بالطبع كانت هناك العديد من الموضوعات المهمة فى لقائه بمؤتمر الشباب، وقد يكون الجزء المتعلق بالرد على حملات استهداف للدولة والقوات المسلحة هى الأكثر تأثيرا، خاصة أن الرئيس قال: إنه تحدث بالرغم من نصائح كثيرين بألا يفعل، لكن حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى كان قرارا صائبا، لأنه يؤكد أهمية المصارحة والرد على حملات متواصلة تستهدف الدولة طوال سنوات وتنفق عليها دول وجهات وأجهزة استخبارات ملايين، وهذه الحملات تستهدف الوعى، وبالفعل يمكن أن تنجح فى ظل غياب الوعى وترك الأدوات من دون مواجهة.
وإذا كان هناك تأكيد على خطورة أدوات الدعاية والتكنولوجيا الحديثة وأدوات التواصل، فمن الطبيعى أن تمتلك الدولة أدواتها لمواجهة الشائعات والحملات المنظمة.وبالمناسبة، فإن درجات الوعى ارتفعت خلال السنوات الأخيرة ولم تعد كالسابق، مع الأخذ فى الاعتبار رغبة البعض فى تحقيق اللمعان من خلال استعمال أكثر الطرق إثارة وكلما كان التعامل أسرع كانت النتائج أفضل.
وقد كان هناك استعراض فى مؤتمر الشباب لتجربة مركز معلومات مجلس الوزراء فى إصدار تقارير يومية وأسبوعية فى مواجهة الشائعات وهى تجربة ناجحة، و دليل إضافى على صحة وجهة نظر الرئيس السيسى فى التعامل مع هذه الحملات بالحقائق. خاصة أن تقارير مركز معلومات مجلس الوزراء تتضمن المعلومات الصحيحة ولا تكتفى بالنفى أو التجاهل. كانت جلسات المؤتمر نفسها تشرح كيف تغير العالم وكيف تطورت أدوات الاستهداف والتشكيك بتوظيف أكثر الأدوات انتشارا، ومنها أدوات التواصل وعلى رأسها فيس بوك، وبالرغم من أن تأثير هذه الأدوات تراجع، فإنها قادرة على عمل ضجة حتى ولو لم تكن تتجاوز ساعات أو أيام، وخلال جلسات ومناقشات المؤتمر كانت هناك توصيات بأهمية مواجهتها، وكانت هناك نماذج بالفعل لهذه المواجهة، وهى تجارب ناجحة، وتستدعى التفكير فى توظيفها باعتبار الشفافية والمواجهة هى أقصر الطرق لمواجهة الشائعات والاستهداف، وهو أمر طرحه الرئيس فى رده بما يثبت خطأ من سبق ونصحوا بالعكس.
وقد تناول الرئيس فى كلماته الكثير من القضايا المهمة وكشف معلومات مهمة، فيما يتعلق بالأمن القومى وشرح جهود مصر فى موضوع المياه وسد النهضة والعلاقات مع إثيوبيا، وهو من الموضوعات الدقيقة التى يتم إطلاق الشائعات حولها وإثارة الكثير من اللغط، وبالتالى فقد كان ما طرحه الرئيس مهما ويتعلق بقضية مهمة حتى لا يبقى المواطن فيها عرضة للمصادر المشكوك فيها.
كانت القضايا التى طرحت فى مؤتمر الشباب كلها مهمة، لكن ربما كانت أكثر الموضوعات التى تناولها الرئيس أهمية، إشارته إلى قضايا الأمن القومى بوضوح، وسبق للرئيس أن أشار إلى أن أى صراع يمكن أن يشتعل فى المنطقة، سوف تكون لها آثار خطيرة ومدمرة.وتناول الرئيس أيضا قضية سد النهضة والخلاف حول فترة ملء الخزان بالشكل الذى لا يؤثر بشكل كبير على حصة مصر من المياه.
وهنا يمكن للبعض تفهم ما قامت به الدولة من مشروعات تتعلق بالمياه، سواء محطات التحلية أو إعادة تنقية مياه مستعملة، وتوفير آبار للأراضى الجديدة.
لقد كانت تجارب مؤتمرات الشباب مناسبة لطرح ومناقشة أكثر الأسئلة والقضايا بشكل يساهم فى وضع النقاط على الحروف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة