بدأ حسن البنا الرحلة قبل أكثر من 90 سنة، عندما أسس جماعته انطلاقا من محافظة الإسماعيلية، بدعم من أجهزة استخبارات مرتبطة بالاحتلال، ثم دشن النظام الخاص المكون من مئات المسلحين التابعين للجماعة، لتتولى تلك الميليشيات تنفيذ عمليات إرهابية استهدفت سياسيين ومواطنين، وحرقت وفجرت مناطق سكنية وتجارية.
من اغتيال أحمد ماهر والخازندار والنقراشى، وتفجير الموسكى وحارة اليهود، وواقعة السيارة «الجيب» المحملة بالأسلحة والمتفجرات، إلى جرائم الاتحادية واعتصامى رابعة العدوية ونهضة مصر الإرهابية، وصولًا إلى عشرات التفجيرات والعمليات الإرهابية والسيارات المفخخة وحرق الكنائس والأديرة وأقسام الشرطة منذ 2013 حتى الآن، ما تزال جماعة الإخوان الإرهابية تعتمد المسار الإجرامى الذى خططه مؤسسها العميل حسن البنا، وتُصر عليه، وتعمل بثقلها الآن على تكراره.
فى هذا الإطار، تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى منشورا منسوبا إلى المكتب الإدارى لجماعة الإخوان الإرهابية فى تركيا، يتضمن توجيهات عديدة لعناصر الجماعة وحلفائها داخل مصر، بغرض إشعال الشارع وإثارة حالة الفوضى خلال الساعات المقبلة، استغلالا لدعوات التظاهر التى أطلقها المقاول الهارب محمد على، الذى أشارت تقارير عديدة إلى عمله بالتنسيق مع عدد من الجهات والأجهزة فى دول إقليمية.
توجيهات قادة الإخوان المقيمين فى أسطنبول دارت حول آليات بث روح الإحباط فى نفوس المواطنين، واستهداف مؤسسات الدولة، وانتقاد الإنجازات الاقتصادية والمشروعات القومية والتسفيه منها، وتنشيط المجموعات الإلكترونية فى ترويج الشائعات والأخبار التحريضية، فضلًا عن العمل على حشد طلاب المدارس والجامعات، وتوجيه مسؤولى المكاتب الإدارية للجماعة فى المحافظات بتنظيم الصفوف وإطلاق تظاهرات مفاجئة فى مناطق عديدة، إضافة إلى التنسيق مع الأحزاب والتيارات والحركات السياسية المتقاربة مع الجماعة.
فيما أكد طارق البشبيشى، القيادى السابق فى جماعة الإخوان الإرهابية، أن ما يتضمنه المنشور يفضح خطط التنظيم ضد مصر، بصرف النظر عن انتساب المنشور للمكتب الإدارى أو مكتب الإرشاد.
وبحسب نص المنشور المتداول، فإن الوثيقة تخص اجتماع مكتب الإرشاد الدورى فى الخارج برقم 102، وتُخاطب رؤساء المكاتب الإدارية فى المحافظات بالقول «بناء على متابعة مكتب الإرشاد للحراك الحالى فى مصر، والتعليمات السابقة بتقديم الدعم بكل أشكاله لزيادة تلك الحالة، وبناء على ما جرى أمس من أحداث فى محافظة السويس، تقرر الآتى: توجيه القواعد الشبابية باستمرار بث روح الإحباط من تردى أوضاع الدولة فى كل المجالات، وتكليف المسؤولين السياسيين فى كل المحافظات بالتنسيق مع الأحزاب والحركات السياسية، وإيصال رسالة بأن الجماعة مدعومة، وأن الخلاص مسألة وقت».
ويفضح المنشور آليات استغلال الجماعة الإرهابية للعام الدراسى الجديد الذى انطلق رسميًا مطلع الأسبوع، موجهًا بـ«تكليف مسؤول الطلاب فى المحافظة بمحاولة جذب أكبر عدد من الشباب المستجد، والاستعداد لبعض الاحتجاجات داخل الجامعات خلال الفترة المقبلة، كما يشدد مكتب الإرشاد على استمرار حالة الطوارئ بكل المكاتب الإدارية، استعدادًا لأية تكليفات، والتنبيه على كل أعضاء الجماعة العاملين بالاستعداد حتى التبليغ بساعة الصفر للتحرك الشامل».
وشدد «البشبيشى»، على أن ما جاء فى المنشور يكشف خطة الجماعة وأسلوب تعاملها مع الدولة المصرية، مستطردًا: «جماعة الإخوان الإرهابية تعانى من ألزهايمر السياسى، فهم يتوهمون أن هناك حراكًا ثوريًا متصاعدًا، وهذا غير واقعى بالمرة، لكن فلول التنظيم تنتظر الفرصة وتدفع فى اتجاه الفوضى وتحريض الشباب حديثى السن عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى. وعلينا أن نعلم أنهم وراء كل المصائب، وهم المستفيدون من أية فوضى، وعلى الإعلام أن يبذل قصارى جهده لزيادة وعى الشعب بمؤامرات تلك العصابة، وأعتقد أنه بدأ ذلك فعلا، وأمتلك زمام المبادرة بقوة خلال الأسبوع الأخير».
وقال القيادى السابق بالجماعة الإرهابية، إن هذا الخط الذى يتبناه التنظيم ليس جديدًا، فقد تبناه منذ لحظة الخروج من السلطة فى ثورة شعبية عارمة، لكن ازدادت وتيرة تلك الجرائم خلال الأيام السابقة. وعن اتصالاتهم بأحزاب وتيارات مشبوهة يضيف: «هذا الأمر فيه قدر كبير من الصحة، لكن مع الحركات المشبوهة مثل 6 أبريل والاشتراكيين الثوريين وبعض النخب المموّلة. لا شك فى أن هناك تنسيقا بين كل تلك الأطراف، ولا يجب أن ننسى روابط الأولتراس الجماهيرية التى أصبحت إحدى أدوات التنظيم فى نشر الفوضى وعدم الاستقرار».
وتابع طارق البشبيشى حديثه: «الترويج لوهم أن هناك بعض المؤسسات داخل مصر تدعم الجماعة الإرهابية لعبة ساذجة يلعبها خبثاء التنظيم منذ عزل الجماعة عن السلطة، وأجزم بأنهم قد يأسوا من تلك الكذبة السخيفة»، مشددًا على أن «ساعة الصفر وغيرها من المصطلحات، تستخدمها الجماعة الإرهابية فى سياق الحرب النفسية، مثلها مثل ثورة الصفافير والحلل، وقد نشطوا خلال الفترة الماضية فى التصعيد الإلكترونى بفضل الميليشيات والكتائب المنظمة والتمويل الضخم والتلاعب بالمواقع، لكنهم على الأرض يُعانون من الهزيمة والبؤس والإحباط، ما يؤكد أن كل المخططات الإجرامية للجماعة ستبوء بالفشل».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة