حكاية صاحب أشهر صورة على السوشيال ميديا.. حسن صديق بائع فول بدرجة مدرس مجال صناعى.. العجوز الصعيدى: أديت فريضة الحج وزوجت ابنتى وولداى من قدرة الفول.. ولولا أصابتى بالغضروف ما توقفت عن العمل.. وزوجتى ساعدتنى

الجمعة، 13 سبتمبر 2019 07:00 م
حكاية صاحب أشهر صورة على السوشيال ميديا.. حسن صديق بائع فول بدرجة مدرس مجال صناعى.. العجوز الصعيدى: أديت فريضة الحج وزوجت ابنتى وولداى من قدرة الفول.. ولولا أصابتى بالغضروف ما توقفت عن العمل.. وزوجتى ساعدتنى عم حسن الصعيدى
الدقهلية – سارة الباز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

للكفاح قصص وصور مشرفة عديدة، تحمل في طياتها تفاصيل ثرية نتعلم منها دروسا، مثل قصة عم "حسن صديق الصعيدي"، ذو الـ 62 عاما، حاصل على دبلوم صناعي، من قرية كوم النور التابعة لمركز ميت غمر، ويعمل مدرس مجال صناعي، بمدرسة الشهيد يوسف هلال الإبتدائية، والذى قرر أن يكافح ويأكل لقمته من عرق جبينه بشرف، ليتمكن من تربية أبنائه والإنفاق على بيته وتوفير احتياجاته بقدرة فول يسرح بها على دراجته كل يوم في الصباح الباكر قبل موعد عمله بمدرسته في الفترة المسائية... هنا عبر سطور اليوم السابع المقبلة تتعرف على التفاصيل.

 

كنت موظف بسيط جدا ودخلي على قدى ومش مقضى أسرتى
 

يحكي "حسن" في تصريحات خاصة لليوم السابع قائلا: " أنا كنت موظف بسيط جدا ودخلي على قدي ومش مقضي أسرتي، المكونة من 6 أفراد، أنا وزوجتي وأبنائي الأربعة، ابنة و 3 أبناء، في مراحل تعليم مختلفة، ورأيت شخصا يعمل في نفس هذا العمل بنفس الطريقة في حي آخر غير الذي أسكن فيه، ففعلت مثله، وقبل أن أحمل قدرة الفول وأسرح بها عملت في بيع الخبز والطعمية فترة، وعلف الطيور فترة أخرى إلى جوار وظيفتي حتى أوفر لقمة الخبز لأولادي، وأربيهم بالحلال، ومادام القرش من حلال ربنا بيعينك ويقويك، والحمد لله ربنا رزقني وكنت راضي جدا جدا، واستمررت في عملي هذا أكثر من 10 سنوات، وأديت فريضة الحج وسنة العمرة وربيت وعلمت وزوجت ابنتي وولداي منه ومستورة والحمد لله، وذلك لأنني كنت أكافح وأتعب بالحلال.. في الحر حران، وفي البرد بردان، أدور في الشوارع والحواري بدراجتى حاملا قدرة الفول وأنادي، والله يكرمنا ويعطينا، ولا يضيع لنا تعبا".

 

بياع سريح فى الصباح ومدرس فى المساء
 

وأوضح أنه كان يجهز الفول قبل نومه، ويستيقظ في الفجر، ويغلي الفول مرة أخرى، ويدور بالفول في الصباح الباكر منذ الساعة السادسة وحتى العاشرة صباحا كل يوم، ثم يعود ويأخذ حماما، ويتناول فطوره في منزله، ويرتدي ملابسه ويتوجه للمدرسة حيث كان يبدأ دوامه في الفترة المسائية، لافتا إلى أنه فضل أن يسرح بالدراجة بدلا من فتح دكان، أو استخدام دابة كالحمار مثلا، لتوفير قيمة الإيجار، وطعام الدابة لأولاده، لأنهم أولى بها.

وأشار إلى أن المدرسين والموظفين كان يحبون الفول الذي يبيعه ويطلبون منه أن يحضر لهم العديد من الأكياس ليفطروا بها ويأخذوا منها عددا لتخزينه في الثلاجة، وكان يأتي لبلدتهم زوار من القاهرة يزورون أقاربهم، ويأخذون منه عددا كبيرا من الأكياس لتخزينها في الفريزر؛ لإعجابهم بفول عم حسن.

 

توقفت عن التجول بالفول بسبب الغضروف
 

وأوضح أنها خرج على المعاش منذ 4 سنوات، واستمر في بيع الفول بعد خروجه على المعاش بسنة، وتوقف بسبب إصابته بالغضروف وضيق القناة الشوكية؛ فاضطر لإجراء عملية جراحية في ظهره؛ لتركيب شريحتين و 6 مسامير، وتكلفت حينها 57 ألف جنيها، ومر على توقفه 3 سنوات حتى الآن.

وأشار إلى أن زوجته كانت تعمل موظفة إدارية بإحدى المدارس، وكانت تساعده عند عودتها للمنزل في تنقية الفول من الحصى والطين والشوائب على صينية ألمونيوم كبيرة، وكانا يتعاونان في تنقيته وتنظيفه على الرصيف أمام البيت، ويبيعه مدمسا حبوبا كاملة، دون ضرب أو دهس؛ لذا كان الناس يحبون أن يشتروا منه الفول لوضوح نظافة وجودة حبوبه، لافتا إلى أنهما كانا حريصان على إزالة حبوب الفول المسوسة والمخرومة، حتى لو أدى ذلك إلى تصفيته إلى ثلاثة أرباع كيلو بدلا من كيلو؛ لأن الضمير في العمل شرط الرزق الحلال؛ لذا كان يضع الله له البركة في رزقه، وقال: (راعي ربنا في صنعتك وهو يراضيك).

 

وعقب بأنه كان يبيع كيس الفول بأسعار مختلفة بدءا من ربع جنيه للكيس ثم 50 قرشا، ثم جنيه، لافتا إلى أنه حينما يبيع لشخص يعرف أنه فقير ومسكين وصاحب عيال، كان يتعمد أن يزيد له في كمية الفول عن المعتاد، وهذا هو سر البركة والستر.

وأضاف قائلا: "عندنا في الحي إللي إحنا فيه ناس كتير خدت الشغلانة دي مني، وكذا واحد شغالين وزي الفل ما شاء الله، وكل واحد بياخد رزقه ونصيبه، إللي عايز يشغل بيقوم يسعى ويجتهد ويتعب وينحت في الصخر، والأشغال كتير جدا للي يدور، ويشوف غيره بيعمل إيه ويعمل زيه، وأنا أنصح كل شاب أن يبحث عن عمل شريف يكسب منه لقمة عيشه، ما ينامش وما يقعدش، الشغل ما بيجيش، إنت إللي بتدور وتروح للشغل".

وحكى بأنه كان في جنازة منذ أسبوع، وقابل سيدة تسأله عن سر صنعته في الفول قائلة: " أنا فتحت محل فول وطعمية، والناس كلها بتقولي فول عم حسن كان حلو أوي، إنت كنت بتعمل فيه إيه؟!"، فأجابها "حسن" قائلا: "سهلة أوي.. راعي ربنا في شغلك وإرضي ضميرك وربنا هيراضيكي.. إنتي بتأكلي بني آدمين مش بهايم.. يعني الفولة المسوسة والمخرمة شيليها، ونقيه ونضفيه كويس، لأن فيه فول تاكليه، وفول يكفيكي شر إللي فيه".

 

بائع الفول: علمت أبنائى جميعا تعليم عالى
 

وأشار أن أبناءه حصلوا جميعا على تعليم عالي، إذ حصلت ابنته على ليسانس الآداب قسم اللغة الفرنسية، وتزوجت، لكنها توفيت في السنة الماضية، وشقيقها على بكالوريوس التربية، والآخر على ليسانس آداب أيضا مثل أخته لكن في قسم اللغة العربية، وآخر العنقود يدرس في السنة الثانية بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، ويتمنى أن يتم رسالته معه ويفرح بزواجه ويطمئن عليه، لافتا إلى احتياجه لعمل عملية أخرى في ظهره بعد رجوع مشكلة الغضروف مرة أخرى؛ الأمر الذي يضطره للتحرك متكأ على عصا بسبب الألم، ويستعد لإجرائها قريبا.

وحكى قصة صورته التي إنتشرت على موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" بأنه كان يسير بدراجته يبيع الفول منذ سنوات في وجود أسرة من القاهرة كانت في زيارة لأقاربها في البلدة وقام أحد أبنائها بتصويره أثناء مروره، وحينما انتبه ابتسم له وقال: "مش تستنى لما تصورني وأنا بفرغ الفول".

 

 







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة