عندما كتبت مقالا فى هذه المساحة، منتصف الشهر الماضى، وتحديدا يوم 16 يوليو، تحت عنوان «إيهاب جلال الأصلح لتدريب المنتخب.. وحسام حسن فيه سم قاتل..!!»، أكدت فيه أن بطولة الأمم الأفريقية 2019 التى نظمتها مصر بنجاح مبهر، أفرزت نتيجة جوهرية تستحق الدراسة والتحليل، وربما تغير كثيرا من المفاهيم الخاطئة، وهى أن المدرب الوطنى كانت له اليد الطولى والعليا من بين المدربين الأجانب للفرق المشاركة فى البطولة، والدليل القاطع أن المنتخبين اللذين وصلا للنهائى، الجزائر والسنغال، يدربهما مدربان وطنيان!!
ونصحت المعنيين بكرة القدم فى مصر بضرورة إسناد مهمة تدريب المنتخب لمدرب وطنى، وأن الأبرز والأحق بتولى المسؤولية حاليًا ودون منازع، هو إيهاب جلال، لأنه أثبت نجاحات مبهرة مع أندية مصر المقاصة والمصرى البورسعيدى، ولا يمكن أن نقيمه على تجربة تدريب نادى الزمالك، لأنها تجربة ذات خصوصية، فيها الإدارة أقوى من المدربين..!!
وتأسيسا على ذلك، وبتجرد حقيقى، عند تقييم مدرب يجب أن يخضع التقييم للموضوعية، وقياس مدى نجاحه مع الفرق الصغيرة وقدرته على انتشالها والدفع بها إلى المربع الذهبى، وهو ما نجح فيه إيهاب جلال، فيكفى أنه تولى مسؤولية تدريب فريقه الحالى «المصرى البورسعيدى»، وكان فى حالة انهيار ويتلقى هزائم قاسية، ومفكك فنيا، ونجح إيهاب جلال بقدراته الفنية فى تغيير وتطوير الأداء وتمكن من احتلال المركز الرابع..!!
وبلغة الأرقام، فإن إيهاب جلال يأتى خلف مارتن لاسارتى، فى البطولة المحلية من حيث تحقيق النتائج، مع الوضع فى الاعتبار أن الاثنين توليا المسؤولية الفنية بعد منتصف الموسم، والأهلى والمصرى كانا يتزيلان الترتيب العام فى بطولة الدورى، وتلقيا هزائم من فرق ضعيفة، وكان الأداء سيئا، ومع ذلك تمكن لاسارتى من الفوز بالبطولة وبفارق 8 نقاط عن أقرب منافسيه، الزمالك، وقفز المصرى البورسعيدى للمركز الرابع، رغم الأداء والانهيار الفنى الذى عانى منه الفريق طوال الموسم.
وتقديرى أن هناك عوامل أخرى مهمة، ترجح كفة تولى إيهاب جلال، وهو أنه لم يتلون باللونين الأحمر والأبيض، أى أنه لم يلعب لا للأهلى، ولا الزمالك، ومن ثم سيبتعد تماما عن الاتهام السمج، والدائم، من أنه يجامل الأهلى فى الاختيارات لو كان يلعب فى صفوف القلعة الحمراء، أو يجامل الزمالك لو لعب فى صفوف القلعة البيضاء، حيث كان لاعبا فى صفوف أندية الشمس والإسماعيلى والمصرى والقناة..!!
كما يمتاز إيهاب جلال، عن أقرانه المدربين المصريين، بأن لديه فلسفة ورؤية كروية، ومُطلع على كل جديد فى عالم الساحرة المستديرة، وأحدث طرق اللعب، كما يتمتع بعين جواهرجى فى التقييم والفرز، وحسن توظيف اللاعبين، واللعب الجماعى، والأداء الهجومى، والأهم أنه يتمتع بثبات انفعالى، وأخلاقيات كبيرة، مع شجاعة القرار، والشخصية القوية وقوة العلاقات مع اللاعبين.
وأعتقد لو تمت الاستعانة بعماد النحاس لمعاونته، وحسام غالى للإشراف الإدارى، سيكون جهازا على أعلى مستوى، فنيا وإداريا وانضباطيا.
نعم، حسام غالى وكونه نجما كبيرا، يتمتع بجماهيرية أكبر، وخريج مدرسة الانضباط والصرامة وقوة الشخصية، قادر على السيطرة على كوكبة النجوم، وإعادة الانضباط بكل قوة وحسم، ووضع نهاية لحالة التسيب التى سادت المنتخب، سواء فى بطولة كأس العالم بروسيا، أو بطولة الأمم الأفريقية فى مصر..!!
ونقولها ونرددها بأعلى صوت، لا يصلح مدرب وطنى لتدريب منتخب مصر، فى الوقت الحالى، سوى إيهاب جلال، ويعاونه عماد النحاس، وإسناد الإشراف الإدارى للكابيتانو حسام غالى..!!
اللهم بلغت اللهم فاشهد...!!