فى ذكرى مرور أربعين عاما.. قصة الاختبار النووى الإسرائيلى الذى تسترت عليه واشنطن..قمر صناعى أمريكى رصد وميض يوحى بإجراء التجربة جنوب المحيط الأطلنطى.. وكارتر سعى لإبعاد الشبهة عن إسرائيل قبل انتخابات الرئاسة

الأحد، 22 سبتمبر 2019 11:30 م
فى ذكرى مرور أربعين عاما.. قصة الاختبار النووى الإسرائيلى الذى تسترت عليه واشنطن..قمر صناعى أمريكى رصد وميض يوحى بإجراء التجربة جنوب المحيط الأطلنطى.. وكارتر سعى لإبعاد الشبهة عن إسرائيل قبل انتخابات الرئاسة جيمي كارتر
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قالت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية إنه قبل أربعين عاما رصد قمر صناعى أمريكى إشارات توحى بانفجار نووى، وبحسب تحليل للأدلة الآن ، تبين  أن هناك اختبار نووى سرى تم التغطية عليه من قبل إدارة كارتر، وكانت الدولة الوحيدة الراغبة والقادرة لتنفيذ هذا الاختبار هى إسرائيل.

وأوضحت المجلة ، أنه فى مثل هذا اليوم 22 سبتمبر، من عام 1979، سجل قمر المراقبة الصناعى الأمريكى المعروف باسم فيلا 6911  وميض مضاعف غير معتاد مع دورانه حول الأرض فوق المحيط الأطلنطى الجنوبى. وفى قاعدة باتريك للقوات الجوية بفلوريدا، حيث لم تشرق شمس اليوم بعد،  رأى الفريق المسئول عن مراقبة إرسال القمر الصناعى ، نمط لا يمكن الخطأ به ناتج عن تجير نووى، وهو شىء رصدته الأقمار الصناعية الأمريكية فى العشرات من المناسبات السابقة فى أعقاب الاختبارات النووية. وأصدرت القاعدة إنذار ليلا، وطلب الرئيس جيمى كارتر اجتماعا عاجلا فى البيت الأبيض فى اليوم التالى.

 

وكان الانتشار النووى أحد الأمور التى تؤرق إدارة كارتر ، فى أواخر السبعينيات، حيث كان الرئيس الأمريكى يتعامل مع عدد من المعضلات المتعلقة بالسياسة الخارجية منها ما أصبح فيما بعد أزمة الرهائن الأمريكيين فى إيران، وكان كارتر ، يستعد أيضا لحملة إعادة انتخابه التى كان يأمل أن يستعرض فيها نجاحاته فى السياسة الخارجية بدءا من التوسط لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل وحتى محادثات الحد من الأسلحة مع موسكو.

وكانت احتمالية أن إسرائيل أو جنوب أفريقيا، التى لديها روابط دفاعية سرية فى هذا الوقت، قد اختبرت سلاحا نوويا ، وفى ظل حقيقة أن برنامج الأسلحة النووية لجنوب أفريقيا الذى كانت إدارة كارتر تسعى لوقفه لم يكن متقدما بما يكفى لاختبار هذا السلام، لم يكن هناك سوء مشتبه به أساسى وهو إسرائيل. لذلك كان عناك عدد من الشخصيات البارزة داخل الإدارة  حريصة على "دفن" القصة وتقديم تفسيرات أخرى بديلة. لكن تلك التفسيرات البديلة تم رفضها من قبل العديد من أعضاء المجتمع الاستخباراتى والعلمى فى هذا الوقت. وبعد أربعة عقود تبدو المسألة مثيرة للمزيد من التساؤلات.

وتقول "فوريس بولسى" إنه فى الذكرى الأربعين لتلك الواقعة، جمعت المجلة فريقا من العلماء والأكاديميين ومسئولى الحكومة السابقين وخبراء حظر الانتشار النووى لتحليل الوثائق التى رفع عنها السرية والبيانات المتاحة، وتوضيح الأهداف السياسية والإستراتيجية للأطراف الرئيسية فى هذا الوقت، ومعرفة لماذا يظل هذا الوميض الغامض قبل 40 عاما مهما.

ويشير بعض الخبراء الذين تحدثت إليهم المجلة إلى أن كارتر،  تجنب ذكر اسم إسرائيل باعتبارها المسئولة عن هذا الاختبار النووى، لأنه لو فعل ذلك ما كان بإمكانه أن يتجنب فرض عقوبات على إسرائيل بدون أن يعلن بشكل أساسى أن الولايات المتحدة لديها معايير مزدوجة فى سياستها إزاء حظر الانتشار النووى وأن إسرائيل كانت تخضع لقواعد مختلفة عن باكستان والهند. كما أن فرض العقوبات على الدولة العبرية كان سيثير الغضب بين  الجماعات الموالية لإسرائيل، وهى أحد عوامل الدعم السياسى للحزب الديمقراطى ولكارتر نفسه، لاسيما بعد نجاحه فى إبرام اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل.

وتقول فورين بوليسى ، إنه فى حين أن كارتر لم يكذب بشأن واقعة الاختبار النووى، إلا أنه سمح بعرقلة الحقيقة من خلال لجنة البيت الأبيض التى كان إنشائها ذى دوافع سياسية، وهى اللجنة التى تكونت من خبراء لتقديم تفسير بديل لواقعة الاختبار النووى. ولم تخرج اللجنة بتفسير اعتقدت أنه مرجحا للغاية، والذى يشير لتورط إسرائيل، لكنها خلصت فى النهاية إلى أن ملاحظة القمر الصناعى لم تكن على الأرجح نووية فى الأصل، وهو ما كان "جيدا" بما يكفى، بحسب المجلة.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة