كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، اليوم الاثنين، أن الولايات المتحدة تعتزم إجراء مناورات بحرية مع دول جنوب شرق آسيا، فى تصعيد جديد ضد بكين.
واستهلت الصحيفة، فى تقرير لها بثته على موقعها الإلكترونى، بقول إن دول جنوب شرق آسيا تميل عادةً إلى رفض تشكيل تحد جماعى لمواجهة النمو العسكرى والاقتصادى للصين فى المنطقة، لكن هذا الأسبوع، يبدو أنهم سيفعلون ما كانوا دوما يرفضونه، من خلال إجراء أول مناورات بحرية مشتركة مع القوات البحرية الأمريكية.
وأوضحت الصحيفة، أنه من المقرر أن تبدأ المناورات التى ستجرى جزئيا فى بحر الصين الجنوبى اليوم حيث تزداد وتيرة التوترات الجيوسياسية.
وأضافت الصحيفة:" أنه بعد صيف ملىء بالتوترات المتصاعدة حول المطالبات الإقليمية، فضلا عن احتدام الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، من الممكن تفسير إجراء هذه المناورات فى هذا التوقيت على أنها أحدث خطوة فى مباراة الشطرنج الجيوسياسية ذات المخاطر العالية بين القوى العظمى وحلفائها الإقليميين المشتركين".
وأبرزت نيويورك تايمز أن بعض المحللين يعتبرون هذه المناورات جزءا من تصعيد تدريجى للموقف العسكرى الأمريكى فى بحر الصين الجنوبى فى عهد الرئيس دونالد ترامب، وهى استراتيجية لم تصاحبها دبلوماسية أمريكية إضافية أو حوافز لشركائها.
من جانبها، قالت ميرا راب هوبر، وهى خبيرة فى الشؤون الأمنية الآسيوية فى مجلس العلاقات الخارجية فى نيويورك:" إن الولايات المتحدة تخاطر بأن يكون شركاؤها أقل ميلا للعمل معها لأنهم قلقون بشأن تداعيات التعاون الأمني، فى حين أن الصين تواصل التقدم فى الأماكن التى تغيبت عنها الولايات المتحدة".
وقالت البحرية الأمريكية ـ فى بيان أمس ـ"إن التدريبات ستشمل مرحلة بحرية فى المياه الدولية فى جنوب شرق آسيا، بما فى ذلك خليج تايلاند وبحر الصين الجنوبي، مؤكدة أنها ستركز جزئيًا على "التفتيش والمصادرة"، و"تتبع الأصول البحرية" و"مواجهة التهديدات البحرية"، من بين مواضيع أخرى.
وأضاف البيان: "أن المناورات ستشمل ثمانى سفن حربية وأربع طائرات وأكثر من ألف فرد، فيما شملت المعدات العسكرية الأمريكية على سفينة قتال ساحلية ومدمرة صواريخ موجهة وثلاث طائرات هليكوبتر من طراز "إم اتش-60".
وتابعت (نيويورك تايمز) إن توقيت هذه المناورات يعد مثاليا لفيتنام، التى تشعر بقلق عميق إزاء سفينة مسح مملوكة للدولة الصينية تم رصدها هذا الصيف فيما يعتبره الفيتناميون مياههم الإقليمية، وفى الشهر الماضي، وصفت وزارة الخارجية الأمريكية تحركات سفينة المسح بأنها محاولة من جانب بكين "لترهيب المُطالبين الآخرين بالأحقية فى موارد بحر الصين الجنوبي"، بما فى ذلك ما قالت إن قيمته تبلغ 2.5 تريليون دولار من النفط والغاز الطبيعى غير المستغل.
وتأتى المناورات وسط دور أمريكى متزايد فى المنطقة وتوترات بين بكين ودول جنوب شرق آسيا على خلفية بحر الصين الجنوبي، الذى تطالب بأجزاء منه كل من بروناى وماليزيا وفيتنام والفلبين.
وقيادة المناورات مشتركة بين البحريتين الأمريكية والتايلاندية، وستمتد حتى "المياه الدولية فى جنوب شرق آسيا، بما يشمل خليج تايلاند وبحر الصين الجنوبي" قبل أن تنتهى فى سنغافورة، بحسب بيان للسفارة الأمريكية فى بانكوك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة