مشروع عالمى جديد يتم على أرض معبد الأقصر الفرعونى بكورنيش النيل، وذلك بالبدء فى أعمال تجميع وترميم وإعادة تركيب تمثالين جديدين للملك رمسيس الثانى، وذلك فى الواجهة الغربية للفناء الأول بالمعبد وهما بالهيئة الأوزورية، وذلك بعد النجاح الكبير الذى حققه رجال الترميم والآثار المصريين فى ترميم وتجميع 3 تماثيل خلال السنوات الـ3 الماضية للملك رمسيس الثانى فى واجهة المعبد الرئيسية وسط اهتمام دولى وعالمى بهذا المشروع الضخم.
وفى هذا الصدد أطلق وزير الآثار، خلال زيارته الأخيرة لمحافظة الأقصر إشارة البدء فى أعمال تجميع وترميم تمثالين جديدين بالهيئة الأوزيرية للملك رمسيس الثانى بالجهة الغربية للمعبد، حيث يقول أحمد عربى مدير عام معبد الأقصر، أن تلك التماثيل الجديدة الخاصة بالملك رمسيس الثانى تعود للأسرة الـ19 واقفاً من الجرانيت الأحمر، وتم العثور على بقايا وكتل هذه التماثيل فى حقبة الخمسينات خلال الفترة من 1958 إلى 1961 أثناء حفائر الدكتور محمد عبد القادر الآثرى الكبير.
ويضيف أحمد عربى مدير عام معبد الأقصر فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أنه سوف يتم العمل فى تمثالى الملك رمسيس الجديدين بالتعاون بين البعثة الأثرية المصرية بقيادة الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وبإشرافه برفقة أحمد بدر الدين مدير معبد الأقصر، وبين بعثه معهد شيكاغو للآثار الشرقية برئاسة الدكتور راى جونسون، حيث تم بالفعل البدء فى الأعمال فى التمثالين بدراسة وتجميع الكتل الخاصه بالتماثيل وتوثيقها وتصويرها، وذلك تمهيداً لبدء أعمال الترميم، مؤكداً أنه يبلغ إرتفاع التماثيل الواحد منهما حوالى 7 أمتار تقريباً، وهى بالوضع الأوزيرى الشهير.
ويقول مدير عام معبد الأقصر أحمد عربى: "كلنا فريق عمل وأصغر عامل فى المشروع مثل المدير تماماً، ونتشاور دائماً فى كل خطوة نتحرك فيها فى ترميمات التماثيل الخاصة بالملك رمسيس، وحتى نكون منصفين الفترة التى نعيشها حالياً نحصل على دعم كبير، فهى من أزهى وأفضل فترات وزارة الآثار فالأمين الأعلى للآثار يتابعنا يومياً فى ترميمات التماثيل الخاصة بالملك رمسيس الثانى، وجميعنا نعمل بكامل طاقتنا حباً فى العمل تحت تلك القيادة".
وعن النقد فى التمثال الآخير للملك رمسيس الثانى بواجهة المعبد، يقول أحمد عربى، أن التمثالين الجديدين بالجهة الغربية المقرر العمل بهما هما فى "الهيئة الأوزيرى" الحالة التعبدية للملوك، مؤكداً أنهما دليل دامغ أنه توجد تماثيل للملك رمسيس داخل معبد الأقصر بالهيئة الأوزيرى، حيث أن الجهة الغربية لا يزورها المرشدين لكونها خارج مسار الزيارة السياحية اليومية، وخلال الفترة المقبلة سنقوم بترميم الأجزاء التى وجدناها على المصاطب وتجميعها لتركيبها بمكانها الأصلى على التمثالين.
أما الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، فيؤكد أن التمثالين الجديدين تم تجميع قطع خاصة بهما ووضعه بجوارهما تمهيداً لبدء العمل، موضحاً أنه توجد خرطوشة على إحدى القطع تحمل إسم "رمسيس الثاني"، ومنها جزئية النصف العلوى من التمثال وجزئين من الكتف متراكبين على بعضهما البعض والرداء الخاص بالتمثال وكذلك رقبة التمثالين، وجزء من الوجه وغيرها من أجزاء التمثالين للبدء فى ترميمهما خلال الفترة المقبلة.
ويضيف الدكتور مصطفى وزيرى فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن العمل سيتم على قدم وساق طوال اليوم لإنهاء التمثالين الجديدين خلال الفترة المقبلة، مؤكداً على أنه تم خلال الفترة الماضية تمت إعادة تماثيل الملك رمسيس الثلاثة إلى واجهة المعبد بأيادى مصرية، وذلك فى يوم التراث العالمى 18 أبريل أعوام 2017 و2018 و2019، وذلك بدعم كبير من وزير الآثار، وبأيادى رجال البعثة الأثرية المصرية التى تضم فريق مميز من قيادات المعبد ورجال الترميم والأثريين والعمال وخلافه، موضحاً أن أجزاء التماثيل للملك رمسيس الثانى عثر عليها الدكتور محمد عبدالقادر عام 1958 خلال أعمال الحفائر التى أشرف عليها بعد دعم من الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر وتكلفت وقتها 10 آلاف جنيه.
ويؤكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أنه قام رجال الآثار بترميم تمثالين من الجرانيت الأسود أحدهم فى عام 2017 والثانى عام 2018، أما الثالث فعثر عليه الأثرى محمد عبد القادر بشكله الأوزيرى والذى قامت البعثة المصرية بترميمه بالهيئة التى وجد عليها وهى "الهيئة الأوزيرية"، وتم استكمال الواجهة كما كانت عليه فى عهد المصرى القديم، موضحاً أن التمثال الأخير والأحدث فى واجهة معبد الأقصر للملك رمسيس الثانى، تمت صناعته فى عصور الفراعنة من الجرانيت الوردى، وتم العثور عليه فى عدة أجزاء أكبرهم رأس التمثال كاملة، وتم الانتهاء من أعمال التسجيل والتوثيق وضم القطع للتمثال فى وقت قياسى، والذى يبلغ ارتفاعه تقريباً 12 مترا بوزن حوالى 75 طنا من حجر الجرانيت الوردى.
ويقول الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ورئيس البعثة الأثرية المصرية، أن العمل فى هذا المشروع العالمى يتم بأيادى مصرية خالصة قررت أن تبنى لصالح مصر وخدمة القطاع الأثرى داخل معبد الأقصر التاريخى، لتجديد مشهد المعبد أمام ضيوفه من كافة دول العالم خلال زياراتهم اليومية للمعابد المصرية، موضحاً أن ذلك المشروع نجح فى إعادة الواجهة الرئيسية للمعبد لماكانت عليه بصورة كبيرة وأثبت قدرة الأثريين المصريين على العمل تحت أى ظروف وضغوط، ويجرى حالياً العمل فى الواجهة الغربية بترميم وتركيب التمثالين الجديدين، وشدد على أن رجال البعثة يقدمون أقوى وأفضل خدمات للقطاع الأثرى لتحقيق أكبر دعم للسياحة ووزارة الآثار فى شرق وغرب الأقصر، حيث أنه تم تشكيل البعثة لتضم فريق من رجال الآثار والمرممين والعمال تتكون من حوالى 78 رجلا مصريا من أقصى جنوب الصعيد، وتم تقسيم عمل البعثة بالعمل فى البر الشرقى بتماثيل الملك رمسيس الثانى بمعبد الأقصر والتى شارك فيها أحمد عربى مدير معبد الأقصر ويشاركه العمل 10 رجال أثريين، و10 من فريق الترميم الأثرى المصرى، و30 عاملا من معابد الكرنك ومعبد الأقصر بجانب قيادات معبدى الأقصر والكرنك.
وفى نفس السياق صرح وزير الآثار، أن رجال معبد الأقصر والبعثة الآثرية المصرية يسطرون تاريخ من العمل الأثرى والترميمات التاريخية بإنهاء 3 تماثيل للملك رمسيس الثانى فى الواجهة الرئيسية للمعبد، ولم يتوقفوا عند هذا الأمر بل تحركوا لترميم تمثالين جديدين للملك رمسيس الثانى فى الجهة الغربية لخدمة السياحة وفتح أماكن جديدة بالمعبد مستقبلاً لزيارات الأفواج السياحية.
ويضيف وزير الآثار فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن تلك التماثيل محطمة وملقاة أجزاؤها فى جميع أرجاء المعبد، وتم استخراجها فى حفائر المعبد عام 1958، وفريق معبد الأقصر الحالى كانوا من الممكن أن يتركوها فى مواقعها دون التفكير فى ترميمها كما حدث فى السنوات السابقة، ولكنهم قرروا مواجهة الصعاب لتجميل المعبد الذى يعشقون العمل فيها لخدمة السياحة فى الأقصر وخدمة مصر بأكملها وهو ما يستحق الدعم الكبير من الوزارة بصورة أفضل خلال الفترة المقبلة، مؤكداً على أنه من المقرر إنهاء العمل بتلك التماثيل الجديدة فى الجهة الغربية قبل 18 أبريل المقبل وافتتاحهما فى يوم التراث العالمى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة