إذا كنت متابع لصفحات الحوادث في الصحف والمواقع الإخبارية، ترى العجب، وتقرأ قصص غريبة في تفاصليها ووقائعها،لم نألفها من قبل، لكنها للآسف حقيقية من عمق المجتمع.
المتابع جيداً لملف الأسرة وقصصها في صفحات الحوادث، يقرأ دعاوى قضائية يشيب لهولها رأس الغلمان، ويتكتشف سر ثقافة "العند" في تدمير المنازل الهادئة الآمنة.
"منة" ذات الخامسة والعشرون عاماً، إحدى هذه القصص الحزينة، التي لم يستمر زواجها ساعة واحد، فقد ألقى عليها عريسها يمين الطلاق بعد دقائق من عقد القران داخل قاعة الزفاف.
"حماتي دائماً لا تكون ملاك"، فقد تسبب "حماة منة" في جحيم لها، منذ فترة الخطوبة، خاصة بعد إصرار والدة العريس على تحميل أسرة العروسة ما لا يطيقون، لتعصف الخلافات بمشروع الزواج مبكراً، ويتم فسخ الخطوبة 3 مرات، لكن الوسطاء يتدخلوا في كل مرة، حتى يأتي موعد عقد القران، الذي تم على غير رغبة والدة العريس، التي لم تتهمل سوى دقائق معدودات ودخلت في مشادة مع والدة العروسة تطورت لمشاجرة، تدخل على إثرها العريس وألقى يمين الطلاق على عروسته، وهي ترتدي فستانها الأبيض.
"منة" واحدة، من ضمن القصص العديدة، التي وقعت على أرض الواقع وتحدث كل يوم، لسيدات دخلن محاكم الأسرة بعد دخول عش الزوجية بأيام وأحياناً بساعات.
للآسف..مازالت ثقافة العند تعصف بقصص الحب، وتقضي على مشاريع المنازل السعيدة، مازلنا نعاني من أزواج وزوجات متورتين، غير قادرين على الإحتواء، و"الإمساك بمعروف"، فزادت معدلات الطلاق بصورة مخيفة، وأصبحنا نرى سيدات في مصاف المطلقات لم تتخطى العشرين من العمر.
الأمر بات خطيراً، يستلزم تدخل الجميع، بداية من الأسرة، التي يكمن دورها في الإحتواء وتقديم النصيحة، وعدم "التسخين على خراب البيوت"، ومروراً بدور العبادة للتأكيد على "الميثاق الغليظ"، ووصولاً لدور الإعلام والدراما الهادفة للتوعية بخطورة الأمر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة