يبدو أن شركة جنرال موتورز، عملاق صناعة السيارات الأمريكية، لا تواجه أفضل فتراتها، حيث تتوالى الأزمات واحدة تلو الأخرى على الشركة فى ظل ضغوط متعددة الأطراف سواء من جانب الرئيس دونالد ترامب أو من الحكومة الفيدرالية أو من العاملين بها ونقابة العاملين بصناعة السيارات فى الولايات المتحدة.
وكانت أحدث هذه الأزمات عندما دخل ما يقرب من 50 ألف من العاملين فى جنرال موتورز فى إضراب بدءا من متصف ليل الإثنين، بعدما فشلت المفاوضات بين النقابة المتحدة للعاملين بصناعة السيارات والشركة.
جنرال موتورز
وبحسب ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، فإن النقابة أعلنت عن خططها لتنظيم إضراب على الصعيد الوطنى فى الولايات المتحدة ظهر أمس الأحد، ولم يتم التوصل إلى اتفاق قبل حلول الموعد المحدد بمنتصف الليل، ويعد هذا أول إضراب وطنى للنقابة المتحدة للعاملين بالسيارات منذ عام 2007.
ورغم أن المحادثات مستمرة منذ يوليو الماضى عندما التقى مسئولو النقابة بقادة جنرال موتورز من أجل تجديد الاتفاق القائم منذ عام 2015، فإن الطرفين لا يزالا منقسمين حول العديد من القضايا الرئيسية، وقالت نقابة العاملين بصناعة السيارات إنها تهدف إلى تأمين أجور عادلة ورعاية صحية ممكنة وأمن وظيفى أفضل من بين أشياء أخرى.
مقر جنرال موتورز فى الولايات المتحدة الأمريكية
وقال نائب رئيس النقابة تيرى ديتس فى بيان أمس الأحد: "نحن نواجه نقف مع جنرال موتورز عندا يحتاجوننا.. والآن نحن نقف معا متحدين ومتضامنين من أجل أعضاءنا وعائلاتهم ومجتمعاتهم التى يعيشون ويعملون فيها".
من جانبها، قالت جنرال موتورز إنه عرضت توفير أكثر من 5400 فرصة عمل وإضافة حوإلى 7 مليار دولار من الاستثمارات وتنفيذ خطط تحسينات من أجل مشاركة الأرباح والرعاية الصحية.
وتم إعطاء إشارة الضوء الأخضر لبدء الإضراب فى ديترويت أمس، الأحد، أثناء اجتماع لاتحاد العاملين بصناعة السيارات حضره قرابة 200 شخص تجمعوا من سبع ولايات على الأقل، والذين صوتوا لصالح الخطة بحسب ما قال المتحدث باسم الاتحاد بريان روثنبيرج لواشنطن بوست.
جنرال موتورز
ولفت المتحدث إلى وجود العديد من العاملين فى التصنيع والإمداد من خارج جنرال موتورز والذين يمكن أن يتأثروا بشدة لو تم إغلاق المصانع، لكنها تضحية تستحق ذلك.
يأتى هذا بعد أن اضطرت الشركة فى وقت سابق هذا الشهر، وفى ظل ضغوط من الحكومة الأمريكية إلى استدعاء نحو 3.8 مليون سيارة من الشاحنات الصغيرة والسيارات الرياضية متعددة الأغراض فى كل من الولايات المتحدة وكندا، وذلك بسبب مشكلة فى الفرامل.
وقالت الشركة إن لديها بالفعل 113 تقريرا بشأن حالات تصادم خلفت 13 مصابا بسبب تلك المشكلة. وبدأت هيئة سلامة الطرق الحكومية الأميركية تحقيقها بشأن هذه الأزمة فى نوفمبر الماضى بعد تلقيها 111 شكوى من ضعف الفرامل. وتلقت الهيئة 9 تقارير بشأن تصادمات أوقعت مصابين.
جنرال موتورز
ولم يكن هذا بالنبأ الذى تريده الشركة فى وقت تواجه فيه ضغوطا مستمرة من جانب الرئيس دونالد ترامب، يبدو أنها لن تتبدد قريبا، حتى بعد لقائه مع رئيسة مجلس إدارة الشركة مارى بارا فى البيت الأبيض فى الخامس من الشهر الحالى. حيث انتقد ترامب جنرال موترز لإعلانها وقف أربعة مصانع أمريكية مما يعنى إنهاء الآلاف من فرص العمل، كما اتهم ترامب الشركة أيضا بنقل عملها إلى الصين، وقال إنها بدأت فى نقل العمليات من الصين إلى الولايات المتحدة، ويجب أن يبدأوا فى العودة إلى أمريكا مرة أخرى، وهو ما جعل الشركة ترد بالقول بأن عملياتها فى الصين لا تمثل تهديدا للوظائف الأمريكية.
شركة جنرال موتورز
وسبق أن هاجم ترامب شركة جنرال موتورز لصناعتها السيارات فى المكسيك ولإنهائها الإنتاج فى مصانع فى ميشيجان وأوهايو وميريلاند، وهدد بخفض الدعم الخاص بالشركة انتقاما منها. كما حذرها من الانضمام إلى شركة فورد موتور وثلاث شركات أخرى لصناعة السيارات فى دعم اتفاق تطوعى مع كاليفورنيا لمعايير اقتصادية أكثر صرامة فى استهلاك الوقود مما اقترحته الإدارة. لوم تدعم جنرال موتورز الاتفاقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة