القارئ مصطفى نصر يكتب: الوتد

الثلاثاء، 27 أغسطس 2019 12:00 م
 القارئ مصطفى نصر يكتب: الوتد مسلسل الوتد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كان ابنى وأصدقاؤه يستعيرون منى روايات خيرى شلبى ويقرأونها باهتمام وإعجاب شديدين، وإننى شديد الحيرة فأى رواية من روايات خيرى شلبى هى الأفضل عندى، فكل روايات جيدة وممتعة، لكننى أفضل أكثر روايتيه موال البيات والنوم والوتد.

رواية موال البيات والنوم تحكى عن الفترة التى سافر فيها إلى القاهرة، وكانت مشكلته إنه لا يجد مكانا يبيت فيه ولا مكان يتعشى فيه، حكى فى الرواية حكايات غاية فى الإثارة والدهشة، وذكر الكثير من الكتاب باسمائهم أحيانا وباسماء مستعارة أحيان أخرى، كحديثه عن الأبنودى والفيتورى ومحمد حافظ رجب وغيرهم.

أما رواية الوتد، فهى تحكى عن قريبة له،( زوجة عمه تقريبا) وكيف كانت كالوتد، جمعت أسرتها الكبيرة رجال ونساء، زوجها لا دور له، ورجلها الحقيقى هو أكبر أبناءها.

حول خيرى شلبى الرواية إلى مسلسل تليفزيونى بنفسه، ونجح فى ذلك، واجتمعت اسرتى فى متابعة المسلسل، وزوجتى كانت تفضل هذا الجو، تعجب بالمسلسلات الريفية، والنزاع بين  الضراير والسلايف.

كل أقاربى تابعوا مسلسل الوتد باهتمام شديد، فهدى سلطان – فاطمة تعلبة – فى المسلسل ذكرتنا بعمتى حميدة، فهى كالوتد مثلها، لكن عمتى كانت أشد فى المعاملة وكانت أكثر نحافة، جمعت أسرتها رجال ونساء فى عيشة واحدة وهى المسئولة عنها، وهمشت دور زوجها، فعندما اشترت البيت الذى تسكنه من اقاربها كتبته باسمها هي، وكان اكبر ابناءها هو رجلها، نفس الدور الذى قام به يوسف شعبان فى المسلسل، وفى أحيائنا الشعبية، ينسبون الأبناء للأم لو كانت هى المسيطرة، فأبناءها يسمونهم فى الحارة  باسمها.

همشت عمتى دور أبناءها، فهم يعملون ويضعون النقود فى "حجرها "، وهى التى تشرف على الإنفاق، زوجت ابنها الأوسط من ابنة عمه، جلبتها له من الصعيد، هناك تناقض بين جسدها وجسده، فهى الأطول والأعرض والأكثر وعيا رغم تربيتها فى الصعيد.

سكن ابنها الأوسط فى الدور العلوى من البيت، فكان يمر على أمه قبل ذهابه لعمله، فجاءها ذات صباح وهو مضطرب وقلق، قال لها:

البنت تنزف بشكل يخوف.

يقصد زوجته بكلمة "البنت" فقد لاحظ أن زوجته تنزف - والدم الأحمر يغطى قميص نومها الأبيض وملابسها الداخلية، فارتعد وصاح بها:

ماذا حدث لكِ؟

اكتشفت أنه لا يعرف أن النساء يحضن، فأعجبتها اللعبة، وتظاهرت بالخوف والأسى، وقالت:

قمت من النوم لقيت نفسى كده.

تأكدت عمتى من أن النزيف نزيفا عاديا يأتى زوجة ابنها كل شهر، فقالت له:

لا تقلق هكذا، سأسوى الأمر معها.

وصعدت إليها، دقت الباب فى عنف، وسبتها، وحاولت شد شعرها:

تريدين قتله من شدة خوفه عليكِ؟!

لم تجبها البنت بشيء، وهى لم تكف عن سبها ولعنها، فاضطرت البنت أن تقول لها:

اتكسفت أوضح له ما يحدث لى كل شهر.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة