مفاجأة كبيرة حققها المرشح لرئاسة تونس قيس سعيد، بعدما تصدر نتيجة المؤشرات الأولية بنسبة 19.5% ليخوض جولة الإعادة أمام نبيل القروى الذى حقق 15.5% من أصوات الناخبين.
فى السطور التالية نعيد نشر حوار أستاذ القانون الدستورى قيس سعيد، مع صحيفة "الشارع المغاربى" المنشور فى 11 يونيو الماضى، فى حواره يقدم لمحة عن برنامجه وعن مواقفه من مختلف القضايا المطروحة.
ما هو برنامجك الانتخابى؟
حملتى الانتخابية لن تكون بالشكل التقليدى والمعهود ولن أطلب من الناخبين التصويت لفائدتى، طرحت مشروعا منذ سنة 2011 ثم أعدت طرحه سنة 2013 تحت عنوان "من أجل تأسيس جديد" لأن القضية فى التأسيس يجب أن يكون هناك فكر سياسى جديد يترجمه نص دستورى جديد .
هذا يعنى أنه فى صورة انتخابك رئيسا للجمهورية ستطرح تنقيحا للدستور؟
نعم والتعديلات ستشمل أن يكون البناء قاعديا ينطلق من المحلى نحو المركز.
ما هى تعديلاتك المقترحة؟
اقترح إنشاء مجالس محلية فى كل معتمدية وعددها 265 بحساب نائب فى كل معتمدية ويتم الاقتراع بالأغلبية على الأفراد ولا يتم قبول الترشح من قبل الهيئة المعنية إلا بعد تزكية المترشح من قبل عدد من الناخبين والناخبات مناصفة حتى يكون مسئولا أمامهم وأيضا حتى يتم تجنب الترشحات الهامشية، وهذا فى اعتقادى المعنى الحقيقى للتناصف والمجلس المحلى يتكون مثلا من 10 أعضاء إلى جانب الأعضاء المنتخبين يضم تمثيلية لأصحاب الإعاقة ويضم مديرى الإدارات المحلية إن وجدت فى المعتمدية بصفتهم ملاحظين لأنه ليس لهم الحق فى التصويت الى جانب هؤلاء المشرف على الأمن فى المعتمدية لا يتم تعيينه إلا من قبل الإدارة المركزية وبعد تزكيته من الأغلبية المطلقة من الأعضاء المنتخبين فى المجلس المحلى الذى يتولى وضع مشروع التنمية فى المعتمدية، بعد ذلك يتم الاختيار بالقرعة على من سيتولى تمثيل المجلس المحلى فى المستوى الجمهوى، مثلا ولاية تعد 10 معتمديات 10 أعضاء عن كل مجلس محلى يتم الاختيار عليهم بالقرعة ولكن يجب أن تكون المدة محددة حتى يكون هناك نوع من الرقابة الداخلية والمجلس الجهوى فى مستوى الولاية بخلاف الأعضاء المكونين من المجالس المحلية يتكون أيضا من كل مديرى الإدارات دون أن يكون لهم الحق فى تصويت يقدمون برامج ويتم التأليف بين مختلف المشاريع التى تم وضعها على المستوى المحلى يعنى ما يوضع من مشاريع ينبع من الإرادة الشعبية ووكالة النائب على المستوى المحلى يجب أن تكون وكالة قابلة للسحب .
ماذا عن البرلمان والانتخابات التشريعية؟ هل تقترح إلغاءها؟
يتم التصعيد من المجالس المحلية إلى الجهوية ثم إلى البرلمان.
فى حالة فوزك فى الانتخابات الرئاسية هل ستحذف الانتخابات التشريعية؟
نعم حتى يصير المركز تأليفا لمختلف الإدارات المحلية التى يتم التعبير عنها بالشكل الذى اقترحت، بالنسبة للمجلس التشريعى بباردو أقترح ان يكون به 265 عضوا، بالنسبة للخارج يتم الاقتراع على ما يسمى بالقائمات المفتوحة.
حتى نلخص هذا المشروع، بانتخابك ستكون هناك فقط انتخابات رئاسية ومحلية فى سنة 2024؟
هناك انتخابات محلية تنتخب منها مجالس محلية وبالاقتراع يتم تشكيل مجلس جهوى ويتم اختيار نواب من المجالس المحلية ولن تكون هناك انتخابات مباشرة للبرلمان.
هل تعنى أن الانتخابات التشريعية لن تكون موجودة بعد توليك الرئاسة فى صورة فوزك بها؟
نعم الانتخابات ستكون من المحلى للمركز.
لكن
التوجه العام فى العالم هو تقليص عدد ممثلى الشعب بالبرلمان؟هذه كذبة كبيرة، الديمقراطية النيابية فى الدول الغربية نفسها أفلست وانتهى عهدها .
هناك تناقض واضح فى حديثك، لكن فلنبق فى الأهم إصلاحاتك السياسية هل ترى أنها قابلة للتنفيذ؟
نعم قابلة للتنفيذ حتى ترتقى إرادة الأمة إلى مستوى أمانيها، انتهى عهد الأحزاب، الشعب صار يتنظم بطريقة جديدة، انظروا ماذا يحدث فى فرنسا بالسترات الصفراء وفى الجزائر والسودان، الأحزاب مآلها الاندثار مرحلة وانتهت فى التاريخ.
دور الأحزاب انتهى وفق تقديراتك.. ما هو البديل عنها للتنظم السياسى؟
هناك إمكانيات أخرى مختلفة تماما، لا يمكن أن أبيع الوهم، الأحزاب جاءت فى وقت معين من تاريخ البشرية، بلغت أوجها فى القرن الـ19 ثم فى القرن 20 ثم صارت بعد الثورة التى وصلت على مستوى وسائل التواصل والتكنولوجيات الحديثة أحزابا على هامش الدنيا فى حالة احتضار ربما يطول الاحتضار لكن بالتأكيد بعد سنوات قليلة سيتنهى دورها .
هل سيكون إلغاء الأحزاب من بين إصلاحاتك السياسية؟
لا لن ألغيها، التعددية ستبقى قائمة الى أن تندثر وحدها.
إذن كيف ستتعامل مع الأحزاب الحاكمة إن فزت فى الرئاسية ؟
سأتعامل معها بمقتضى القانون، لو كانت الأحزاب قادرة حقيقة وفاعلة لقادت هى الانفجار الثورى الذى عاشته تونس ودول أخرى كفرنسا وبلجيكا وهولندا، لكانت هى التى قادت الحراك الشعبى، نحن دخلنا مرحلة جديدة من التاريخ.
ماذا تسميها ؟
الانتقال الثورى الجديد.
الأحزاب عاجزة عن القيادة.. هل ستقود أنت هذه المرحلة الثورية ؟
لا، سيقودها الشعب هل يقرأ التونسيين اليوم البرامج الانتخابية، وما هى هذه البرامج الانتخابية التى نستمع اليها كل يوم فى وسائل الاعلام ؟
هل المشكلة فى الأحزاب أم فى التونسيين الذين لا يقرؤون؟
لا، الأحزاب انتهى دورها.
تصر على مهاجمة الاحزاب لان جزءا من وجودك السياسى مبنى على فكرة ضرب الاحزاب ومنافسيها ومرشحيها؟
لا تتحدثى عن المنافسة … لست منافسا لأى كان ولست فى سباق مع أى طرف.
لكن معنى الانتخابات سباق ومنافسة؟
ليست سباقا، أطرح فكرا معيّنا ان قبله الشعب قبله وان رفضه رفضه وهو حرّ فى اختياره ولا اطمح مطلقا وكلمة طموح لا تعنينى اطلاقا .
أنت متهم بالشعبوية؟
لا لا.. يقولون ما يريدون لانهم لا يعرفون ما يقولون اصلا، أترشح وأنا مكره على ذلك قال تعالى “كتب عليكم القتال وهو كره لكم”.
تشبه الترشح للانتخابات بالقتال؟
المسؤولية هى كره، حينما تقف على جبهة القتال كالجندى، لا يحب أن يقتل لكن كتب عليه أن يقاتل، العملية بالنسبة لى ليست طموحا شخصيا، طموحى علمى فقط.
من بين الانتقادات التى توجه اليك مسارك المهنى المتواضع ..
كيف ترد على مثل هذه الانتقادات؟اعرف من يقف وراء ترويج هذه الأكاذيب لكنى لن أرد على الاساءة بالإساءة رغم أنّه يمكن لى أن اردّ واعرف الاسماء واعرف من تجرأ وافترى بالاسم … انا بدأت التدريس سنة 1985 بكلية الحقوق بتونس ثم بكلية الحقوق والعلوم الاقتصادية والسياسية بسوسة وتوليت قسم القانونية بالنسبة لدرس القانون الدستورى الذى انطلقت فى تدريسه سنة 1991 بتدخل من أطراف منهم الوزير ثمّ تم نقلى الى كلية العلوم القانونية بتونس سنة 1998 دون علمى بناء على طلب عدة اطراف وبناء على قرار وزير التعليم العالى الدالى الجازى ولما سمع رئيس الجامعة وقتها وهو وزير اليوم فى الحكومة بأنه تمت نقلتى طلب منى أن أرفضها.
من هو هذا الوزير.. عبد الكريم الزبيدى؟
نعم طلب منى رفضها وطلب أن أتراجع عن النقلة وأذكر أن الزبيدى قال لى يومها لن نخرج من سوسة إلا معا وهذا فى الواقع إكرام لى.
هل انت أستاذ تعليم مساعد؟
ساهمت ولو قليلا فى تطوير مادة القانون الدستورى بعض النصوص القانونية منها غير المعروفة أخرجتها لأول مرة فى التاريخ وكان ذلك سنة 1986 ومع ذلك تم السطو عليها من قبل البعض.
هل هم من خبراء القانون الدستورى المعروفين؟
لا أريد ان أذكر أسماء ولن أجيب.. تم السطو عليها.
هل هم من المعروفين على الساحة؟
لن أجيب ، ممن يتم السطو ؟ طبعا من لهم نفس الاختصاص، مؤلمة جدا القصة، مجهوداتى تم السطو عليها، لدى بحث فى إطار أطروحة حول لفظ الدستور بقيت سنوات وأنا أبحث عن اصول الكلمة فى لغات متعددة كمن يقتفى أثر الطير فى السماء.
هناك كثيرون صدحوا بأصواتهم.. أنت لم تكن منهم؟
أنا رفضت عديد المناصب، مستشار ورئيس ديوان ، فى 2011 طرحت على مناصب، رفضت منذ 1988 مسؤولية معينة فى 1988 لم تكن لدى سيارة عدت على متن الحافلة 28 وأشعر بالحرية لأنى قلت “لا” يوم كان البعض ممن يظهرون اليوم فى وسائل الاعلان يتمنون الاقتراب من دائرة القرار ، تعرضت لتضييقات".
ما هى هذه التضييقات ؟
تم منعى من الحصول على جواز السفر دون أن أعرف الأسباب وتدخل عبد الفتاح عمر لاستعادة جوازي… لا أدعى أننى كنت من المناضلين وسنة 2011 أردت أن أساهم فى المسيرة فى الانفجار الثورى غير المسبوق الذى عاشته تونس ويريد البعض تسميته بالانتقال الديمقراطى ،وانتبهت وقتها لمؤامرات تحاك لتونس.
أعربت عن نيتك الترشح منذ 2011.. ماذا تغير اليوم وهل هناك ماكينة ما تقف وراءك؟
ارفض التمويل من الداخل والخارج وحتى مليما واحدا رغم ضيق ذات اليد ولا ماكينة ولا آلة تقف ورائي.
طيب ماذا تغير حتى تتعزز حظوظك بهذا الشكل.. طبعا وفقا لما تقدم نتائج سبر الاراء ؟
فى 2011 لم تكن انتخابات التأسيسى تعنينى وفى 2014 كانت الامور محسومة وحتى بعض النصوص القانونية الدستورية تم وضعها على مقاس التوازنات الموجودة فى الحوار الوطنى وكنت اعلم مسبقا ما هى النتيجة ،المواقف التى اتخذتها كان لها أثر لدى عموم التونسيين .
هل لديك مشروع لمحاربة الإرهاب؟
يجب التساؤل عمن يقف وراء الارهاب فى تونس؟ هناك جهات أجنبية تقف وراء الإرهاب فى تونس وقوات الأمن قادرة على السيطرة على كل ذرة من تراب الدولة.
يعنى أنّ مشروعك لمحاربة الارهاب هو محاربة الجهات الاجنبية ؟
الارتكاز على السيادة الوطنية وضرب الأسباب التى تؤدى الى انخراط هؤلاء فى الجماعات المشبوهة ولابد من التعاون مع الدول الأخرى ، لماذا طرح اليوم الارهاب وفى السنوات الأخيرة؟ لماذا طرح بهذا الشكل ؟ أتحدث عن الحركات التى تعمل فى الخفاء.
هل تشاطر راى من يقول أن هناك جواسيس يرتعون فى تونس ؟
بالتأكيد والجواسيس ينجحون عندما يجدون عملاء فى تونس ومن يخون وطنه ليس له مكان لا فوق ترابه ولا حتى فى ثراه .
ألست مدعوما من النهضة ؟
ليست لى علاقة بأى حزب.
مشروعك الاقتصادى والاجتماعى؟
مشروعى الاقتصادى والاجتماعى هو كيفية تمكين الشعب ..لا أريد أن أكون صاحب التصور، أريد أن تنبع التصورات من الشعب، هذا هو الفرق بينى وبين الاخرين، لن أبيع الأوهام.
هل أنت مع أم ضدّ غلق المقاهى فى رمضان؟
الإفطار ليس مشكلة ولكن المشكلة فى الاستفزاز، لا يحال المفطر الى المحكمة إلا أن كان يسعى من خلال إفطاره إلى استفزاز الآخرين، من يريد أن يفطر أو يصوم بينه وبين الله.
هل انت مع أم ضدّ الغاء الفحص الشرجى؟
القضية أعمق من الشرج، لماذا يحصل الشواذ على الدعم من الخارج ؟ لضرب الأمة وضرب الدولة، أذكر ان مجموعة من الطلبة منذ 3 سنوات تقريبا طلبت منى أن أتدخل لأن احد الطلبة الذكور تم اغراؤه بالمال وصار يتزين كما تتزين البنات وتحصل على المال من جهات أجنبية.
هل يمكن ان تعين مستشارا لك شاذا ؟
أبدا.. أنا حر وهم أيضا.
هل سيكون لك موقف من الجمعيات التى تدافع عن الاقليات الجنسية وتطالب بحلها مثلا؟
عندى مشروع لإيقاف دعم كل الجمعيات سواء من الداخل او من الخارج لأنها مطية للتدخل فى شؤوننا .
هل أنت مع أم ضد الحكم بالإعدام ؟
نعم أنا مع الحكم بالاعدام.
متمسك بموقفك الرافض لمشروع قانون المساواة فى الميراث ؟
نعم وسأرد عليهم بأمور علمية.
هل العلم له علاقة بالمساواة فى الميراث ؟
نعم هناك فرق بين المساواة والعدل.
يعنى موقفك من المساواة فى الميراث له خلفيات علمية كما تقول وليس دينية ؟
هناك النص الدينى والنص العلمي، عندى صواريخ علمية على منصات إطلاقها وسأعرف متى أطلقها فى مسالة المساواة اعرف متى أين وكيف لأن هناك مغالطات حتى فى المفاهيم.
هل أنت ضد زواج التونسية بغير المسلم ؟
تتزوج من تريد، لكن تترتّب عن ذلك آثار على مستوى الإرث متى طرحت القضية.
على المستوى الدبلوماسى ، ما هى رؤيتك لملف السياسة الخارجية؟
لن اصطف مع اى محور سأصطف مع إرادة الشعب ، مصلحتنا ستكون مع من نختار أن تكون لنا معه مصلحة لكن نرفض أن يتدخل احد فى شؤوننا ،هم لهم اختيارهم لنا اختياراتنا المهم أن نكون اقوياء فى الداخل حتى نكون أقوياء خارجيا وتكون قويا حينما تستند لإرادة الشعب وليس لأطراف اجنبية … تحترمين اختيارات الشعب نموت مرفوعى الرأس محفوظى الكرامة ولكن لن نطأطيء رؤوسنا الا لله.
ما هو موقفك من بورقيبة ؟
لا أحد ينكر مكانة بورقيبة لكن له أخطاء وأراد اختصار المسافة فى التاريخ وله طبعا أخطاء قام بدوره وكل من كان يقترب من السلطة فى عهده كان مصيره الإعدام لكن له انجازات كالتعليم والصحة والمرافق العمومية.
هل ستكون عائلتك منخرطة فى مشروعك السياسى ؟
لا دخل لها فى السياسة عندى أبناء وزوجة و ستعيش كما نعيش اليوم.
هل يساندون ترشحك ؟
ليس لهم مساندة خاصة ، سنعيش كما نعيش اليوم سيحافظون فى نفس المسكن اقوم بواجبى وأعود الى بيتي.
ستكون زوجتك السيدة الاولى ؟
لا لن تكون، كل التونسيات وحراير تونس سيدات تونس الأول.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة