عندما تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسى، مقاليد حكم مصر فى 2014 مصر كانت على حافة الهاوية، وحالة من الانهيارات طالت كل المؤسسات، وكان للشيخوخة التى دبت فى أواصل البلاد طيلة 40 عاما سابقة، مساهم بقوة فى حالة الانهيارات السريعة، بجانب التحديات الداخلية من وصول الاحتياطى النقدى لحافة الإفلاس، وجماعات وتنظيمات إرهابية تعبث بأمن واستقرار الوطن، وغياب كامل لهيبة الدولة، وحراك إقليمى يشبه إعصار تسونامى فى خطورته.
أى أن السيسى تسلم سفينة «قديمة» تفتقد كل عناصر الأمان والسلامة، ووسط أمواج عاتية، وأعاصير مدمرة، ومطلوب منه أن يقودها بسلام كامل إلى الشاطئ، دون خسائر فى الأرواح، أو تعرض جسم السفينة لأى «عطب» لذلك بدأ الرئيس فى ترسيخ مبدأ الأفعال، والابتعاد عن الأقوال، قيمة وهدفا.
وهنا لابد من التأكيد على أن قدرات ومهارات قائد السفينة، تظهر فقط عندما يواجه الأعاصير والأمواج العاتية، وينجح فى الإبحار بها إلى بر الأمان، وقدرات عبد الفتاح السيسى ظهرت فعليا، عندما تسلم البلاد، فى أصعب فترات انهيارها فى مختلف المجالات، ووسط أعاصير وفيضانات المؤامرات داخليا وخارجيا، فاتخذ قرارات ثورية، لم يجرؤ على اتخاذها جميع من سبقوه فى حكم مصر، خوفا وارتعاشا، واضعا مصلحة الوطن فوق مصلحته الخاصة، ولم يبالِ بفقدان شعبيته الجارفة فى الشارع، ولم يضع فى اعتباره مستقبله السياسى، مؤمنا أن قيادة دولة وشعب بحجم مصر ليست نزهة صيد، أو المشاركة فى بطولة التنس.
والسيسى، دشن لنفسه بكل قوة، يشهد عليها الأعداء قبل الأصدقاء، بأنه رجل الأفعال، فاستطاع خلال 5 سنوات فقط، تحقيق إنجازات تندرج فى خانة المعجزات، مائة ضعف ما تحقق طوال أكثر من 40 سنة سابقة، وأن الإنجازات تحققت فى كل المجالات، فى إعادة فرمطة الدولة، ومنحها إكسير الشباب.
ولا ينكر هذه المعجزات فى الكهرباء والمشروعات الزراعية والغاز والبترول ومصانع الرخام، وقوة تسليح جيش مصر، وطرق وكبارى ومدن وعاصمة إدارية، وغيرها من المعجزات التى نراها ونشاهدها يوميا، إلا جاحد، وخائن لهذا الوطن.
الأهم أن الرئيس عبدالفتاح السيسى ووسط هذه المعجزات، من تنفيذ المشروعات القومية الكبرى، لم ينس الاهتمام وتطوير ملفات الصحة والتعليم والعشوائيات وإخراج الغارمات والغارمين من السجون، ثم المبادرة الإنسانية «حياة كريمة» لتنمية قرى مصر الأكثر فقرا، وهى إنجازات عظيمة الأثر إنسانيا واجتماعيا.
ويكفى الرئيس أنه حقق المعادلة الصعبة على مدار السنوات الخمس الماضية، بجانب الإنجازات التى لا تعد ولا تحصى، فإنه أعاد إكسير الشباب للدولة المصرية بعد شيخوخة أقعدتها فى مكانها أكثر من 40 عاما، مما أصابها بكل الأمراض المزمنة، وقضى على أورام الاتكالية، ونظرية «إن فاتك الميرى اتمرغ فى ترابه» .
السيسى، وأثناء المؤتمر الوطنى للشباب والذى أقيم على مدار يومين، الثلاثاء والأربعاء الماضيين، بالعاصمة الإدارية الجديدة، ظهر وفى جعبته الكثير ليقدمه لوطنه، وأن أحلامه وطموحه، القابلة للتحقق على الأرض وبسرعة فائقة، لا تعد ولا تحصى، ما يساهم فى دفع مصر إلى المكانة اللائقة التى تستحقها، ويفخر بها شعبها، مثل المشروع القومى للتحول الرقمى، وأثبت الرجل، أنه مصنع إنتاج الأفكار الرائعة، وكل ما هو جديد وعصرى، ولا يعترف بالمستحيل..!!
ملحوظة جوهرية:
كتائب التشكيك والتسخيف، وخونة الداخل والخارج، لن يعجبهم هذا المقال، وسيعتبرونه تطبيلا، وتزلفا للسلطة، بينما أرى، وكل شرفاء الوطن، أنه مقال إعلاء شأن الحقيقة، عملا بالآية 85 من سورة هود، إذ يقول المولى عز وجل: «ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا فى الأرض مفسدين».. صدق الله العظيم.