الحروب تأكل كل شيء، تقتل الإنسان وتبيد الحيوان وتهدم المدن والقرى وتفسد الأرض وتخربها، هذه حقيقة لا ينكرها أحد عاقل، ومع ذلك لم يتوقف العالم أبدا عن خوض الحروب والاكتواء بنارها.
أقرأ مؤخرا عن معركة أكتيوم البحرية التى وقعت فى يوم 2 سبتمبر من عام 31 قبل الميلاد، وهى آخر حروب الجمهورية الرومانية، وكانت بين جيوش أوكتافيوس وجيوش مارك أنطونيو وكليوباترا السابعة ملكة مصر وكانت ساحة القتال البحر الأيوني، قرب المستعمرة الرومانية أكتيوم فى اليونان.
بدأت المعركة بعد الفوضى التى عمت إثر اغتيال يوليوس قيصر ، حيث انقسمت المملكة بين أعظم قواده اكتافيوس وانطونيوس فقرر اكتافيوس أن يضم مصر إلى الامبراطورية الرومانية، لكن كان أمامه الكثير من العواقب، ومن أشدها "مارك أنتونى" الذى أراد فى أن ينفرد بحكم الامبراطورية الرومانية، ومن ثم فكرت كليوباترا أن تصبح زوجة له.
تقول الحكايات جاء مارك أنتونى إلى مصر وجاءت له كليوباترا خفية لخوفها من ثورات المصريين ضدها وكانت مختبئة فى سجادة وخرجت منها أمام انتونى كعروس البحر وهى فى أبهى صورها ووقع أنتونى فى حبها.
كان مارك أنتونى متزوجا من أوكتافيا أخت أوكتافيوس ومنع على الرومان التزوج بغير رومانية وهنا ظهرت مشكله ارتباطه بكليوباترا وأصبح حليفا لها بدل من أن يضم مصر للإمبراطورية الرومانية.
لقد توقفت كثيرة أمام غيرة أوكتافيا وتوقعتها تشعل النار بين الرجلين انتقاما من زوجها الذى أحب امرأة أخرى غيرها، وأعتقد أنها كانت تقف بقوة خلف كل الخراب الذى أحاط بالجميع.
واشتعلت حرب أودت بحياة الكثيرين، ومنهم مارك أنطونيو وكليوباترا ووضع مصر فى دائرة جديدة من الاحتلال، ولن أحدثك عن الأساطيل التى تدمرت ولا عن الرجال الذين ماتوا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة