من مميزات الدول الأفريقية في مجال الأعمال والتجارة سهولة النفاذ الى هذه الدول بسهولة الحصول
على التأشيرات المطلوبة لأصحاب الأعمال ولمن يعملون معهم طوال الوقت . فليست هناك مشاكل
واضحة فيما يتعلق بتأشيرات رجال الأعمال والعاملين لديهم وفي مشاريعهم عند الرغبة في دخول أي من
الدول الأفريقية تقريبا . كما تمتاز الدول الأفريقية أيضا بيسر التعاملات الداخلية مع الجهات المختصة
بنشأة وتنظيم وحماية الأعمال والاستثمارات ، بحيث يمكن لأصحاب الأعمال الوصول الى صانعي القرار
أنفسهم من الوزراء . كما يمكن لرجال الأعمال أيضا الوصول الى رؤساء الدول بيسر نسبي عند الحاجة
الى ذلك وبترحاب من جانب القيادات الأفريقية ، وخاصة اذا تعلق الأمر برجال أعمال مصريين جادين
ويريدون التحدث في مسألة من مسائل أعمالهم . وقد نفذت الكثير من الشركات المصرية ذات القدرات
والامكانات المتباينة الى السوق الأفريقية المتعطشة الى كل المنتجات والى كل الصناعات خلال السنوات
القليلة الماضية ، ربما بسبب تزايد الصعوبات في الأسواق الأجنبية الأخرى خارج القارة الأفريقية . فيسر
التعامل والاجراءات من أهم المزايا التي قد يبحث عنها رجال الأعمال ، فضلا عن قابلية العيش في
المجتمع محل الاستثمار والاندماج فيه وتقبله . فلا تقوم الأعمال في يوم ، ولكن في وقت طويل قد يصل
الى سنوات وعقود أحيانا . ولا تقوم الأعمال لتنتهي خلال أيام أو سنين بسيطة حتى . وانما تسعى
الأعمال الى النجاح والى الاستمرارية ، لأن أعظم الربح قد يأتي لاحق ومع الاستمرار لفترات طويلة
بنجاح وصمود وتقدم في الاسواق التي تمارس فيها تلك الأعمال . ولكن ، قد يعيب الأعمال المصرية
حقيقة ترددها في البقاء في السوق وترددها في العيش في تلك الدول التي تدخلها لتمارس النشاط
التجاري أو الاستثماري فيها . وتظل الأعمال المصرية وأصحابها في حالة البين بين أو حالة الواقفين
على السلم ، فلا هم يصعدون لينضموا الى أهل الطابق العلوي ، ولا هم يهبطون الى الطابق الذي يقيمون
فيه أو أتوا منهم ويريحون أنفسهم ومن معهم . والتردد شيمة من شيم الضعف وطريق الى فقد الكثير من
الوقت والمال والطاقة . والأعمال الكبيرة انما تحب وتؤثر الراسين الثقال الذين لا يسمحون للتردد باقتحام
سكينتهم وتشتيت أفكارهم والعبث بقدرتهم على اتخاذ القرار . بل وكل عمل يحب أن يكون صاحبه ثقيلا
رزينا قادرا على الثبات في مكانه وممارسة نشاطه التجاري أو الاستثماري بصبر وحكمة وحرفية ، حتى
يؤتى العمل ثماره ويزهر ويصبح مثار اعجاب ومحل تقدير . أما الراغبون في العودة كل حين الى مصر
للاحتفال بالعيد الصغير ثم بالعيد الكبير ثم لقضاء رمضان ثم للراحة قليلا والاطمئنان على أهل البلد ، فقد
لا يجنون ثمارا لأعمالهم الا النذر اليسير اذا تحقق أصلا . فما تأتي الراحة الا بالتعب والخسارة . ولو
كانت الراحة والكمون في مضاجع النوم يأتيان بخير ، اذا لظل كل منا في فراشه لا يبرحه . ورغم ما
أشرت اليه من يسر في النفاذ الى الأسواق الأفريقية ، الا أنها قد تعاني أيضا من سلبيات الفساد والرشوة
بشكل مكثف أحيانا ، فضلا عن شظف العيش في بعض المناطق ، وهو يتطلب من الأعمال القائمة أن
تتواجد بوعي وأن تكون محل رعاية من القائمين عليها ، وأن يكون القائمون على تلك الأعمال ذوي
حكمة وبصيرة وصبر في معالجة الأمور دون تصعيد درامي بلا داع أو موجب . فالأعمال تحب السكينة
والأمان والسلام حولها حتى تزدهر . وبالتالي ، وجب على القائمين على كل عمل مراعاة ذلك كله وما
يتطلبه ، ولا سيما في ضوء تراخي قبضة القانون في بعض الدول وعجزها عن تملك زمام الأمور ، بحيث
قد يؤدي كل تصعيد لمستصغر الأمور الى خسائر أكبر كان يمكن تفاديها بالحكمة والاخوة . فالاخوة
الأفريقية ينبغي أن تكون حقيقية ، وينبغي أن نحسها وأن نمارسها في معاملاتنا وأن نستوعبها في فكرنا
العميق ، والا أصبحت هناك فجوة تحتاج الى علاج .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة