محمد أحمد طنطاوى

نقطة شرطة لمشروع روضة السيدة

الأربعاء، 28 أغسطس 2019 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مشروع روضة السيدة، إنجاز حضارى كبير، يحسب للحكومة، التى نجحت فى إخلاء منطقة "تل العقارب" الخطرة، وإعادة تخطيطها وتأسيسها من جديد بطراز وعمارة تناسب أجواء حى السيدة زينب وروح تلك المنطقة التاريخية فى قلب القاهرة، وقد بدأت الحكومة تسكين الأسر فى المشروع الجديد منذ نحو شهرين تقريبا، بعدما وفرت كل الإمكانيات والخدمات الرئيسية لهم.

"روضة السيدة" ليس مجرد مجموعة مبان ومنشآت على طراز خاص، لمواجهة العشوائية والحياة غير الآدمية التى كان يعشها سكان هذه المنطقة، لكنه تجربة حقيقية على إمكانية تطوير المناطق الخطرة وخدمتها بصورة تساهم فى تغيير الخريطة السكانية والوضع الاجتماعى والاقتصادى لشريحة من السكان، الذين لم تقدم لهم الحكومات السابقة على مدار ثلاثين عاما أى نوع من الدعم أو الإرشاد والتوعية.

وعلى الرغم من جهود تطوير العشوائيات وعمليات الدعم المستمرة من جانب الدولة فى ملف العشوائيات، إلا أن الموضوع مازال يحتاج إلى المزيد من الضبط والمراجعة، خاصة أن هذه المناطق الجديدة إذا لم يتم المحافظة على مظهرها العام والقواعد التى تم اعتمادها عند الإنشاء والتصميمات الجمالية فيها، ستتحول قطعا إلى بؤرة عشوائية جديدة تشوه كل ما تم إنجازه ، وما أتخوف منه تحديدا هو مشروع روضة السيدة، الذى بدأت تتدنى فيه مستويات النظافة، وتضعف فيه مستويات النظام، مع انتشار السلوك العشوائى من جانب البعض.

محافظة القاهرة تهتم بنظافة وتطوير مشروع روضة السيدة، لكن يجب توعية المواطنين أنفسهم بأهمية النظافة والاهتمام بالمظهر الجمالى والحضارى للمكان، حتى يحتفظ بصورته المشرفة، ويظل شاهدا على قدرة الدولة فى تحويل المناطق الخطرة والعشش الآيلة للسقوط إلى منطقة سكنية راقية بها كل الخدمات.

روضة السيدة تحتاج إلى نقطة شرطة لضبط الأمن والسيطرة على محاولات البلطجة التى يمارسها البعض ظنا أن الوضع مازال " على قديمه " بلغة أبناء البلد، فهذا الوضع لآبد أن يتغير ويكون هناك ضبط وربط ونظام ومسئولية، تحققها الشرطة التى يخلق وجودها فى أى مكان هيبة واحترام للنظام والقانون، وما أحوج هذه المنطقة إلى ذلك الآن، حتى لا نندم على مشروع كان نموذجا وعلامة مميزة فى البناء والتطور، خاصة أن هناك مرحلة جديدة لهذا المشروع يتم تأسيسها فى الوقت الراهن، فيجب أن تنتقل إيجابيات النموذج الأول إلى الثانى، دون السلبيات التى نرفضها جميعا، بما يدفع كل المسئولين فى الدولة وعلى رأسهم محافظ القاهرة إلى التحرك لإعادة الانضباط إلى هذا المشروع.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة