تذكرت مبادرة أطلقها المعهد المصرفى المصرى عام 2012 تحت رعاية البنك المركزى المصرى بعنوان "علشان بكرة" كانت تهدف إلى تثقيف جميع فئات المجتمع وتوعيتها مالياً ومساعدة المؤسسات المالية فى تطوير المنتجات والخدمات المالية التى تناسب الأطفال والشباب، ومن الفعاليات التى حدثت زيارات للبنوك والبورصة، دق جرس البورصة، زيارة متحف طلعت حرب ومتحف العملات، عمل مسابقات مالية.
هذه الفعاليات استطاعت أن تصل إلى 1.5 مليون طفل وشاب من جميع محافظات الجمهوريةفى عام 2015، لكن لا أعرف هل هذه المبادرة لا تزال مستمرة أم لا؟ أتمنى أنها لا تزال مستمرة، لأنها وأشباهها قادرة على صناعة جيل جديد لا يخشى المصطلحات الاقتصادية بتعقيداتها وتداخلاتها، ولا يشيح ببصره عن النشرة الاقتصادية أو التحليلات المالية، وبالتالى سيصبح تفكيره اقتصاديا فلا يهدر الوقت، ولا يضيع الفرص، وسيعرف كيف تفكر الدول وقادتها، ويستطيع أن يختار بين الصواب والخطأ فى المعروض عليه، ويعرف من خلال فهمه الاقتصادى إلى أين تتجه دفة العالم، وسيترتب على ذلك قدرته على إقامة التحالفات العالمية مع القوى التى لها مستقبل اقتصادى.
وربما يكون ما حدث فى الجانب الاقتصادى فاتحة خير للقيام بعمليات تثقيف أخرى فى كل مناحى الفكر والحياة فى مصر، فتخضع السياسة والتجارة والصناعة والإعلام وغيرها من المجالات الأخرى لعمليات منظمة من التثقيف بالتركيز على الأطفال والشباب حتى يصبح لدينا فى ظل سنوات قليلة جيل قادر على قيادة شؤون الحياة والقفز بمصر للمنطقة الآمنة واختصار الزمن بخطوات واثقة مطمئنة.
لكن علينا أن نحدد أن الاستراتيجية اللازمة لإيجاد هذه الجيل الواعى لن تتحقق إلا بالتعاون الجاد مع وزارة التربية والتعليم، وربما التفكير فى إضافة مناهج تبسيطية للتلاميذ فى فترات التعليم الإعداى والثانوى وليس الانتظار حتى يصاب الشباب بصدمة التخصص فى الجامعات، فيتعرف على ألف باء العلوم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة