- عبدالحميد دمرداش: آلية تداول القطن الجديدة مهمة للغاية للحفاظ على الذهب الأبيض
- سعيد أحمد: ضرورة الاعتناء بالقطن بداية من الزراعة حتى الصناعة
دشنت وزارة قطاع الأعمال العام، منظومة جديدة للقطن المصرى فى ضوء توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، للنهوض بذلك المحصول الاستراتيجى، حيث تم تشكيل لجنة وزارية من وزراء قطاع الأعمال العام والزراعة والتجارة والصناعة للارتقاء بنظم جنى القطن والتداول وصولًا إلى المحالج، وانتهت اللجنة إلى وضع نظام تجريبى يبدأ تطبيقه فى محافظتى الفيوم وبنى سويف هذا الموسم «2019» تمهيدًا لتطبيقه على مستوى الجمهورية فى موسم 2020.
ويهدف هذا النظام الذى يتزامن مع افتتاح محلج الفيوم المطور بتكلفة 250 مليون جنيه إلى مواجهة السلبيات فى نظام التداول السابق والتى أدت إلى انخفاض جودة القطن مما أثر سلبًا على سمعة القطن المصرى بين الأقطان العالمية، حيث تم وضع العديد من الضوابط الفنية والإدارية فى هذا النظام والتى من شأنها رفع جودة القطن المنتج، وإعادة القطن المصرى إلى سمعته ومكانته العالمية المتميزة.
البداية كانت من محلج الفيوم المطور حيث عقد وزير قطاع الأعمال العام، مؤتمرًا مع مزارعى القطن فى محافظتى الفيوم وبنى سويف بمقر محلج الفيوم المطور التابع لشركة مصر لحليج الأقطان التابعة للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، وذلك نيابة عن اللجنة الوزارية للقطن المكونة من وزارات قطاع الأعمال العام والزراعة والتجارة والصناعة.
وشرح الوزير تفاصيل النظام الجديد لتداول القطن والذى يبدأ تنفيذه تجريبيًا فى الفيوم وبنى سويف هذا الموسم 2019؛ والذى يهدف إلى التغلب على سلبيات نظام التداول السابق وإعادة القطن المصرى لمكانته وسمعته العالمية المتميزة، وكذلك تحقيق أعلى عائد للمزارعين، كما أكد الوزير على حرص الدولة والاهتمام الكبير الذى يوليه الرئيس عبد الفتاح السيسى، للارتقاء والنهوض بالقطن المصرى، حيث تم وضع منظومة جديدة للقطن المصرى للارتقاء بنظم جنى القطن والتداول وصولًا إلى المحالج.
احمد مصطفى
وأوضح أنه تم بالفعل توفير أكياس جديدة للمزارع مصنعة من الجوت، مزودة بدوبارة قطنية فى مراكز استلام الأقطان الجديدة التى تديرها إحدى الشركات التابعة للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج وهى أكبر مستهلك نهائى للأقطان فى مصر، علمًا بأنه لن يُسمح بإنشاء أى حلقات خاصة أو مراكز استلام غير المخصصة لذلك الشأن فى محافظتى الفيوم وبنى سويف، ولن يسمح باستلام الأقطان إلا من خلال المزارع مباشرة وبواسطة بطاقة تحقيق الشخصية وبطاقة الحيازة الزراعية، وذلك لضمان عدم حدوث أى غش فى الأكياس من وسطاء.
وأضاف وزير قطاع الأعمال أنه تم تحديد 9 مراكز لاستلام القطن فى محافظة الفيوم و8 فى بنى سويف، حيث سيتم استلام الأقطان فى المراكز الجديدة بدءًا من يوم السبت 17 أغسطس ولمدة ثلاثة أشهر بواقع ستة أيام أسبوعيًا «الجمعة إجازة» من الساعة السابعة صباحا وحتى الساعة الثالثة عصرًا، مع إمكانية توفير وسيلة لنقل المحصول من المزارعين بسعر التكلفة.
كما تطرق الوزير إلى الإجراءات الواجب اتباعها من جانب المنتجين للحفاظ على القطن من التلوث، وذلك بعدم خلط القطن بأصناف غريبة ومنع خلط أقطان الإكثار نهائيًا والحفاظ عليها، والحرص على خلو الأقطان من الشوائب، إلى جانب اقتصار تداول الأقطان على مراكز استلام محددة فى كل مركز إدارى بكل محافظة، ويتم تداول أقطان الإكثار تحت إشراف هيئة التحكيم ومعهد بحوث القطن بالتعاون مع الإدارة المركزية لإنتاج التقاوى.
أما عن كبار المزارعين، فأوضح الوزير أن الذين يبلغ إنتاجهم 50 قنطارًا فأكثر فيمكنهم توريد أقطانهم مباشرة إلى المحالج، فيما تلتزم المحالج بحلج أقطان المحافظتين المشار إليهما فقط ويقتصر الحليج على المحالج التى تحددها الجهة المشرفة على حليج الأقطان، على أن تكون المحالج مجهزة وبها شون كافية لاستلام الأقطان الواردة.
اعضاء لجنة الزراعة بمجلس النواب
وخلال المؤتمر، تم الإعلان عن مراكز استلام القطن فى المحافظتين وعددها 17 مركزًا، 9 مراكز استلام فى الفيوم تتواجد بالمراكز الإدارية التالية: إطسا، الفيوم، طامية، سنورس، إبشواى، يوسف الصديق، و8 مراكز استلام فى بنى سويف بالمراكز الإدارية التالية: بنى سويف، إهناسيا، ببا، الواسطى، ناصر، الفشن، والتى تم تحديدها وفقًا لمساحات القطن المزروعة.
كما قام وزير قطاع الأعمال العام بجولة داخل محلج الفيوم المطور، للاطلاع على أحدث الماكينات والتقنيات المستخدمة فى عملية حليج الأقطان.
ويعد المحلج الجديد التابع لشركة مصر لحليج الأقطان التابعة للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، أول المحالج المطورة ضمن خطة لتحديث 11 محلجًا بطاقة إنتاجية حوالى ثلاثة أضعاف الطاقة الحالية لعدد 25 محلجًا، كما قام بزيارة إلى أحد مراكز استلام القطن فى المنظومة الجديدة والتابع لشركة مصر لحليج الأقطان بالقرب من محلج الفيوم المطور، وسبق أن عقد مؤتمرًا مع مزارعى القطن فى الفيوم وبنى سويف بمقر محلج الفيوم المطور، استعرض خلاله ملامح النظام الجديد لتداول القطن والذى يبدأ تنفيذه تجريبيًا موسم 2019 فى المحافظتين.
وحول الآلية الجديدة لتداول الأقطان، يقول عبد الحميد دمرداش عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب رئيس المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، والذى شهد لقاء هيئة مكتب لجنة الزراعة بمجلس النواب مع وزير قطاع الأعمال العام أن الآلية الجديدة مهمة للغاية للحفاظ على القطن وعدم تلوثه مما يعيده بصورة تدريجية للمنافسة العالمية، خاصة أن القطن المصرى يحظى باهتمام عالمى ويحتاج بالفعل لزيادة صادراته مستقبلًا والأهم هو عمل آلية تتبع للقطن بحيث يمكن للمستورد معرفة مصدر القطن الذى يستخدمه من أى مكان بل ومن أى مصدر.
عدد من مزارعى الاقطان بالصعيد
وأضاف دمرداش لـ«اليوم السابع» أننا طالبنا من قبل وبالفعل استجابت الحكومة بإنشاء محالج جديدة والاهتمام بالقطن مع تجربة زراعة القطن قصير التيلة فى مناطق محدددة منعًا لاختلاط البذور مع بعضها البعض والهدف هو منافسة ما بين 60 إلى 70 دولة تزرع القطن قصير التيلة، والذى يمثل نحو ٩٧٪ فى صناعة وتجارة القطن، عكس وضعنا فى القطن طويل التيلة الذى ننافس فيه ٣ أو ٤ دول فقط ومتميزين فيه».
ووجه عبد الحميد دمرداش الشكر للحكومة على استجابتها وتشكيل لجنة وزارية مختصة لتداول القطن وتسويقه، لافتًا إلى أنه من المهم أيضًا النظر فى أوضاع بعض المصانع والمحالج غير المرخصة، بحيث يتم تقنين وضعها ودخولها للقطاع الرسمى، بحيث تتحمل مسؤوليتها وتدفع ما عليها من ضرائب وتكون تحت منظار المراقبة لضمان إنتاج متميز أو إغلاقها حفاظًا على اسم القطن المصرى الممتاز وتاريخه الطويل وبالتالى استكمال المنظومة وتحديث ماكينات الغزل لإحداث قيمة مضافة وتصنيع القطن بدلًا من تصديره خام.
وبدوره، قال سعيد أحمد عضو المجلس التصديرى للغزل والمنسوجات والملابس والمفروشات رئيس مجموعة نايل لينين جروب، إنه من المهم الاعتناء بشكل كبير بالقطن بداية من الزراعة حتى الجنى ثم الحلج، وهو أمر يساهم فى منافسة القطن وزيادة إنتاجية الفدان على سبيل المثال إسرائيل تزرع القطن فى الصحراء وتنتج فى الفدان ما بين 15 و16 قنطارًا ونحن ننتج ما بين 5 إلى 10 قناطير فقط للفدان.
وقال سعيد أحمد، فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، إن تاريخ القطن عريق فى مصر، حيث كان فرغلى باشا الملقب باسم ملك القطن قبل ثورة 23 يوليو، يحصد القطن مع المزارعين بنفسه مع أبنائه للحفاظ على جودته ومنافسته العالمية وكان الأعلى عالميًا، الآن الوضع تغير وأعتقد أننا فى طريقنا لعمل ذلك والبداية بالمحالج التى تم بالفعل تطويرها مثل محلج الفيوم ثم الاهتمام بتصنيع القطن بمختلف المراحل وتصنيع منتجات تنافس عالميًا.
سعيد احمد
آلية جديدة
ولبيان الآلية الجديدة عقدت وزارة قطاع الأعمال العام اجتماعًا مع هيئة مكتب لجنة الزراعة بمجلس النواب وعدد من أعضائها، وذلك بشأن النظام الجديد لتداول القطن والذى يبدأ تجريبيًا فى محافظتى الفيوم وبنى سويف خلال الموسم المقبل لجنى المحصول.
استعرض الدكتور أحمد مصطفى، رئيس الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج، ملامح خطة تحديث صناعة الغزل والنسيج فى الشركات التابعة والتى بدأت منذ أبريل الماضى وتستغرق 36 شهرًا، حيث تم توقيع عقود توريد أحدث الماكينات والتى من المتوقع استلامها خلال عام 2020، إلى جانب تطوير البنية التحتية للمصانع، وتدريب العمالة، وتحسين أساليب التسويق وتحديد مراكز للتصدير من خلال 3 شركات.
وأشار إلى أن الآلية الجديدة لتداول القطن إضافة إلى تطوير محلج الفيوم بمثابة انطلاقة قوية للحفاظ على القطن المصرى وعلى العامل المصرى الذى كان يعمل فى ظروف سيئة فى المحالج القديمة والتى كانت تعرضه للمخاطر.
أكد الدكتور أحمد مصطفى، رئيس القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس، أنه سيتم استقبال الأقطان فى محلج الفيوم الجديد بداية من يوم 15 أغسطس، مشيرًا إلى أن عملية تطوير المحالج بدأت بمحلج الفيوم وسنواصل بناء بقية المحالج بحيث تكون قريبة من الزراعات وبعيدة عن الكتل السكنية، خاصة أن المحالج القديمة ملوثة للبيئة وضارة بالعاملين.
عبد الحميد دمرداش
وأوضح أن ميزة المحلج الجديد أنه أقل استهلاكا للطاقة من المحالج القديمة علاوة على أن القطن يمر بـ6 مراحل قبل وبعد الحلج بهدف ضمان نظافته وبالتالى خلوه من الشوائب بنسبة 100%.
وكشف أنه تم تغيير نظام التغليف ليكون أكثر تحملا للنقل وللحرارة وهو بالفعل أعلى من نظام التغليف العالمى، مشيرا إلى أنه تم إنجاز المرحلة الأولى رغم المعوقات الكثيرة التى تم التغلب عليها وسنبدأ خلال الأسبوع الجارى فى المرحلة الثانية وعمل مخازن مسقوفة للقطن لحمايته بعد إنشاء مخازن وصالة حليج وصالة كبس القطن فى المرحلة الأولى، مضيفا أن المرحلة الثانية ستتضمن إنشاء المبنى الإدارى ومبانى خدمات ومخازن.
وأوضح أنه تم الاتفاق على أن تتولى الشركة التابعة للشركة القابضة الإشراف على كل العمليات الفنية والإدارية التى يمر بها القطن داخل مراكز الاستلام، وتوفير وتوزيع الأكياس اللازمة لتداول الأقطان وتوفير الدوبارة القطنية لغلق الأكياس على أن يكون كلاهما مصنوعًا طبقًا للمواصفات الفنية.
وللحفاظ على القطن من التلوث، يلتزم المنتجون بعدم خلط القطن بأصناف غريبة وكذا منع خلط أقطان الإكثار نهائيًا والحفاظ عليها، والحرص على خلو الأقطان من الشوائب وأن يقتصر تداول أقطانهم على مراكز استلام محددة فى كل مركز إدارى بكل محافظة، ويتم تداول أقطان الإكثار تحت إشراف هيئة التحكيم ومعهد بحوث القطن بالتعاون مع الإدارة المركزية لإنتاج التقاوى، ويسمح هذا النظام لكبار المزارعين الذين يبلغ إنتاجهم 50 قنطارًا فأكثر بتوريد أقطانهم مباشرة إلى المحالج.
وتلتزم المحالج بحلج أقطان المحافظتين فقط، ويقتصر ذلك على المحالج التى تحددها الجهة المشرفة على حليج الأقطان على أن تكون المحالج مجهزة وبها شون كافية لاستلام الأقطان الواردة من كبار منتجين الحائزين على 50 قنطارًا فأكثر، وتمتنع المحالج عن استلام أى أقطان مخالفة للشروط المشار إليها سابقًا.
من جانبهم، أبدى أعضاء بمجلس النواب ترحيبهم ودعمهم الكامل لنظام التداول الجديد لمحصول القطن والذى يحقق أعلى عائد للمزارع من بيع أقطانه، ويعد أيضًا حافزًا للمزارعين للتوسع فى زراعة القطن خلال المواسم المقبلة.
HASSAN-MOHAAMED-(8)احمد-مصطفى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة