أعلن اليوم المكتب الإقليمى للدول العربية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى تعيين محترف رياضات التحمل اللبناني، مايكل حداد سفيرا إقليميا للنوايا الحسنة لدعم وتسريع إجراءات التصدى للآثار السلبية لتغير المناخ فى المنطقة العربية وحول العالم.
وقال مراد وهبة، الأمين العام المساعد بالأمم المتحدة، والمدير المشارك بالإنابة والمدير الإقليمى للدول العربية فى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وفقا لبيان وزعه المركز الاعلامى للأمم المتحدة بالقاهرة، “لا يمكننا التوانى فى مواجهة تهديدات المناخ اليوم. فمنطقتنا العربية هى بالفعل أقل مناطق الأرض شحاً فى المياه وأقلها تمتعاً بالأمن الغذائى، لاعتمادها بشكل كبير على استيراد الغذاء، كما أنها تشهد ارتفاعاً فى درجات الحرارة على نحو أسرع من المتوسط العالمي،” وأضاف” فى سعينا لتحقيق السلام والازدهار للجميع وللتصدى لتحدى تغير المناخ بحسب رؤية خطة التنمية المستدامة لعام 2030، نحن بأمس الحاجة إلى هذه القدوة المهمة والنموذج الملهِم من المدافعين المتفانين عن البيئة الذى يمثله مايكل حداد.”
ويشمل سجل مايكل حداد فى الدفاع عن البيئة ثلاثة سوابق مهمة من الأعمال استثنائية فى بيئات قاسية داخل وطنه لبنان، حققها بعزم وإصرار كبيرين قاهراً تحدى الشلل الكامل الذى أصابه من أسفل الصدر. ففى عام 2013، أكمل 60،000 خطوة من “مسيرة الأرز” فى بشرى لحشد الجهود من أجل إعادة تشجير غابات الأرز اللبنانية.
وفى عام 2014 تسلق قمة صخرة الروشة الكبرى، أحد أهم المعالم فى بيروت للفت الانتباه إلى التفاقم المطرد للتلوث البحرى بشكل يهدد الحياة البحرية. وفى عام 2015، تزلج بحذاء ثلجى خاص عبر القرنة السوداء، وهى أعلى قمة فى لبنان ومنطقة المشرق، للدعوة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة آثار الاحتباس الحراري. كما عين برنامج الأمم المتحدة الإنمائى فى لبنان مايكل كمناصر للعمل المناخى فى عامى 2016-2017.
وعلق مايكل على نبأ تعيينه قائلاً: “يجب أن يتصدر تغير المناخ قائمة الاهتمامات ذات الأولوية التى تدفعنا جميعًا إلى العمل.، فى لبنان، وعبر المنطقة العربية، بل وفى كل مكان.” وأضاف، “أنا متحمس للغاية للعمل بشكل وثيق مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائى للمساعدة فى تسليط الضوء على أكبر خطر يهدد إنسانيتنا المشتركة اليوم. علينا جميعا اتخاذ إجراءات ملموسة لمواجهة هذا التهديد. كأفراد ومجتمعات ودول، وكمجتمع عالمى متحد، فليس لدينا مكان آخر سوى كوكب الأرض هذا لنعتمد عليه فى عيشنا.”
كان مايكل حداد قد نجا وهو فى عمر السادسة من حادث تسبب فى إصابته بالشلل مع خسارة بنسبة 75 ٪ من وظائفه الحركية. ولكنه لم يقبل بالحكم الطبى بأنه لا يستطيع المشى مرة أخرى، فلم يكتفِ بإيجاد طرق ليحفظ بها توازنه وليقف فحسب، بل إنه ابتكر أيضًا طريقته الخاصة ليصبح متنقلًا بشكل مستقل والدفع بجسمه إلى الأمام بمساعدة تكنولوجيا متقدمة، تنطوى على هيكل خارجى يحقق استقراراً لصدره وساقيه. وقد جذب تفرد أداء مايكل اهتمام العاملين فى مجال الأبحاث الطبية والهندسة الحيوية بما يبشر بتحقيق انجازات من شأنها أن تساعد عدد كبيرا ممن يعانون من إصابات مماثلة على الحركة والمشي.