زكى القاضى

الاستهداف ٣.. "يقظة الدولة"

الخميس، 26 سبتمبر 2019 06:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحدثنا فى المقالين السابقين عّن سر وتوقيت الهجوم على مصر، وطبيعة ذلك الهجوم من جهة أخرى، وتوقفنا عما فعلته الدولة المصرية، فى مواجهة تلك الهجمة الشرسة، والتى أراد منها محركيها أن يشعلوا الأرض، مستغلين بعض مصادر الغضب، لتوجيهها نحو هدم الدولة المصرية، لكن السؤال كيف نجحت الدولة وأجهزتها المعنية من صد ذلك، وقبل الشروع فى قراءة ماجرى.. يجب التأكيد  أن ذلك التحرك المدروس والمنظم والمنضبط من قبل الدولة، سيجعل جمعة الغد، جمعة حشد وإعلان جديد بدعم الرئيس السيسى، ولن يكون هناك شيئا يذكر من الاخوان وحلفائهم، سوى شاشات العار والخراب فى تركيا وقطر.

ومن ذلك يمكن وضع أيدينا على بعض الخطوط العريضة، فى التجربة المصرية الفريدة، التى استطاعت تحويل الهجمة الإخوانية، لهجمة مرتد ارتدت فى صدورهم، بداية، من المؤتمر الثامن للشباب، الذى كان يتوقع فيه الكثيرون، أن الرئيس السيسى سيرد على كل مايقال، وأن طبيعة الرجل الكاشفة، والمعلنة منذ رئاسته فى ٢٠١٤، هو أن كل شيء يمكن أن يقال للشعب المصرى، طالما كان الشعب طرفا فى ذلك الحديث، أما ما يخص الامن القومى، فله ضوابط وطرق كثيرة للإعلان، قد يكون من بين تلك الطرق الإعلان الجماهيرى، لذلك كان الرئيس واضحا فى كل ما رد فيه من تصريحات حول كل ما قيل قبل انعقاد المؤتمر، رغم بعض النصائح التى كانت تريد منه عدم الحديث.

لذلك كانت بداية التجربة هو مواجهة الاستهداف، بالإعلان عّن معرفة الدولة ومتابعتها لما يدور فى السوشيال ميديا ووسائل الاعلام المعادية، ثم تلى الإعلان، كشف الشخصيات التى تصدر الافكار ووجهات النظر الخاطئة للشعب المصرى، وهو ما شهدناه من تنفيد وتوضيح للشخصية المتصدرة للأحداث فى ذلك الوقت، ورغم انه شخص لا يذكر، وليس لديه اى خلفية سياسية واضحة، وان منهجه فى الاستخدام واضح، إلا أنه كان لزاما كشفه أمام الشعب المصرى.

وكان من بين الأهداف الواضحة فى تجربة الدولة المصرية، لمواجهة خطط الاستهداف الممنهجة، هو كيفية دعم وسائل الاعلام المحلية، بمواد تحصن الجبهة الداخلية، بحيث يتكشف أمام المواطنين من يريد هدم الوطن، ممن يريد حمايته، وكذلك ضرورة أن تظهر وسائل الاعلام، بشكل يحمل المعلومة الواضحة والصريحة حول طبيعة من يستهدف مصر، وكذلك أدوات ذلك الاستهداف، حيث تابعنا فى قنوات الدولة بعض التسجيلات الموثقة لبعض الاخوان والهاربين للخارج، وهم يخططون ضد الدولة، حتى وصل الامر للإعلان عّن بعض من قبض عليهم فى المظاهرات من جنسيات مختلفة خارج مصر.

كل تلك التحركات فى مواجهة من يتحركون ضد الدولة، كانت واضحة وظاهرة، وتدعو للاطمئنان على الدولة ومؤسساتها، وتوصل رسالة لمن عمى قلبه وبصيرته، ان الدولة المصرية لن تسقطها مظاهرات، وان فهمها لما تم فيها عمدا منذ ٢٠١١، لن يجعلها فريسة لاى تحركات او خطط تحاك لها من الخارج.

كانت كل تلك التحركات تفيد وتوضح طبيعة ما نفعله وتعلمناه على مدار ست سنوات، وان أخطاء الماضى لن تتكرر، فمجهود السنين فى البناء، وصناعة أجهزة قوية، ومؤسسات مستقرة، وضوابط حاكمة على الكل، لن يسقطها فيديو، او تافه من التوافه، حتى وان وقفت وراءه كل دول العالم، فكما خططنا للمستقبل، فنحن أيضا درسنا الماضى، ووضعنا دروسه أمام أعيننا التى لا تغفل ولا تنام.

 

 

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة