بداية أتوجه لشكاوى مجلس الوزراء بكل الشكر والتقدير لسرعة استجابتهم لنداءات واستغاثات المواطنين.
هؤلاء الذين وجدوا بعد تكرار النداءات للسادة المسئولين بالجهات الحكومية المختلفة أنه لا جدوى من الشكوى لغير الله.
فقد تحول بحق الرقم الذى خصصه مجلس الوزراء لشكاوى الناس إلى الملاذ الوحيد، الذى وجدوا به من يهتم لأمرهم ويعير مشكلاتهم ما تستحق من اهتمام تتبعه سرعة استجابة.
فقد استمعت لرواية إحدى السيدات اللاتى تضررن من إلقاء بعض الجيران القمامة بالشارع الذى تسكنه، وتحت بيوتهم وبيتها بشكل غير محتمل والذى بالطبع يعد انعكاسا واضحا لسوء سلوك هؤلاء وعدم اكتراثهم بمسألة النظافة، حتى وإن كانت تؤذى أعينهم وصحتهم وصحة أولادهم.
وبعد أن قدمت عدداً من الشكاوى للحى دون أى استجابة من أى نوع، قد أرشدها أحد الأصدقاء لهذا الرقم السحرى على حد وصفها لشكاوى مجلس الوزراء.
وبالفعل قامت بالاتصال به وسجلت شكوتها وعنوانها بالحى الذى تسكنه، وقد كانت المفاجأة التى أدهشتها وأسعدتها بنفس الوقت، أن دق باب منزلها باليوم التالى أحد المسئولين عن شكاوى المواطنين، وبالفعل رأى بعينه الكارثة التى تجاهلها مرات تليها مرات مسئولو الحى كما هو المعتاد.
وسريعاً جاءت عربة القمامة ورفعتها ليعود الشارع الذى كان مثالاً للنظافة لسابق عهده.
ولكن:
بعد أن تمت الاستجابة المشكورة والحل القاطع بين ليلة وضحاها والتقطت السيدة أنفاسها وشعرت بالأمان والاطمئنان بأن هناك من يستمع ويهتم ويلبى، سرعان ما عاود السكان رمى مخلفاتهم تحت بيوتهم وبيتها ليعود الحال مرة أخرى إلى ما كان عليه.
ماذا يفعل إذن مجلس الوزراء والوزراء وأولى الأمر تجاه سلوكيات وأخلاقيات الناس التى تدنت بشكل فاق كل الحدود؟
أناشد السادة المسئولين باتخاذ إجراء واحد ليس له بديل لردع هؤلاء الذين لا يشعرون بالخجل ويعيثون فساداً يعود عليهم وعلى غيرهم بالأذى.
أن يتم تفعيل قانون الغرامة الخاص بالقمامة، الذى كان قد أعلن عنه السيد محافظ القاهرة منذ قرابة العامين، لكن لم يتم تطبيقه قط.
لا أعلم ما المانع الذى حال دون تفعيل هذا القانون بالرغم من عدم وجود أى بديل عنه لتقويم سلوك معوج، أشبه بالمرض قد أصاب معظم المصريين.
الغرامة المادية الموجعة فقط هى الحل لإصلاح الأنفس والسلوك والأخلاقيات، قبل أن نصلح ما أفسدته سنوات الفساد.
أتمنى أن يستجيب السادة المسئولين لنداءاتى المتكررة بفرض الغرامات على كل مقصر مفسد لا يعنيه أمر هذا البلد بكل محافظات الجمهورية.
اللهم بلغت اللهم فاشهد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة