عندما تغيب المعلومة الحقيقية، تحت ستار السرية، يقفز المنجمون والمشعوذون وأدعياء العالمين بكل بواطن الأمور، وما تخفيه الصدور، على السطح، وتزدهر بضاعتهم التالفة، والسامة، ويتعاطى معها البسطاء، باعتبارها حقائق، وهنا الكارثة.
وعندما تحضر المعلومة الحقيقية، متأخرة، تأثيرها يكون ضعيفا، وممتلئة بالشك والظنون السيئة، ولا تستطيع إزاحة ما دشنه المنجمون والمشعوذون، بسهولة، ويتحول الأمر إلى معركة حامية الوطيس بين الحق المتأخر، والباطل المتقدم.
ولو سارع واجتهد أصحاب الحق، بإعلان الحقيقة، فى حينها، فإن المنجمين والمشعوذين وأدعياء المعرفة والعلم ببواطن الأمور، سينقرضون انقراض الديناصورات، مع توفير الجهد المبذول فى إقناع البسطاء بالحقيقة، ونزع ما زرعه المنجمون فى صدورهم، من أكاذيب وشكوك وظنون.
مع الاعتراف أن العالم وفى ظل ثورة التكنولوجيا المستمرة بسرعة مذهلة، لم يعد قرية صغيرة، وإنما منزل مكون من «غرفة وصالة وحمام» يسمع كل من يقطنه بعضهم البعض بكل سهولة ويسر.
فإذا أخفيت سرا عن وسائل الإعلام المحلية، بكل مشاربها، فماذا عن وسائل الإعلام الأجنبية، وإذا كان لديك القدرة على إخفاء السر عن وسائل الإعلام العالمية أيضًا فماذا عن السوشيال ميديا، الساكن فى «جيوب الناس» أكثر من سكن الأموال؟!
خد عندك، مجلس إدارة النادى الأهلى، بقيادة الأسطورة محمود الخطيب، يطبق ما تربوا عليه داخل مدرسة القلعة الحمراء، القائمة على السرية فى التخطيط وعدم الإعلان إلا بعد الانتهاء من العمل نهائيا، والتزام العمل المؤسسى، وهى تقاليد رصينة، مقبولة وتنال الإعجاب، لكن لابد من الوضع فى الاعتبار متغيرات العصر، ولم يعد الاتصال بمدرب أجنبى تمهيدا للتعاقد معه، سرا حربيا، لأنه ببساطة إذا التزمت إدارة الأهلى، بالسرية، فإن هناك أطراف أخرى، تتمثل فى المدرب، ووكيل أعماله، وأسرته، وأصدقائه، يدلون بتصريحات هنا أو هناك.
هؤلاء لا يؤمنون بما تؤمن به إدارة النادى الأهلى الموقرة، ويعتبرون أن إذاعة سر المفاوضات مع نادى القرن أمرا عاديا، لا يجب كتمانه، بل ويجب استثمارها لمصلحتهم الشخصية، والترويج بأنهم موجودون ومطلوبون من أندية كبرى، مثل نادى القرن فى أفريقيا، لذلك يسارعون بتسريب الخبر لوسائل الإعلام، أو عبر حسابات وكلائهم والمقربين منهم على مواقع التواصل الاجتماعى.
تأسيسا على ذلك، فإنه لم يعد هناك سر خفى، ولا يوجد كواليس محاطة بأسوار عالية لا تقفز من فوقها المعلومات للخارج، ولذلك فإن إعلان الحقائق أولا بأول فائدتها عظيمة، والعكس صحيح فإن تأخيرها يحمل أضرارا بالغة.
لذلك نحذر من ترك الساحة للمنجمين والمشعوذين، فإنهم يشيعون البلبلة، فتارة يؤكدون أن الأهلى يتفاوض مع فيليكس ماجات، وبلدياته روجر شميدت، وتارة أخرى يؤكدون أن التفاوض مع الداهية البرتغالى مورينيو، وتنتشر هذه الأخبار لترفع من سقف طموح الجماهير، والإدارة صامتة، لا تنفى، ولا تؤكد، ثم تتعاقد مع مدير فنى عادى لايتمتع بسيرة ذاتية قوية "رينيه فايلر"، فتحدث الصدمة والارتباك بين الجماهير، وينخفض سقف طموحها وآمالها، وهنا مكمن الخطر.
نتمنى التوفيق لكل الأندية فى استقدام الكفاءات سواء مدربين أو لاعبين، لإثراء كرة القدم المصرية، فالرياضة صارت صناعة، وقوى ناعمة كبرى..!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة