فى منتصف المسافة بين الغردقة ورأس غارب، بمحافظة البحر الأحمر، تقع منطقة جبل الزيت الشهيره فى مجال استخراج البترول، والتي تعمل بها العديد من شركات البترول المختلفة في مجالات البترول من تكرير واستخراج وتنقيب وخلافه.
وتعد منطقة جبل الزيت الحد الفاصل بين مدينة رأس غارب والغردقة، حيث لا توجد بها مناطق سكنية او خدمات حكومية، إلا أنها مناطق امتياز لاستخراج البترول من مناطق البحر الأحمر، والمناطق الصحراوية بها.
وقال صلاح سليمان، أحد المهتمين بتراث البحر الأحمر، من قبيلة الرشندية، أقدم القبائل بها، أن أول مكان في العالم تم إنتاج البترول منه أمريكا، وثاني مكان هو منطقة جبل الزيت في مصر،الواقعة شمالى مدينة الغردقة.
وأضاف الرشندى: ظهرت كميات كبيرة من خام البترول فوق سطح الأرض بمنطقة "جبل الزيت"، وذلك لوجود احتياطى كبير منه فى باطن الأرض وقريب من السطح جعلة "ينشع" ويتسرب مكونا برك من الزيت، ولهذا السبب سميت المنطقة باسم "جبل الزيت".
وتابع: فى عام 1854م استعان الخديوى إسماعيل، بالخبير الأمريكى فى علم الجيولوجيا، والذي كان يدعي "ديرك" لاستخراج البترول من هذه المنطقة، وكان يتبنى هذا الخبير فى البداية فكرة الحفر السطحى، حيث يقوم بعمل "حفر" فى الأماكن التى ينشع منها الزيت فتمتلىء هذه الحفر مكونة برك يسهل الحصول منها على الزيت ولكن بكميات قليلة.
وأوضح صلاح سليمان، أن الخديوى أمر بالاهتمام أكثر باستخراج البترول، وقام بإصدار أوامر بإنشاء وتجهيز مبنى حجرى مكون من عدة غرف، بمنطقة جبل الزيت على شاطئ البحر، ليكون مقراً للخبير الأمريكي من خلاله تدار عمليات الحفر والإنتاج للزيت الخام، ومازالت آثاره باقية.
وتابع الرشندى: عقب 5 سنوات بالطريقة القديمة التي كانت تتم من خلالها عملية استخراج الزيت، وفى عام 1859، نقل الخبير الأمريكى فكرة استخراج الزيت الخام من خلال الحفر العميق للوصول إلى أماكن تواجد الزيت بين طبقات الأرض ليخرج منها إلى السطح نتيجة الضغط الهائل فى باطن الأرض، حيث نقلت الفكرة من ولاية "بنسلفانيا" بالولايات المتحدة الامريكية، بعد أن حققت نجاحا هائلا، ثم عممت هذه الفكرة.
من جانبه قال أحد المهندسين في مجال البترول والعاملين بمنطقة جبل الزيت، إن منطقة جبل الزيت تعد خليج بحريا، حيث أن شواطئها متداخلة في البحر لتشكل خليجا بحرياً، وأن تلك المنطقة تحتوى على طبقات متنوعة غنية بالبترول الخام على أعماق يسهل الوصول إليها.
وأضاف مهندس البترول أن تلك المنطقة توفر احتياطيا كبيرا من الزيت الخام والغاز الطبيعى لمصر، حيث تحولت إلى منطقة استخراج وصناعة البترول، كما تتواجد بها محطات معالجة الزيت ومصانع للغاز الطبيعى والبوتاجاز.
كما تضم منطقة جبل الزيت ميناء بحريا لنقل الزيت الخام وكذلك مطار بترولى قريب بمنطقة شقير، إضافة إلى "تانكات" عملاقة لتخزين الزيت المعالج للشركات وشحنه.
وكشف مهندس البترول أن جبل الزيت أصبح قلعة فى استخراج البترول في مصر، حيث أن شركات البترول العاملة بجبل الزيت تمتلك منصات بترول صخمة، وعدد هائل من الآبار، وأن معدلات الانتاج تصل لآلاف البراميل يومياً.