تمر اليوم الذكرى الـ96، على رحيل الموسيقار العظيم سيد درويش، إذ رحل فى 15 سبتمبر عام 1923، عن عمر ناهز حينها 31 عاما.
ويبقى اسم سيد درويش علامة فارقة فى تاريخ الموسيقى العربية، ودائما ما يتم ذكره على أنه أحد أهم مؤلفى الموسيقى فى القرن الأخير، وأنه أبو الموسيقى العربية وعميدها الأول، كذلك هو الحال مع كوكب الشرق أم كلثوم ذلك الصوت الإلهى الذى ليس له مثيل.
وبحسب كتاب "فاطمة رشدى: حياة ورجال وأسرار" للكاتب خالد محمد، فإن سيد درويش كان شديد الإعجاب بصوت أم كلثوم وهى تشدو بالقصائد والمدائح الدينية، فأرسل صديقه يونس القاضى إلى طمأى الزهايرة إحدى قرى محافظة الدقهلية (مسقط رأس كوكب الشرق)، وعرض على والدها الشيخ إبراهيم أن يتعهدها الشيخ سيد بألحانه، ولكن الأب رفض العرض وقتها.
وبرر الأب رفضه بأنه لا يقبل أن تغنى بنته أغانى من هذا النوع، لكن المؤلف لفت إلى أن كوكب الشرق اعترفت فيما بعد قائلة: "إننى لم أكن أعى فى ذلك الوقت قيمة وقدر سيد درويش لصغر سنى، ولكنى بعد سنوات قلائل أدركت مدى عبقرية ألحانه، الأمر الذى جعلنى أحفظ الكثير منها، بل وغنيت بعضها فى عدد من الحفلات الخاصة التى كانت تجمع لفيف من أهل الفن والأدب".
وتذكر عدد من التقارير الصحفية أن بعد هذا الموقف التقى "القاضى" الشيخ إبراهيم وبصحبته أم كلثوم في مولد الحسين، وكان معه الشيخ سيد درويش وعرض الأخير أن يقدم لها الألحان مجانا إلا أن والدها رفض رفضا باتا، وظل القاضي يلح على والدها إلى انا وافق ان تغنى قصائد عبده الحامولي ومنها اغنية "وحقك أنت المنى والطلب، ورحل الموسيقار الكبير دون أن يقدم أى لحن لكوكب الشرق، ربما لو كان حدث لكان حقق طفرة فى عالم الموسيقى العربية سابقة لآوانها.