تمر اليوم الذكرى الـ698، على رحيل الشاعر الإيطالى الشهير دانتى أليجييرى، أحد أعظم شعراء إيطاليا عبر التاريخ، وواحد من أهم شعراء العصور الوسطى، إذ رحل فى 14 سبتمبر عام 1321م، عن عمر ناهز 56 عامًا.
ولعل أعظم أعمال "دانتى" كانت الكوميديا الإلهية المكونة من ثلاثة أقسام الجحيم، المطهر والفردوس، التى تعتبر بمثابة البيان الأدبى الأعظم فى العصور الوسطى فى أوروبا، وصاحبة الأثر الأكبر على العديد من المؤلفات الأدبية واللاهوتية.
وبحسب العديد من النقاد والباحثين فإن "دانتى" اعتماد على أبو العلاء المعرى فى الخيال القرآنى، الذى كان أول من تحدث بتمثيلات مدهشة عن عوالم الجنة والنار، إضافة إلى الأدبيات الفقهية الروائية التى استقت منه واستفاضت فى تفسيره.
وبحسب الكاتب الصحفى والمؤرخ حلمى النمنم، وزير الثقافة الأسبق، فى مقال نشر له فى جريدة الاتحاد الإماراتية بعنوان "دانتي.. مستلهم الإسلام" فإن دانتى لم يتأثر فقط برسالة الغفران لأبى العلاء المعرى، ذلك أن الكوميديا الإلهية تكشف تأثره بالثقافة الإسلامية عامة بما فيها القرآن الكريم والأحاديث النبوية، حتى أن وصف دانتى للمطهر فى الكوميديا يتطابق مع وصف المطهر فى الثقافة الإسلامية وكما جاء عند محيى الدين بن عربى وكذلك وصفه للجحيم وموقع إبليس به، وذلك استنادًا لقول المستشرق الإسبانى آسين بلاثيوس فى كتابه "الإسلام والكوميديا الإلهية" والذى ترجمه الدكتور عبد الرحمن بدوى.
ويرى كتاب "أثر الإسلام فى الكوميدية الإلهية" تأليف القس الكاثوليكى ميجيل آسين، أن الكوميديا الإلهية لـ"دانتى أليجييرى"، استلهم العديد من حبكته من قصة الإسراء والمعراج، وبعض القصص القرآنى، حيث سعى المؤلف فى كتابه إلى المقارنة بين رحلة الإسراء والمعراج التى قام بها الرسول وصعد إلى السماء، ورحلة دانتى إلى السماء، ومن خلال المقارنة يحاول الكشف عن تأثر أوروبا بالعلوم والحضارة الإسلامية والمأثورات الدينية فى بناء الأدب الأوروبى الحديث، ويحيل هذا التأثير إلى كوميديا دانتى، الذى يعد المرجع المسيحى الأول للمعلومات المفصلة عن الحياة الأخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة