دائما ما تكون الفوارق بين المتنافسين تمنح القدرة على توقع النتيجة الصحيحة من بين الفائز والمهزوم.. مع استثناء بعض الحالات التى تأتى تحت مسمى المفاجآت.
لكن عندما تكون الفوارق بين المتبارين متساوية الكفة لا تميل لأحد على حساب الآخر إلا بالقليل، فهنا يكون من الصعب توقع النتيجة.. وهذا ما ينطبق على موقعة نهائى كأس مصر.
حان الوقت لتنطلق مواجهة مرتقبة ومنتظرة اليوم الأحد بين الزمالك وبيراميدز، لتحديد صاحب لقب البطولة الأقدم فى تاريخ الكرة المصرية فى نسختها السابعة والثمانين.
فى المباراة التى يستضيفها برج العرب فى الثامنة مساء سنكون أمام فريق يمثل أحد قطبى الكرة المصرية، له من التاريخ الكثير فى ذاكرة الكرة المصرية، وفريق حديث العهد والنشأة لكنه وصل بطموحه وإمكانياته لدرجة أن أصبح أحد القوى الكروية فى مصر، بل وتمكن من أن يقود ثورة فى كسر القيود المعتادة بتحتم الخسارة عند مواجهة أى فريق للأهلى والزمالك، وذلك بالانتصار على كلا الفريقين بل زاد على ذلك بترسيخ عقدة لأصحاب الرداء الأحمر بالفوز عليه ثلاث مرات متتالية.
وتأتى الخبرات أمام الطموح لتصنع ما أشبه بتصادم الحضارات الذى ننتظر نتيجته ليكون ذلك أولى الفوراق التى تميز الزمالك وبيراميدز عن بعضهما البعض.. ويتبعها ما يلى:
على مستوى الإدارة الفنية خارج الخطوط تظهر الكفة متساوية.. بين ميتشو وديسابر.. أنصار كلا الفريقين يثق فى قدرات مدربه فى تحقيق اللقب.
*ميتشو صاحب طريقة 4-2-3-1 التى تمتلكها نزعة هجومية تعتمد على الأطراف وتكثيف العرضيات، وهى ميزة قد تؤدى إلى نتائج عكسية دفاعيا حال مواجهة فريق بيلعب ضاغط ويشكل هجمات منظمة مثل بيراميدز، خصوصا أن هذة الطريقة تتطلب دعم الأجنحة للأطراف فى ظل تقدم الظهيرين المبالغ فيه وسوء التغطية العكسية على الأخص من النقاز الذى يتباطأ بشكل كبير عند الارتداد من الأمام للخلف.
* ديسابر الذى يلعب بطريقة يغلب عليها التوازن بين الدفاع والهجومى والاعتماد بشكل أكبر على المرتدات المنظمة عبر تحولات سريعة بين خطوط الملعب ينفذها لاعبيه بدقة كبيرة وتترجم إلى أهداف.
من ناحية الأداء يتفوق بيراميدز من ناحية الانضباط الجماعى واللعب للمصلحة عامة، وتبقى الجبهة اليمنى أهم مصادر الخطورة ومنها أحرز أغلب أهدافه تحت قيادة ديسابر.. على العكس ظهر أداء الزمالك فى المباريات الأخيرة ويغلفه نوع من الأنانية بين اللاعبين أثرت سلبا على الفريق وأهدرت العديد من الفرص التهديفية السهلة.
فيما يخص قدرات اللاعبين.. الزمالك يتميز أكثر فى ذلك إذ يملك بين صفوفه مجموعة من اللاعبين المهرة القادرين على فك طلاسم دفاعات أى فريق عندما يكونوا فى حالتهم ويحالفهم التوفيق.. هذا لا ينكر أن بيراميدز على المستوى الفردى يضم بعض اللاعبين المهاريين، مثل عبد الله السعيد القادر فى أى لحظة على حسم نتيجة أى مباراة ومعه إسلام عيسى صاحب المرواغات الخطيرة.. وهناك اللاعبون التكتيكيون مثل إيريك تراورى الذى يجيد اللعب فى كل مراكز الملعب بكفاءة واحدة، ودائما ما يكون مصدر إرباك لأى منافس بتحركاته المزعجة فى المساحات والخطوط.. ومعهم المهاجم الخطاف جون أنطوى هداف الفريق هذا الموسم بأربعة أهداف.
الضغوط.. مؤكد أن الزمالك ومدربه سيعانيان كثيرا فى نهائى الكأس من ضغوط جماهيره بضرورة تحقيق اللقب، على العكس منه يدخل بيراميدز اللقاء دون أى ضغوط وبأريحية كبيرة على كل المستويات، وهو أمر سيكون له دور فى صنع الفارق لصالحه.
ونأتى إلى معدل اللياقة البدنية الذى يتفوق فيه بيراميدز بنسب متفاوتة عن الزمالك وهو ما أدركه مدربه الجديد ميتشو بحرصه على إخضاع لاعبيه قبل المباراة لتدريبات بدنية إضافية تعين اللاعبين على استكمال المباراة لنهايتها بنفس القوة التى يبدأون بها.