أكرم القصاص

أردوغان والبغدادى ومفاتيح وأوراق داعش فى تركيا

الجمعة، 20 سبتمبر 2019 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل يوم تتكشف ورقة جديدة عن علاقة تركيا بالتنظيمات الإرهابية، وهى علاقة تتجاوز التنسيق والتعامل مع داعش والقاعدة وتوابعهما، إلى علاقة معقدة تصل إلى حد الرعاية والتعاون والتوجيه، ليس لتنظيم إرهابى واحد، بل إلى كل التنظيمات الإرهابية، بل إن تركيا لديها مفاتيح العلاقات المتبادلة، وكيفية انتقال أعضاء فى جماعة الإخوان للحرب مع داعش، وأن تركيا كانت خلال السنوات الأخيرة مركزا لتجميع وتنظيم تحركات التنظيمات الإرهابية فى المنطقة، حيث تستضيف تركيا أعدادًا كبيرة من قيادات وأعضاء تنظيم الإخوان الذين يمارسون التحريض ومعهم اللجان الإلكترونية التى تعمل ضد مصر وعدد من الدول العربية. وهو ما يكشف عن علاقة منهجية لأنقرة مع كل التنظيمات الإرهابية.
 
بالطبع فإن هذه الوقائع والمعلومات التى يتوالى ظهورها ربما تفيد فى فهم كيفية تهريب قيادات داعش بعد هزيمة التنظيم فى سوريا والعراق. وتقديم ملاذات آمنة لهم، بل وتأكيد وجود خليفة داعش أبو بكر البغدادى فى تركيا أو تحت حماية قوات تركية. الأمر الذى يفسر السر وراء طول الفترة التى عجزت فيها قوات التحالف عن هزيمة داعش وفشل الحملات لوجود علاقات ما تربط التنظيم بأطراف فى تحالف يفترض أنه أعلن الحرب على التنظيم.
 
كما يفسر هذا الأنباء التى أشارت إلى احتمال لوجود أبو بكر البغدادى خليفة داعش فى تركيا أو فى مناطق تابعة للقوات التركية. ويشكك فى تصريحات الرئيس التركى رجب أردوغان حول مواجهة الإرهاب والتى يعتبرها محللون محاولة لغسيل يده من تهمة دعم التنظيمات الإرهابية طوال أكثر من 8 سنوات، خاصة أن تصريحات أردوغان عن مكافحة الإرهاب، لم تتجه لإدانة داعش، مثلما تتجه إلى قوات سوريا الديمقراطية، والمدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، وهى القوات التى نجحت فى هزيمة داعش واعتقال أعداد ضخمة من مقاتليها.
 
مؤخرًا هاجم أردوغان الولايات المتحدة، ومحاولتها إنشاء منطقة آمنة لمصلحة «وحدات حماية الشعب» الكردية، وهى أكبر مكونات تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» «قسد»، والتى تصنفها تركيا إرهابية، وسبق وأن هدد أردوغان بضرب قوات سوريا الديمقراطية، الأمر الذى رد عليه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بتهديد مباشر لتركيا. اللافت للنظر أن اردوغان سبق وطالب بمنطقة آمنة فى سوريا، لكنه يطالب بمنطقة بمواصفات تركية. خصوصًا أن بعض التحليلات ربطت بين دعوة أردوغان فى منطقة آمنة، وهزيمة داعش والقاعدة فى سوريا والعراق. 
 
وتزامن هذا مع اعترافات عدد من قيادات داعش المقبوض عليهم فى معسكرات بسوريا، عن علاقتهم بتركيا، آخرها الداعشى التونسى «م.أ» المقبوض عليه فى سوريا، أنه سافر إلى المغرب، ومنها إلى إسطنبول، ثم مدينة أنطاكيا الحدودية مع سوريا، ويقول إن تركيا كانت «أوتوستراد دولى» لعبور «المقاتلين» إلى سوريا. 
 
كما تم العثور على أوراق لداعش بعد هروب الإرهابيين من الرقة، تكشف عن علاقات مباشرة لتركيا فى دخول وخروج المقاتلين. وفى الوقت نفسه ضبطت السلطات الإيطالية شبكة من عشرة «إيطاليان أحدهما محاسبة إيطالية، وثمانية من أصول تونسية» كشفت التحقيقات أن الشبكة تمرر أموالًا يتم تحويلها إلى تركيا كانت تستخدم لتمويل أنشطة مرتبطة بجبهة النصرة، الفرع السورى سابقًا لتنظيم القاعدة فى سوريا الذى غير اسمه إلى «هيئة تحرير الشام». 
 
فى وقت تتزايد فيه التوقعات بعودة خلايا داعش للعمل أو السعى لتوجيهها إلى مناطق أخرى. خاصة وقد أعلن أردوغان فى خطاب له أمام حزب العدالة والتنمية العام الماضى أن إرهابيى داعش يتجهون من سوريا والعراق إلى ليبيا وسيناء. وهى تصريحات تزامنت مع عمليات تهريب منظمة لأعداد من قيادات داعش بعد الهزيمة، وكشفت بى بى سى فى تحقيق لها أنه فى نوفمبر 2017 تم تهريب مئات الدواعش إلى تركيا. بما يؤكد الدور التركى المعقد ويعنى أن مفاتيح قيام وسقوط داعش يمسك بها أردوغان ويكشف تفاصيلها كل يوم ظهور أوراق جديدة. 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة