فقد جاره المسيحى دكتور رمسيس، فوقف المصرى محمد عمر على، أمام الكعبة متشحا بملابس الإحرام، حاملا لافتة يدعو فيها: "اللهم اغفر وارحم دكتور رمسيس والد دكتور روبرت، ولا نعزيهم أبدا يارب وصبرهم على فقدانهم الوالد الغالى د. رمسيس"، ليعبر الحاج المصرى ـ كما علق من شاهدوا الواقعة ـ عن معدن المصريين الحقيقى فى المحبة وتمنى الخير للآخر.
دعوة الحاج المصرى لجاره وصديقه لاعتبارات إنسانية، ومحبة حقيقية لم يقف فى طريقها أى صوت نشاذ أو بعض من يعانون من حالة التشنج حيال كل كبيرة وصغيرة.
حالة الصفاء والزهد والصدق، التى تمتع بها الحاج محمد عمر على، أظهرت الحب المتبادل فى مكان لا يظهر فيه إلا بوادر الخير والأمان والصدق، ولا يعرف النفاق أو التلاعب.
ولمن لا يعرف المصريين، يمكن له أن يتفاجا بهذه المواقف، وله أن يطلق أحكاما جزافية على الحالة المصرية الفريدة التى تتعامل بتلقائية ومحبة يعرفها المصريين باسم "اللحمة الوطنية" التى تتجسد مظهرها فى رسالة الحب والألم التى تصور حالة الحاج محمد عمر الذى أصابه رحيل صديقه المسيحى بالحزن.
رسالة الحاج المصرى، خرجت من قلبه النقى فى أطهر بقاع الأرض لتقول نحن نحبكم على قدر من نحب أنفسنا، وأنتم شرف لنا، وحتى فى أخص حالات التعبد نرفع أكف الضراعة طلب الرحمة والسكينة والصبر لكم، فأنتم نحن ونحن أنتم، ومن يفرق بيننا يستهدف فصل الروح عن الجسد ولن يستطيع.
روح المحبة المصرية بين المسلمين والمسيحيين تتعانق أمام الكعبة ابتهالا بحفظ الآخر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة