صور.. صناعة الفخار فى قنا.. المهنة التى تواجه الاندثار فى الشتاء

بعد أيام ينتهى فصل الصيف، حاملا معه مهن مثل صناعة الفخار، التى تعانى من الكساد بدخول فصل الشتاء، ويتوقف النشاط، ويقتصر على صناعة أدوات الطهى التى تستخدمها ربات البيوت فى حفظ درجة حرارة الطعام، خاصة أن مهنة صناعة الفخار ارتبطت بصورة كبيرة بارتفاع درجة الحرارة .

وتُمثل صناعة الفخار بمحافظة قنا، إحدى الحرف اليدوية التى يمتهنها أكثر من 5 مراكز وقرى بمحافظة قنا، وهم: قرية الدير الغربى، والطويرات، والمحروسة، ومركز قوص، ومركز نقادة، وتمثل تلك المهنة إرث كبير للأبناء والأحفاد، فهم تعلموا من أجدادهم فن صناعة الفخار بكافة مشتقاته.

صناعة الفخار تتميز بتنوع الصناعات التى تخرج منه خاصة فى موسم الصيف والذى تنشط فيه عملية التصنيع، وتجد أنواع متعددة مثل الزير، والعلاوى، والقلل، والقواديس، هى منتجات تجد رواج وإقبال فى فصل الصيف، وتكثر الطلبات من قبل بائعى الجملة والقطاعى فى الأسواق الشعبية، خاصة أن الصعايدة والقنائيون بصفة عامة يحرصون على اقتناء الأوانى الفخارية نظراً لقدرتها على تبريد المياه بشكل طبيعى.

وتعتمد صناعة الأوانى الفخارية وأدوات الطهى على الشمس فى فصل الصيف، وبالتالى صناعة كميات كبيرة من الفخار، وفى الصيف تنشط دورة العمل، وتتوقف مع دخول فصل الشتاء، وعملية التصنيع تحتاج إلى موقع ترتفع فيه درجة حرارة الجو، وتعتمد على الطمى الذى يتم جلبه من الجبال، وقرى جنوب قنا هى الأكثر فى امتهان تلك المهنة، بينما يتخصص مركز قوص فى صناعة أنواع أخرى من الفخار، وتحديداً قرية جراجوس زهى، ويتم صناعة أشكال متنوعة من التماثيل الفخارية والخزفية، وتسمى بالأسواق "أنتيكات".

ويقول محمود محمد 25 عاماً - أحد العاملين فى صناعة الفخار بقرية الطويرات جنوب محافظة قنا - أنا ورثت المهنة عن والدى، وده مصدر رزقى الوحيد، لكن مهنة الفخار تتأثر بدخول الشتاء وتتوقف نهائياً فى الأيام التى تصاحبها الأمطار وانخفاض درجة الحرارة فى الشتاء، لأن صناعة الفخار تتطلب درجة حرارة شديدة، حتى نتمكن من حرقها ووضعها فى الهواء الطلق لمدة يومين لتصبح جاهزة للدخول فى الأفران وهى المرحلة الثانية فى التصنيع.

فيما يقول أحمد مصطفى - 50 عاماً - أنا أعمل فى مهنة الفخار منذ 20 عاماً، والشتاء عدو لنا، لأن مصدر رزقنا الوحيد يتوقف فى الشتاء، والحرفيين يبحثون عن عمل آخر يكون مصدر رزق لهم لحين دخول فصل الصيف، لأن المهنة قائمة على وجود الشمس وإرتفاع درجة حرارة الطقس، لكن برودة الطقس تساهم فى إفساد المنتجات المصنوعة.

مضيفاً أن درجة الحرارة عامل مهم فى تلك الصناعة، ونقوم بجلب الأحجار من الجبال ويتم تكسيرها، وتوضع فى "المحوال" وهى عبارة عن حفرة كبيرة و نقوم بعجنه وصولاً لعملية التخميره وعندما يصبح مرن، تأتى مرحلة التشكيل داخل معمل التصنيع، ثم نضعه فى الشمس، حتى يصبح جافاً ويوضع بالمحرقة حتى يصبح جاهز للبيع.

صناعة الفخار بقنا

صناعة الفخار بقنا

الفخار بقرية الطويرات بقنا 

الفخار بقرية الطويرات بقنا