قال سفير مصر لدى الكويت طارق القونى، إنه سيتم توقيع اتفاقيات تعاون مشترك بين مصر والكويت، خلال زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى المرتقبة إلى الكويت، والتى ستبدأ غدا السبت وتستغرق يومين.
و أضاف القونى – فى تصريحات صحفية اليوم الجمعة – أن الرئيس السيسى سيصل إلى الكويت مساء الغد، فى ثالث زياراته إليها منذ توليه مهام الحكم فى يونيو 2014؛ حيث سيكون فى استقباله أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، فى حين ستبدأ جولة المباحثات الرسمية بينهما صباح يوم الأحد المقبل.
وأوضح القونى أن جولة المباحثات بين الرئيس السيسى وأمير الكويت، ستتناول أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وتطورات الأوضاع على الساحتين الاقليمية والدولية، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، مشيرا فى الوقت نفسه، إلى أن الرئيس السيسى سيلتقى بمقر إقامته، عددا من الوزراء وكبار المسئولين الكويتيين.
وحول طبيعة العلاقات المصرية الكويتية، أكد القونى أن الكويت أظهرت مواقف ثابتة على مدى السنوات الأخيرة، من خلال وقوفها مع خيارات الشعب المصرى ومطالبه المشروعة فى الأمن والتنمية؛ انطلاقا من قناعتها أن مصر تمثل حجر الزاوية فى أمن واستقرار المنطقة، لافتا إلى دعم الكويت الكامل لجهود مصر الحثيثة فى مجال مكافحة الإرهاب.
وشدد سفير مصر لدى الكويت، على أن الزيارة تعكس الخصوصية التى تحظى بها العلاقات المصرية الكويتية، وتلاحم الشعبين والبلدين على مدار العقود الماضية، خاصة فى مواجهة الأزمات والتحديات التى واجهتهما فى السنوات الأخيرة.
وأشار إلى أن الزيارة تأتى فى إطار ما شهدته العلاقات المشتركة من تطورات ملموسة فى مختلف أوجه التعاون وهو ما ظهر فى الزيارات المتبادلة مؤخرا، ومنها زيارة أمير الكويت إلى مصر للمشاركة فى القمة العربية – الأوروبية، والتى عقدت فى شرم الشيخ فى فبراير الماضي، وزيارة رئيس مجلس النواب الدكتور على عبد العال إلى الكويت فى يناير الماضي، وزيارة رئيس مجلس الأمة الكويتى مرزوق على الغانم إلى مصر فى مارس الماضي، بالإضافة إلى عقد اللجنة المشتركة بين البلدين فى الكويت خلال شهر ديسمبر الماضي، برئاسة وزيرى خارجية البلدين، والتى توجت بتوقيع عدد من اتفاقيات التعاون بينهما.
وأكد القونى، أن التطورات الإقليمية التى تشهدها المنطقة حاليا، تضيف بعدا مهما لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الكويت، بما تفرضه من تحديات جسام على البلدين، وتتطلب تكثيف التشاور الوثيق بين قيادتى البلدين، خاصة وأن الكويت تشغل حاليا مقعد العضوية غير الدائمة فى مجلس الأمن الدولي.
وقال: "ألمس منذ وصولى لدولة الكويت، تقديراً خاصاً من القيادة والمسئولين الكويتيين للرئيس عبد الفتاح السيسي، وما تحقق خلال فترة رئاسته للبلاد، من استقرار سياسى وأمني، وطفرة تنموية وحضارية واقتصادية عملاقة، كما ألمس نفس الأمر فى لقاءاتى المتكررة مع المواطنين الكويتيين، الذين يشيدون بما يلمسونه فى زياراتهم المتكررة لمصر، من حجم التطور والإنجاز الذى تحقق ويتحقق يوماً بعد يوم على الأرض".
وفيما يتعلق بملامح تطور العلاقات المصرية الكويتية، قال سفير مصر لدى الكويت، إن العلاقات بين البلدين انطلقت خلال السنوات القليلة الماضية إلى آفاق أرحب وأوسع، وهو ما ظهر جليا من خلال انعقاد ملتقى التعاون المصرى الكويتى فى الكويت خلال شهر نوفمبر الماضى برئاسة رئيس مجلس الوزراء الكويتى الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، وحضور وزيرى التجارة والصناعة المصرى والكويتي، وعدد كبير من كبار رجال الأعمال فى البلدين.
وأضاف أن الكويت تحتل المركز الرابع عالميا ضمن قائمة المستثمرين الأجانب فى مصر، والثالث عربيا، من خلال استثمارات متراكمة تجاوزت الـ15 مليار دولار، فضلا عن تنامى حركة السياحة والطيران مؤخرا بين البلدين، مما مكن الكويت من احتلال المركز الثالث عربيا فى قائمة السائحين العرب الوافدين إلى مصر، بواقع 170 ألف سائح سنويا، فضلا عن تسيير 64 رحلة جوية أسبوعية بين البلدين.
وحول العلاقات الثقافية المصرية الكويتية، قال القونى إنها تمثل أقدم أوجه العلاقات بين البلدين؛ حيث تعود إلى عشرينيات القرن الماضي، وشملت مختلف المجالات الثقافية والتعليم، لافتا فى الوقت نفسه إلى أن نحو 24 ألف طالب كويتي، يتلقون دراستهم فى مصر سنويا، ما بين التعليم الجامعى وما فوق الجامعى (الدراسات العليا – ماجيستير – دكتوراه).
وأكد سفير مصر لدى الكويت أن الجالية المصرية تقوم بدور مهم فى عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية منذ عقود ووصل حجمها حاليا إلى نحو 700 ألف ، منوها بأنه لمس مدى تقدير الشعب الكويتى لهذا الدور من خلال لقاءاته المتكررة مع المسئولين الكويتيين، وكذلك رجال الأعمال وأصحاب الشركات الكويتية.
وأوضح أن الجالية المصرية فى الكويت، تعتبر من أكثر الجاليات ارتباطا بقضايا الوطن الأم، كما أنها تحرص على المشاركة الفعالة فى مختلف الاستحقاقات الدستورية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة