تتهاتف قلوب جموع المسلمين خلال هذه الأيام، نحو بيت الله الحرام، حيث يؤدي الحجاج الركن الأعظم في الإسلام.
هنا..الكعبة المشرَّفة أبرز معلم في المسجد الحرام، فهي البناء الشامخ الجليل الذي رفع قواعده سيدنا الخليل إبراهيم عليه السلام، قبلة المسلمين في الصلاة ومحط أنظارهم، وأول بيت وضع في الأرض لعبادة الله وحده لا شريك له .
مهما يصف لك الزائرون المشهد أمام الكعبة، فلن يفلحوا في نقل التفاصيل، فهو مشهد روحاني يخطف القلوب وتسرح معه العيون وتزرف الدموع فرحاً وسعادة أن من الله عليهم ليكونوا في هذه البقعة المباركة.
تقف أمام الكعبة بارتفاعها الذي يبلغ 15 مترًا، وأنت تشاهد زخرفة التوريق الإسلامية "الأرابسك"، وباب الكعبة المرصع بـ 114 فراشة بما في ذلك جانباه الأيمن والأيسر والعتب العلوي، ويبلغ القائم الذي يربط عرض المصراعين 9 سنتيمترات، وارتفاعه عن سطح المصراعين 6 سنتيمترات، وغطيت أجزاء متتابعة منه بصفائح فضية مزخرفة، بينما بلغ عدد المقابض أربعة، اثنان لقفل الباب، والآخران عبارة عن حلقة دائرية قطرها 9 سنتيمترات تبرز عن قاعدتها عن سطح الباب بمقدار 9 سنتيمترات .
هنا..لا تستطيع بأي حال من الأحوال حبس الدموع، فالمشهد أقوى منك بكثير، هنا تصفو الروح وتسمو، وأنت تطوف حول البيت العتيق بملابسك البيضاء، وسط جموع الحجيج، الذين تختلف ألسنتهم وتتوحد صيحاتهم "لبيك اللهم لبيك".
هنا..تتصاعد الدعوات بالستر والصحة وراحة البال، هنا تتمنى أن تصعد روحك في هدوء لبارئها، لتذهب بيضاء نقية كما ولدتك أمك.