"هنا تغير العالم" فعندما تقف وسط هذه الذكرى القاسية التى تحتضنها الولاية الأمريكية "نيويورك" بين جنباتها، تُدرك تماما التحول الذى شهده العالم بعد أحداث الـ 11 سبتمبر، التى تحل اليوم ذكراها الـ18، خاصة التحول فى النظرة إلى العالم الإسلامى؛ نظرا لما قام به مجموعة منظمة من الإرهابيين فى قصف برجى التجارة العالمى فى نيويورك، ففى الوقت الذى تحرص على زيارة هذا المكان الذى هزت هجماته أركان العالم كله، تجنى كثيرا من مشاعر الآسى والحزن التى تراها فى عيون الزائرين لهذا المكان.
بدأت الرحلة باستشارة مرشد الطرق العالمى "Google Map" عن أقصر الطرق للذهاب إلى منطقة برجى التجارة العالمى بمدينة نيويورك من مدينة بروكلين، إذ يفاجئك التطبيق بأن المسافة قد تستغرق أكثر من ساع وربع بسبب الزحام المرورى، وهنا تُدرك أن بعض الأحلام التى تم رسمها بفعل وسائل الإعلام العالمية واستقرت فى أذهان مواطنى العالم الثالث ولاسميا المصريين بأن كل دول العالم الأول والثانى هى دول مثالية لا تعانى مثل هذه المشاكل التى نراها فى مصر وهو غير صحيح بشكل كامل.
قبل يوم واحد من قرار زيارة برجى التجارة العالمى فى نيويورك، قررت الذهاب إلى ميدان التايمز للتجول قليلا فى هذه الشوارع الجميلة المنظمة لزيارة بعض المعالم المهمة وعلى رأسها مقر الأمم المتحدة واليونسيف، بالفعل وجدت كل شئ يدعو إلى النظام، مدينة تحتضن جميع الجنسيات والأشكال المختلفة من البشر، وكذلك تجد هذه الابتسامة غير ذات معنى التى تعتلى وجوه جميع المارة فى الشوارع، إلا أن الشئ الذى فاجئنى بالفعل، حرص الشرطة الأمريكية على غلق بعض الشوارع فى المدينة لوجود الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى منزله، وهو ما أدى إلى تكدس المدينة وإصابتها بالشلل المرورى فى مناطق مختلفة.
بعيد عما سبق توجهت إلى منطقة برجى التجارة العالمى لرؤية مكان لم أرى منه إلا الغبار المتطاير فى الصورة التليفزيونية التى نقلتها وسائل الإعلام فى الوقت الذى تعرض فيه هذا البرج إلى الهجمات الإرهابية فى الحادى عشر من سبتمبر 2001 وكنت حينها طفلا لم يتجاوز عمره الـ 11 عاما، إلا أننى عندما وصلت إلى هذا المكان أخذت أتحسس موضع وقوف هذه السيدة الأمريكية العجوز التى نجت من الهجوم وكانت واقفة وسط الغبار لا ترى شيئا باعتباره أكثر مشهدا مؤلما أصابنى بنوبة من الهلع وأنا صغير.
بعد الوصول إلى هذا المكان، الذى تغير عند كل شئ عندما تعرض للهجوم، وجدت أناسا يحرصون على إحضار الورود والعلم الأمريكية لوضعه على النصب التذكارى الذى تم إعداده خصيصا لهذا الأمر وهو عبارة عن نافورتين كبيرتين من المياه تم صبغهما باللون الأسود حدادا على الضحايا وتم حفر أسماء جميع الضحايا على هذا النصب التذكارى كما هو مبين فى الصور والفيديو المرفقين بالموضوع.
الشيء الذى جذب ناظرى بشكل أكبر فى هذه الزيارة، تلك الوفود المدرسية من المدارس الأمريكية للأطفال؛ حرصا من هذه المدارس على زيارة موضع أمريكى ضربه الإرهاب وخلف مئات الحضايا؛ للتعلم من تاريخ بلادهم والوقوف على أهم الأحداث التى شهدتها الدولة الأمريكية، وهو ما نتمنى رؤيته بين طلابنا المصريين بالمدارس والجامعات وإن بدأت بعض الجامعات العمل على ذلك بالفعل.
أحداث 11 من سبتمبر 2001 هى مجموعة من الهجمات التى شهدتها الولايات المتحدة فى يوم الثلاثاء الموافق 11 سبتمبر 2001. وفيهِ توجهت أربع طائرات نقل مدنى تجارية لتصطدم بأهداف محددة نجحت فى ثلاث منها.
الأهداف تمثلت فى برجى مركز التجارة الدولية بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون). سقط نتيجة لهذه الأحداث 2973 ضحية 24 مفقودا، إضافة لآلاف الجرحى والمصابين بأمراض جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة