اليوم نستعرض فتوى مضلة للسلفيين، وهى تصريحات ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، الذى قال إن الصوفية عندهم بدعة فى العبادات، لأنهم يعتمدون على الأحاديث الضعيفة والباطلة والحكايات المنسوبة للصالحين، خاصة أن مراسم التذهيب عند الصوفية تستخدم بشكل خاطئ بعكس المنصوص عليه، وهى الحب والخوف والرجاء والتوكل على الله، وهم يستخدمونها فى السكر والدهش والهمان والغيوبية بدرجات مختلفة، وهذا يعد خطر عليهم، ومخالفة لما نص عليه.
دار الإفتاء ردت على هذه الفتاوى، قائلة إن التصوف الإسلامي ظاهرة سنية ظهرت بين أهل السنة والجماعة وصدرت عن أسس إسلامية، وهذا لا يمنع -بل لعل هذا هو ما حدث فعلًا- أنها تأثرت في رحلة تطورها الطويلة بمؤثرات خارجية كان لها أثر ملحوظ في صبغ هذه الظاهرة السنية الإسلامية ببعض الألوان الجديدة، مع بقاء الظاهرة مرتبطة بأصولها الأولى".
وأضافت دار الإفتاء، أن التصوف الإسلامي نشأ من صميم الإسلام نفسه، على الأقل في القرون الثلاثة الأولى، بل إن بعض المستشرقين يرى أنه لا صوفية من غير إسلام، وإن كنا وجدنا البيروني في كتابه تحقيق ما للهند من مقولة يوازن بين ما يعرضه من عقائد الهنود ومذاهبهم، وبين أفكار الصوفية المسلمين وأقوالهم وطرقهم في الرياضة الروحية، إلا أن التشابه وحده بين مذهبين لا يفضي بالضرورة إلى القول بتأثير أحدهما في الآخر، حتى نتحقق من وجود مسارب انتقل خلالها هذا التأثير بدليل مادى لا شبهة فيه.