قال الدكتور أيمن شبانة الأستاذ بكلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة إن الرئيس عبد الفتاح السيسى أبدى اهتماما غير مسبوق بالقارة الإفريقية، منذ توليه مهام منصبه فى 2014، واستغل فرصة رئاسته للاتحاد الإفريقى لهذا العام وعاد بمصر إلى إفريقيا واستعاد ريادتها ودورها القيادى وأثبت جدارتها وخبرتها فى إدارة القارة.
وأشار شبانة - فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش ورش العمل التى نظمها مركز البحوث والدراسات السياسية وحوار الثقافات بجامعة القاهرة - إلى أن القيادة المصرية تحمل رؤية سياسية استراتيجية لرعاية المصالح القومية الإفريقية، ولديها إدراك بالتحديات التى تواجه إفريقيا وطرق مواجهتها، وتعتبر أن تحقيق التنمية بالقارة هو علاج لجذور الأزمات التى تعانى منها.
وفِى المحاضرة التى ألقاها خلال ورشة عمل بعنوان (المشهد الإفريقى ودور مصر)، عدد شبانة الإجراءات التى قام بها الرئيس السيسى من أجل استرداد دور مصر وريادتها إفريقيا، قائلا: إنه تم تأسيس واستحداث لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب عام 2016، ووجه الرئيس بتخصيص قطاعات للشئون الإفريقية بمعظم الوزرات، واستقبل العديد من قيادات الدول الإفريقية بالقاهرة بما فيهم رئيس دولة جنوب إفريقيا، فضلا عن قيام الرئيس السيسى بالعديد من الزيارات والجولات فى مختلف الدول الإفريقية من بينها دول لم يسبق لرئيس جمهورية مصر زيارتها.
ونوه الخبير بتدشين مبادرة علاج مليون إفريقى من فيرس (سي)، مشيرا إلى أن مصر تعد اليوم ثانى أكبر دولة بعد نيجيريا تشارك فى قوات حفظ السلام الدولية بإفريقيا .
وأضاف أن الرئيس وجه - أيضا - بوضع أجندة للتحرك الإفريقي، على أولويتها سرعة استكمال الهيكل المؤسسى للاتحاد الإفريقي، ودعم مصر للتكامل الإفريقى وتنشيط وزيادة ميزانية الاتحاد وترشيدها، وتسوية الصراعات ومكافحة الإرهاب وبحث إنشاء قوات إفريقية جاهزة للانتشار السريع.
ولفت إلى الدور الكبير الذى قام به الرئيس السيسى للتأكيد على انتماء مصر لأفريقيا، مشيرا إلى ان دستور البلاد قد نص ولأول مرة على الانتماء المصرى للقارة الإفريقية والتزام الدولة بحماية نهر النيل، والحفاظ على حقوق مصر التاريخية المتعلقة.
وتحدث شبانة عن الأهمية الكبيرة التى تمثلها القارة الإفريقية لمصر، حيث إن لمصر عدة مصالح بالقارة منها المصلحة المائية لما يمثله نهر النيل من مصلحة مصيرية، ثم تأمين الحدود والملاحة بالبحر الأحمر الذى يعد أحد مصادر الدخل القومى للبلاد، وكذلك مصلحة السوق الواسعة لاسيما أن إفريقيا قارة غنية والعديد من الدول لديها أطماع فيها، فضلا عن أهمية الاستثمار مع الدول الإفريقية.
وذكَر بأن مصر هى دولة مؤسسة لمنظمة الوحدة الإفريقية ومن ثم للاتحاد الإفريقى وواحدة من الخمس دول الكبار المساهمين فى ميزانية الاتحاد .
من ناحية أخرى، شدد شبانة على ضرورة إيلاء أولوية للطلاب الوافدين من دول حوض النيل للتعلم بمصر والمساواة بين الذكور والإناث لاسيما أن الإناث تمثل 10% فقط من نسبة الطلاب الأفارقة فى مصر، منوها فى هذا الصدد بالأهمية البالغة للمرأة حيث تلعب دورا فعالا فى المجتمعات الإفريقية.
إلى ذلك أكد الخبير فى الشئون الإفريقية أهمية القوى الناعمة المصرية فى القارة، وحث على ضرورة إقامة مدارس وجامعات مصرية فى مختلف الدول الإفريقية بجانب مواصلة إرسال البعثات الطبية لدول القارة، واستمرار التواصل مع الخريجين الأفارقة من مصر بعد عودتهم إلى بلادهم، مبرزا أهمية الإعلامى المصرى فى إثراء متبادل للثقافات بين مصر ودول القارة.
وناشد وسائل الإعلام المصرية بتبنى مبادرة تحت عنوان (أعرف أخوك الإفريقي)، من أجل الاستفادة من مميزات التنوع وتعزيز التقارب فيما بيننا.
يشار إلى أن مركز البحوث والدراسات السياسية وحوار الثقافات ينظم - على مدار ثلاثة أيام - ورش عمل تحت عنوان (الحقائق الأساسية بشأن القضايا الرئيسيّة التى تواجه مصر)، يحاضر فيها عدد من أستاذة السياسة والاقتصاد من أجل الوقوف على آخر التطورات بالعالم وإيقاظ الوعى لاسيما تجاه ابرز القضايا التى تهم مصر.