتصبح رافدا لتوفير وتدفق المعلومات التى ستستند عليها وزارة الصحة فى التخطيط لعلاج الأمراض المختلفة فيما بعد.
اللعب على أوتار تكنولوجيا المعلومات فى القطاع الصحى باحترافية يخرج لنا سيمفونيات ومقطوعات معلوماتية كونها كنزا كبير فهى بالنسبة لنا خارطة طريق لحماية المصريين من أمراض مثل السكر والضغط والقلب والجهاز التنفسى والأورام وراء 85 % من الوفيات المرضية سنويا.
فالأول مرة وتحديدا مع قدوم المهندس أيسم صلاح أحد شباب البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة والذى قام بعمل نظم إلكترونية محكمة لجميع المبادرات الرئاسية تقوم بتسجيل جميع الحالات وبياناتها من اصابات وتاريخ مرضى للأسرة كاملة بالإضافة إلى توفير آلية للتواصل لتصبح هذه البيانات وافدا يقود صانع القرار لاتخاذ القرار المناسب فى ضوء المعلومات فيعرف بسهولة وضع يده على المشكلة الصحية وآليات حلها فهى بمثابة دليل يعرف الطريق الآمن للحماية من مخاطر الاصابات المرضية التى ترهق وتستنزف موارد الدولة فى العلاج.
فقواعد البيانات التى نعكف على حصادها الآن بعد تنفيذ المبادرات الرئاسية أعتبرها القاطرة التى ستجر منظومة التأمين الصحى الشامل إلى النجاح، فالقطار يعرف أين يتحرك فقائده مسلح بخرائط صحية واضحة لكل شبر على أرض مصر.
