صدر حديثا للكاتب والروائى الكويتى سعود السنعوى، رواية "ناقة صالحة"، الصادرة فى طبعة مصرية عن مكتبة تنمية الثقافية، فى ثانى تعاون بينها بعد رواية "حمام الدار"، والتى يتم مناقشتها اليوم، بمكتبة تنمية بالمعادى.
السنعوسى يكتب هذه المرة عن الصحراء فى المنظور الكويتى، مقدما بطل روايته للمرة الأولى امرأة، مقدما أحاسيس ومنظور رؤيتها للأشياء من وجهة نظره، ليكون تحديا جديد للكاتب الكويتى الذى خاض تجربته هذه معتمدا على البحث التاريخى وتقصى الوقائع وتأمل الأحداث وتحولاتها.
استلهم الكاتب أحداث الرواية من أغنية قديمة تعزف على الربابة وتتغنى بالفقدان، اسمها "الخلوج"، تصف ناقة تفقد وليدها أثناء الوضع، ليقدم من خلالها قصة حب مليئة بالمشاعر لكنه لا يكللها بالزواج كطابع الأحداث الأسطورية، محتفظا داخل عمله بوقائع يمكن أن الاستفادة منها لتقديم معرفة ورؤية جديدة.
وتدور أحداث الرواية حول "صالحة بنت أبوها" التى ترفض فبيلتها الزوج بابن خالها دخيل بن أسمر، وتجبرها على الزواج من ابن عمها صالح ابن شيخ قبيلة آل مهروس، يرد خبر لصالحة أن ابن خالها قد غادر الصحراء إلى إمارة الكويت بعد الحيلولة بينه وبين زواجه منها، ليقيم فى الإمارة التى تناصب قبيلته العداء متنكرًا باسم جديد، عازما على بدء حياة جديدة فى الحاضرة الساحلية، يعمل فى رعى الأغنام.
فى ربيع 1901 يترك صالح آل مهروس زوجته وابنة عمه صالحة فى الصحراء بصحبة ولدها الرضيع وناقتها "وضحى" ليلتحق بصفوف الهجانة ضمن رجال الكويت فى غارتهم على إمارة حائل، ويمتطى جمله "ساري" إلى منطقة الصريف حيث النزاع والمعركة التى تتخاصم فيها قبيلة ابن العم وابن الخال.
تتوارد أخبار الهزيمة لصالحة آل مهروس، وأن زوجها مصاب يحتضر فى إمارة الكويت شرقًا، حيث يقيم ابن خالها، وتعتزم الصبية أن تتبع الشمس، وجهة الكويت، للارتحال إلى الإمارة وهى تمنى نفسها بلقاء من تحب ولقاء مماثل لناقتها "وضحى" بجمل زوجها "سارى".
تطول رحلة الفتاة مع رضيعها، فى الصحراء على ظهر الناقة، فى ربيع ماطر تحجبُ غيومه الشمس كيلا تصل صالحة وجهتها فى الشرق، وبين نذير الشمس وبشارة المطر، تواصل الفتاة المضى نحو تحقيق حلمها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة