في شارع القصر العيني ينتشر الباعة الجائلين ويبسطون سيطرتهم الكاملة على الشوارع المحيطة، وذلك في تحد صارخ للأحياء التى تعانى من حالة ترهل وخمول تام، وهو ما ينعكس بشكل سلبى على حياة المواطن البسيط.
على أطراف الشارع الحيوى يصطف الباعة الجائلين لتسويق بضاعتهم على المارة وإقناعهم بشراء السلع التي يعرضوها، وسط محاولات من السكان والمارة للهروب من سلوكيات الباعة الجائلين الذين يخرقون القوانين وينتهكون خصوصية سكان المنطقة بشكل صارخ.
الكثير منا يعرف "حى المنيرة" في منطقة السيدة زينب وهو أحد أشهر الأحياء التي قطن بها عدد من رموز مصر في الفن والثقافة ومنهم شكري سرحان والكابتن حماده إمام والشيخ محمد رفعت وفاروق جعفر، ويعتبر الحي شاهدا على أحداث تاريخية هامة مرت بها القاهرة.
زملاء وأساتذة لي تطرقوا إلى ملف المحليات والجميع رصد الانتهاكات الصارخة للباعة الجائلين وهو ما يحتاج تدخل عاجل وضروري لإنقاذ المواطن الذي يلهث يوميا للوصول إلى عمله والعودة لمنزله، وذلك في رحلة شاقة بسبب الازدحام والفوضى التي يتسبب فيها البائعين الجائلين.
الوضع في محافظة الجيزة أسوأ فقد سيطر الباعة الجائلين بشكل شبه كامل على الشوارع الرئيسية في محافظة الجيزة التي تكتفي برفع الإشغالات للباعة على فترات متباعدة، وذلك دون التفكير في وضع آلية رادعة لكل من ينتهك الطريق الذي يعتبر حق أصيل للمواطن المصري وليس الباعة الجائلين.
طريقة جديدة يلجأ إليها الباعة الجائلين لتسويق بضاعتهم وهو اعتراض طريق المارة والحديث معهم حول السلع المعروضة على جانبي الطريق، وذلك في انتهاك صارخ لخصوصية المواطن المصري الذي يعاني بسبب غياب المحليات وعدم تفعيل القوانين الرادعة للمخالفين ويرسل "صرخات" لمسئولي الأحياء لنجدته.
رسالة مفتوحة إلى السادة المسئولين في أحياء مصر المختلفة ، نحتاج من سيادتكم مراقبة ما يجري في شوارع مصر التي تحتاج منكم المزيد من العمل لفرض هيبة الدولة، يعيش المواطن المصري هذه المعاناة اليومية بسبب سلوكيات الباعة الجائلين.
خلاصة الأمر أن الدولة قادرة على دمج الاقتصاد غير الرسمى الذى ينتشر فى محافظات مصر وضمه إلى المنظومة الرسمية للاقتصاد المصرى، إلا أن مسئولي الأحياء لم يلتفتوا لهذا النداء الذي يمكن أن ينعش الاقتصاد المصري ويحسن أداءه خلال السنوات المقبلة.
تساؤلات عدة يطرحها المواطنين على المسئولين في الأحياء وخاصة في محافظتي القاهرة والجيزة، ما هي أفضل السبل لمواجهة سطو الباعة الجائلين على الشوارع والطرقات ؟ ومن يتحمل ملايين الجنيهات التي يتم إنفاقها خلال حملات رفع الإشغالات دون جدوى ؟ هل نحن بحاجة لتغيير السلوكيات أم لصحوة ضمائرنا ؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة