فى العديد من الصور يُمكننا أن نرى القدماء المصريين كأشخاص أصحاء، يمتلكون أجسامًا رشيقة ومثالية، وتظهر العديد من الرسومات الموجودة على المعابد الفرعونية المصرى القديم بأجساد ممشوقة، لكن أخرى تظهر بعضهم يعانون من السمنة والترهل مثل تمثال الكاتب المصرى القديم.
العلماء قاموا بإجراء تحليل بالأشعة السينية على المومياوات الفرعونية، وأكدوا أن الصور الموجودة على المعابد بعيدة كل البعد عن الواقع، فالمصريون الأغنياء، خاصة الفراعنة، كانوا فى الحقيقة يعانون من السمنة والوزن الزائد، حيث إن الأطعمة الضارة الغنية بالكربوهيدرات والدهون المشبعة والكحول ساهمت فى السمنة.
كما يرى الباحثون أنه بالرغم من ظهور معظم المصريين بجسم رياضى والفضل يعود إلى أن المصريين كانوا يأمرون النحاتين أن ينحتوهم بجسم رياضى فى رسوماتهم، وكان عالم الآثار المصرية الدكتور زاهى حواس أكد من قبل أن الملكة حتشبسوت كانت تعانى من السمنة، مشيرا إلى أنه عن طريق الأشعة المتطورة تم اكتشف وجود سن داخل الصندوق الخاص بحتشبسوت وهو ما قاد فيما بعد للتعرف عليها.
حتشبسوت
وأنهى حواس كلامه قائلا: "عندما درسنا مومياء حتشبسوت، وجدنا أنها كانت تبلغ من العمر 55 عامًا عندما توفيت، وكانت تعانى من زيادة الوزن وكذلك مرض السكرى، وماتت من السرطان".
تمثال كا عبر شيخ البلد
كما أن تمثال شيخ البلد أو تمثال كاعبر المعروف بشيخ البلد حين اكتشافه أطلق عمال حفائر الأثرى الفرنسى، أوجست مارييت، يظهر فيه صاحبه ممتلئ الجسد، حيث يرى الباحثون أن "الكرش" والسمنة دليل على العز أو مكانة صاحب التمثال الاجتماعية، وأيضا تقدمه فى السن يدل على حكمته.
وقالت الباحثة فى علم المصريات الدكتورة مايسة مصطفى إن الصور التى تظهر على المعابد الفرعونية توضح مقاييس الجمال عند الفراعنة، لكنها ليست بالضرورة تكون الشكل العام لمقاييس وأحجام أجسادهم خلال تلك الفترة، موضحة أن الصور ربما كانت تعطى انطباعا بأن من يريد أن يكون ممشوق القوام عليه يلتزم بتلك المقاييس الموجود فيها.
الفراعنة كانوا يعانون من السمنة
وأضافت "مايسة"، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن موائد الفراعنة التى وصلت إلينا عن طريق المسجل على البرديات والمعابد تشير إلى أنها كانت تحتوى على الخضراوات بكثرة والغلة "القمح"، بالإضافة إلى الفاكهة مثل البلح والتين وهى أكلات طبيعية لا تساعد على زيادة الوزن.
ولفتت الباحثة فى علم المصريات أن هناك بعض الرسومات المسجلة حول الرحلة البحرية التى قامت بها الملكة حتشبسوت إلى بلاد الصومال القديمة، توضح سخرية الفراعنة خلال تلك الرحلة من المرأة القديمة، وهو ما يوضح أنهم كانوا يميلون إلى النحافة والأجساد الممشوقة.
وأتمت "مايسة" أن تمثال الكاتب المصرى هو أحد تماثيل العصور الحديثة، والذى يظهر فيه الكاتب المصرى ممتلئ الجسد، توضح أن أصحاب الوظائف الكبيرة والذين تغلبهم على وظائفهم قلة الحركة، كانوا يعانون من زيادة فى الوزن، لكن هذا لم يكن بشكل عام عند المصريين فى تلك العصور.
