مع قرب الانتخابات الرئاسية 2020، يسير الرئيس الامريكى بخطى جادة، نحو إنجاز وعده الانتخابى ببناء جدار على الحدود الأمريكية الجنوبية مع المكسيك. وفى تحدى للميزانية التى وضعها له الكونجرس بعد فترة من الاغلاق الحكومى مطلع العام الجارى، كانت الاطول فى تاريخ الولايات المتحدة، يتجه نحة تنفيذ تعهده باستخدام أموال وزارة الدفاع الأمريكية فى استكمال مشروعه.
ووافق وزير الدفاع الأمريكي مارك آسبر، على تخصيص 3.6 مليار دولار من ميزانية مشروعات التعمير بالبنتاجون لإقامة 282 كم من الحائط الذى قرر الرئيس الأمريكى إقامته على الحدود مع المكسيك لمواجهة أزمة اللاجئين القادمين عبر الحدود الجنوبية.
ويعد بناء الجدار الحدود نقطة خلاف رئيسية بين إدارة ترامب والكونجرس، حيث رفض الكونجرس الموافقة على طلب ترامب بتخصيص 6 مليارات دولار لإقامته؛ ومن ثم فإنه يتعين على الكونجرس الآن أن يقرر الموافقة من عدمه على تحويل المبالغ المخصصة للمشروعات العسكرية المشار إليها لتمويل إقامة هذا الجزء من الحائط الحدود.
وفى فبراير الماضى، لجأ ترامب إلى إعلان حالة الطوارئ الوطنية لتمويل الجدار، بعد ان وصل لطريق مسدود مع الكونجرس. فبعد فترة إغلاق حكومى استمرت خمسة اسابيع، توصل المفاوضون من الحزبين الجمهورى والديمقراطى، إلى اتفاق يقضى بتخصيص 1.375 مليار دولار لبناء 55 سور بطول 55 ميلا على الحدود الجنوبية، وهو أقل كثيرا من مبلغ 5.7 مليار دولار الذى طلبه ترامب من أجل بناء 234 ميلا من الجدران الفولاذية.
وذكر راديو "صوت أمريكا" أن المسئولين بالبنتاجون لم يكشفوا عما إذا كان رصد هذا المبلغ سيؤثر بشكل سلبى على نحو 127 مشروعًا كان من المفترض أن تستخدم هذه الأموال فى تنفيذها، ولكنهم اكتفوا بالقول أن التفاصيل ستعلن فور إبلاغ الكونجرس. وأشار مسئولو البنتاجون إلى أن نصف هذا المبلغ سيأتى من ميزانية المشروعات العسكرية داخل الولايات المتحدة على أن يأتى النصف الآخر من ميزانية مشروعات يتم تنفيذها خارج الولايات المتحدة.
وقال زعيم الديمقراطيين فى مجلس الشيوخ تشاك شومر إن إعادة تخصيص أموال إدارة ترامب كانت بمثابة "صفعة فى الوجه" لأفراد الجيش الأمريكى. وبحسب شبكة "سى.إن.بى.سى" تعد الأكاديمية العسكرية الأمريكية فى ويست بوينت بولاية شومر أغلى مشروع تأثر فى الولايات المتحدة حيث تم سحب 95 مليون دولار من ميزانية البناء الخاصة بمركزها الهندسى.
وتشمل قائمة المشاريع المتأثرة أيضًا الطرق ومنشآت الصيانة ومبانى تخزين المعدات ومستودعات المواد الخطرة، كما سيتم تحويل حوالى 30 مليون دولار من أموال بناء معدات فى فورت هواتشوكا جنوب أريزونا لميزانية الجدار الذى يمثل وعدًا رئيسيًا لحملة ترامب لعام 2016 ويظل محوريًا فى سياساته المتعلقة بالهجرة فى ظل مساعيه لإعادة انتخابه عام 2020.
ووفقا لمساعدها، قالت نانسى بيلوسى، رئيسة مجلس النواب فى حديث مع زملائها الديمقراطيين إن تحويل الأموال العسكرية "سيقوض أمننا القومى ونوعية الحياة ومعنويات قواتنا، وهذا يجعل أمريكا أقل أمانًا".