أثارت إقالة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لمستشاره للأمن القومى جون بولتون تكهنات بشأن ما إذا كان هذا التطور قد يعنى انفراجة فى التوترات المستمرة منذ أشهر بين الولايات المتحدة وإيران، لاسيما وأن بولتون كان معروفا بأن أحد أكثر الأصوات المتشددة داخل الإدارة الأمريكية، وكان سببا فى التصعيد ضد طهران مرات عديدة.
وقد كشفت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، نقلا عن مصادر مطلعة أن الرئيس ترامب ناقش تخفيف العقوبات على إيران للمساعدة فى تأمين اجتماع مع الرئيس حسن روحانى فى وقت لاحق هذا الشهر، مما أدى إلى مجادلة مستشار الأمن القومى المقال بشدة ضد هذه الخطوة.
وأوضحت الوكالة فى تقرير لها أنه بعد اجتماع عقد فى المكتب البيضاوى يوم الإثنين عندما طرحت الفكرة، أعرب وزير الخزانة ستيفين منوتشين عن دعمه لها كطريقة لإعادة بدء المفاوضات مع إيران، حسبما أشارت بعض المصادر، وفى وقت لاحق فى هذا اليوم قرر ترامب الإطاحة ببولتون الذى أعلن إقالته يوم الثلاثاء.
ونقلت الوكالة عن مصادرها القول بأن البيت الأبيض بدأ الإعداد للقاء ترامب مع روحانى هذا الشهر فى نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة فى اجتماعها السنوى فى الأسبوع الذى يبدأ فى 23 سبتمبر. ولم يتضح بعد ما إذا كان الإيرانيون سيوافقون على إجراء المحادثات بينما لا تزال العقوبات الأمريكية القاسية قائمة.
وكان ترامب قد قال للصحفيين فى البيت الأبيض إنه "لا ينظر لأى شىء" فيما يتعلق بالاجتماع مع روحانى، لكنه أشار إلى أنه قد يبحث تخفيف العقوبات على طهران من أجل تحقيق ذلك. وقال ردا على سؤال حول التراجع عن العقوبات "حسنا سننظر ماذا يحدث"، مضيفا إنه لا يريد تغيير النظام فى إيران.
أحد السناريوهات التى تحدث عنها مصدر لـ "بلومبرج" هو أن ينضم ترامب لاجتماع بين روحانى والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون. لكنهم أشاروا إلى عدم وجود مؤشرات حول إمكانية حدوث ذلك بالفعل.
وتقول الوكالة الأمريكية إنه فى حين أن ترامب لم يخف استعداده للجلوس مع القادة الإيرانيين، وهى الخطوة التى من شأنها أن تكسر سياسة أمريكية مستمرة منذ أكثر من أربعة عقود، إلا أن هناك مصاعب سياسية كبرى سيتعين على الرئيس الأمريكى اجتيازها إذا أراد حدوث ذلك، على الرغم من أن الإطاحة ببولتون تحسن الرهانات على انعقاد مثل هذا اللقاء.
ويعد أحد أقوى المرشحين لخلافة بولتون، بحسب ما ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية ستيفين بيجن، مبعوث ترامب لكوريا الشمالية والذى يدعم محاولات الرئيس لإعادة التقارب مع أعداء أمريكا، وهو ما يمثل تناقضا لبولتون الذى لا يثق فيهم.
وتشير بلومبرج إلى أن أى تخفيف للعقوبات على إيران بدون تنازلات كبرى من جانبها قد يقوض حملة الضغط التى قال بولتون ومع وزير الخارجية مايك بومبيو والرئيس ترامب أنها الطريقة الفعالة الوحيدة لجعل إيران تغير نهجها.
وتقول سوزان ديماجيو، الزميلة بمؤسسة كارنيجى للسلام الدولى، إن بولتون حرص على منع أى أو كل السبل المتاحة للدبلوماسية مع إيران ومنها الخطة التى توسط فيها الرئيس الفرنسى ماكرون لاحتمال لقاء ترامب مع وزير الخارجية الإيرانى جواد ظريف على هامش قمة السبع التى أقيمت الشهر الماضى بفرنسا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة