البعض يتساءل خلال الأيام الماضية عن أسباب التشديدات الأمنية فى عدد من ميادين الجمهورية بمختلف المحافظات، خاصة ميدان التحرير ومنطقة وسط البلد، ولعل الكثير حاولوا التخمين أن القضية مرتبطة بمحاولات الإخوان الأخيرة لنشر الفوضى فى البلاد وتعويق مسيرة التنمية والاستقرار التى استطاعت مؤسسات الدولة المصرية خلقها على مدار السنوات الخمس الماضية، إلا أنه فى حقيقة الأمر الموضوع أكبر وأعمق بكثير من مجرد محاولات الإخوان على السوشيال ميديا، لإثارة الفوضى، إنما ارتبط بمن تم ضبطتهم الأجهزة الأمنية المصرية خلال الأيام الماضية، أثناء محاولتهم التصوير فى ميدان التحرير ومنطقة وسط البلد.
الفيديوهات التى ظهرت بالأمس مع الإعلامى عمرو أديب، وتشير إلى اعترفات كاملة للمتهمين الذين ينتمون 5 جنسيات مختلفة، واتفقوا جميعا على هدف واحد وهو جمع المعلومات وتمهيد الطريق للتخريب والفوضى، والجنسيات هى " التركية – الهولندية – الأردنية – الفلسطينية – المصرية"، بما يؤكد أن الأمر أكثر من مجرد إجراءات أمنية أو تشديدات فى ميدان التحرير أو بعض الميادين، خاصة بعدما انكشفت المؤامرة التى ترعاها المخابرات التركية بدعم من العثمانى المتغطرس أردوغان.
نعم نحن نتحدث عن مؤامرة كبيرة تحاول من خلالها جماعة الإخوان الإرهابية اختراق منظومة الأمن القومى المصرى، وإثارة حالة من الذعر والفزع لدى المواطنين أشبه بما حدث فى 25 يناير 2011، وإذا كان البعض غير مقتنع بهذه الحقيقة، فلماذا يأتى إلى مصر أشرف أسعد أحمد طافش، الفلسطينى الجنسية، وهو مسئول سرى للرصد والاتصال فى تنظيم الجهاد التابع لحركة حماس فى قطاع غزة، وقد اعترف بعد القبض عليه أنه جاء لدعم الثورة، التى باتوا يتحدثون عنها وكأنها حدثت، ولكن هيهات لما يزعمون فمصر عصية على السقوط ورجالها سيحمونها تحت ظروف أو عقبات.
لن نتوقف كثيرا عند عضو حركة حماس الفلسطينى، لننتقل إلى آخر هولندى الجنسية يدعى بيتر باص هارون، دخل الأراضى المصرية منذ 10 أيام، وحاول تصوير ميدان التحرير من خلال طائرة مسيرة " درون " أثناء إقامته فى أحد فنادق منطقة وسط البلد، إلا أن الأجهزة الأمنية استطاعت كشف المؤامرة، وضبطه بعدما كان يخطط لنقل صورة من ميدان التحرير على الهواء من خلال أجهزة بث إلى مجموعة من القنوات الأجنبية.
الحمساوى والهولندى، أدوات للعميل المخابرات التركى بيرات بيرتان أودجان، الذى دخل مصر قبل ثلاثة أيام وحاول تصوير ارتكازات أمنية فى منطقة وسط البلد من خلال شرفة الفندق الذى يقطنه، وقد رصدت أجهزة الأمن تحركاته واستطاعت القبض عليه، وتسجيل اعتراف رسمى لما كان يخطط له، بالتعاون مع عبد الله كيماك - تركى الجنسية، الذى دخل البلاد قبل ثلاثة أشهر فى إطار خطة جماعة الإخوان الإرهابية لإثارة الفوضى.
الحلقة الأخيرة فى سلسلة جواسيس ميدان التحرير كان مصطفى أحمد مصطفى مصرى الجنسية، وهو عضو فى التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية، وقد عاد من المملكة العربية السعودية فى 24 أغسطس 2019، حيث كان يعمل هناك، من أجل تقديم الدعم المادى والمعاونة المالية للمساعدة فى الحشد والتظاهر داخل ميدان التحرير، بالإضافة إلى المساعدة فى الحشد للتظاهرات المخطط لها، وقد تم ضبط مبلغ مالى بحوزته يقدر بـ 5 آلاف دولار أى ما يعادل نحو 90 ألف جنيه مصرى، كان مخطط توزيعها على المجموعات التى تحرك التظاهرات فى القاهرة الكبرى.
مخطط الفوضى الذى تدعمه تركيا وعناصر جماعة الإخوان الإرهابية واضحا جليا ولا يحتاج إلى عبقرية أو فطنة زائدة حتى نكتشفه، فالأمر واضح وضوح الشمس، وأكبر دليل على ذلك يقظة الأمن المصرى فى رصد وتتبع العناصر التخريبية والعملاء الأجانب الذين دخلوا البلاد خلال الفترة الأخيرة، وما خفى كان أعظم.