وجهت أجهزة الأمن المصرية صفعة قوية للرئيس التركى، بكشفها عن رصد مخطط لقيادات تنظيم الإخوان الهاربين لتركيا يستهدف الإضرار بمقدرات الدولة الاقتصادية، وكانت أجهزة الدولة المصرية على علم تام بما يخطط له الأتراك فتم الكشف عن أسماء 16 إرهابيًا ممن تم تكليفهم بتنفيذ المخطط التركى داخل مصر.
وبالطبع جن جنون القرد التركى بعد هذه الصفعة القوية فأصدر توجيهاته بتنظيم مؤتمر فى مدينة أسطنبول لجماعة الإخوان الإرهابية، شارك فيه 500 من قادة الجماعة الهاربين هناك وتم الاتفاق على ما أسموه بـالعمل الثورى لتغيير الأنظمة فى المنطقة العربية، والاستمرار نحو مزيد من المواجهات المسلحة ضد الجيوش العربية، وسواء يعلمون أو لا يعلمون أن المخابرات التركية تستخدمهم لخدمة قضيتهم الأساسية مع مصر وهى؛ غاز شرق المتوسط وتقسيم الحدود الذى تم بين مصر واليونان وقبرص فى صفعة هى الأعنف من مصر للقرد التركى الذى يحاول اللعب على كل الحبال.
الاستخدام من الأتراك لم يتوقف عند هذا الحد بل استخدموا الأمير القطرى أيضًا، فهو من يموّل حربهم القذرة ضد البلدان العربية جميعًا وليس مصر وحسب، فقضية الأمير الصغير تتلخص فى محاولته لإيجاد دور، وهذا بالطبع لا يتناسب مع حجمه أو حجم دويلته الصغيرة، فجاء الدور من قناته التى تعمل على بث الشائعات والتحريض بين الشعوب العربية ومؤسساتها الوطنية، ثم التمويل للإرهابيين للقضاء على الجيوش العربية بدء من العراق مرورًا باليمن وسوريا وليبيا وصولًا للسودان .
لم يتوقف استخدام الأتراك لهؤلاء فقط بل استخدم المستخدمون عملاء وتجنيدهم، فاستخدم القطريون والإخوان المقاول الهارب والناشط العارى وغيرهما ممن ظهروا فى فيديوهات مسمومة فى توقيتات حددها لهم مستخدمهم ليكسب جولة من معركته ضد مصر، والتى مازال يطمع أن يكسب أى شىء بشرط حدوث الفوضى فى مصر وانشغال أجهزتها السيادية وجيشها بالداخل، كما حدث فى يناير 2011 وهنا فقط يستطيع تحقيق أى مكسب.
نحن هنا أمام دولة ترعى الإرهاب بعد خسارتها لأكبر معركة اقتصادية من مصر التى كانت خارجة لتوها من فوضى مخلفات يناير، فأوحى إليها شيطانها أن تستخدم نظامًا صغيرًا ومجموعة من الخونة الذين أيضًا بمساعدتها يستخدمون مجموعة من العملاء، والمضحك التفاف بعض الأحزاب الكرتونية حولها والتى يتستر بها قياداتها للاتصال والحصول على التمويلات من الخارج.
الدولة المصرية تعلم تمامًا أنه كلما تحركت المؤشرات الأقتصادية إيجابيًا اشتدت الحرب ضراوة وليس هناك أدل على بدء الحملة الأخيرة بعد أن استعاد الاقتصاد المصرى جانبًا كبيرًا من عافيته، وبدأ الإصلاح الاقتصادى يؤتى ثماره، وقد ظهر ذلك جليًا فى المعدلات غير المسبوقة التى حققتها البورصة المصرية، فضلاً عن الارتفاع المتواصل للجنيه المصرى أمام سلة العملات الرئيسية، خاصة الدولار الأمريكى، واقترب سعر الصرف من الـ16.25 مقارنة بما يقارب 20 جنيهًا عقب قرار التعويم فى نوفمبر 2016، كما تجاوز احتياطى النقد الأجنبى لدى البنك المركزى حد الـ45 مليار دولار، بزيادة قدرها 32 مليار دولار عنها فى 2013ـ فضلاً عن زيادة معدلات النمو على 5%، مقارنة بـ1% عام 2013، هذا فى الوقت الذى تقوم فيه الدولة بتنفيذ مجموعة ضخمة من المشروعات العملاقة.
بالطبع هذه المؤشرات أثارت حفيظة المتربصين بالدولة المصرية، خاصة أن العديد من المؤسسات الدولية، أشادت بما حققناه على مدار السنوات الست الماضية، يأتى هذا فى الوقت الذى يترنح فيه الاقتصاد التركى بسبب السياسات العنترية التى يتبعها الرئيس أردوغان والتى ادت إلى انهيار العملة والاقتصاد التركى.
هذه المؤامرة اكتملت أركانها فقامت الدولة المصرية كعادتها بإفشال هذا المخطط بل وكسب جولة جديدة من جولات حرب الشائعات وتحويل مصر لفوضى، بل استطاعت المؤسسات الوطنية المصرية جعل هذا اليوم بمثابة إعادة تفويض للجيش والرئيس لتضع الفئران فى جحورها استعدادًا لجولة أخرى مقبلة، وهنا نرجع إلى جملة "كانوا يزأرون كالأسود فى الجبال" التى قالها رمسيس الثالث والمدونة فى معبد مدينة هابو بالبر الغربى بالاقصر، عندما كان يتحدث عن جنوده، وهنا لا أتحدث عن جيش وشعب لأننا وقت الحرب كلنا جيش مصر.
يخطئ من يتصور أن الرئيس عبدالفتاح السيسى لا يدرك حجم معاناة المواطنين المصريين من الإصلاح، والرئيس نفسه أكد على ذلك مرات عديدة وفى مناسبات مختلفة ووجه الشكر لجموع الشعب المصرى على تحمل الإجراءات الاقتصادية رغم قسوتها.
لكن فى الوقت ذاته لا نستطيع أن نقول إن كل شىء يسير على ما يرام فهذا العمل بشرى وطبيعى أن تقع بعض الأخطاء، فالمسئول الذى اتخذ مئات القرارات طبيعى أن يخطئ فى نسبة منها، لكن ما أعلمه جيدًا أن الدولة المصرية الجديدة والتى بدأت في 30 يونيو لديها إصرار على تطوير مصر وتقدم شعبها لذلك لن تسكت على خطأ وستصوبه، فعلى سبيل المثال لابد من تطوير برنامج تكافل وكرامة والتموين ليكون أداء الدولة فى هذه الملفات بنفس أدائها فى ملف مثل القضاء على فيروس سى، وهذه الأخطاء يمكن تداركها باستكمال قاعدة بيانات متطورة لمصر يمكن من خلالها حل العديد من المشكلات التى تواجه المواطنين.
أيضًا سياسيًا لابد من إعادة الروح للحياة الحزبية والنيابية ويقينى أن الدولة المصرية بعدما حققت معجزة بكل المقاييس فى عودة الأمن وبناء المشروعات القومية وبناء اقتصاد حظى على إشادة عالمية تستطيع عمل نفس المعدلات بالإنجاز فى الملفات السياسية وغيرها وهذا قريب بعد استكمال الانتخابات المقبلة من محلية ونيابية بمجلسيه النواب والشيوخ لنكسب حربنا مع التنمية والبناء ووضع مصر فى مكانتها التى تليق بها عالميًا.
نعم كسبنا هذه الجولة فى الحرب لكننا لابد أن نتعلم من أخطائنا وأن نكون فى موضع الهجوم دائمًا لأننا على الحق ونسير على طريق البناء ولابد أن نكون مستعدين للجولة المقبلة من الحرب التى لا تنتهى جولاتها.